ترامب يصفه بـ "الرجل الشجاع جداً": إشادة أمريكية عليا بمواطن أسترالي تصدى لمنفذ الهجوم المسلح.
فعل بطولي يحول مسار المأساة: تقارير تؤكد أن تدخل البطل قلل بشكل كبير من عدد الضحايا المحتملين.
الأنظار تتجه نحو المستشفى: البطل يرقد لتلقي العلاج وسط دعوات عالمية بالشفاء العاجل وتكريم وطني.
وجه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إشادة نادرة ومؤثرة إلى شخص مدني تصدى لمنفذ هجوم إطلاق نار وقع مؤخراً في أستراليا، مؤكداً أن العمل البطولي لهذا الشخص قد أنقذ عدداً كبيراً من الأرواح في واحدة من الهجمات الأكثر عنفاً التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة.
وفي بيان صدر عن مكتبه، وصف ترامب هذا الشخص بـ "الشجاع جداً"، مضيفاً: "هذا الشخص أنقذ الكثير من الأرواح بفعلته، لكنه يرقد الآن في المستشفى، ندعو له بالشفاء العاجل".
وقد لاقت هذه الإشادة اهتماماً عالمياً واسعاً، مسلطة الضوء على بطولة فردية غير عادية في مواجهة عنف عشوائي.
اللحظات الحاسمة في مركز التسوق
وفقاً للتقارير الأولية الواردة من سيدني، وقع الحادث المروع في وقت الذروة بمركز تجاري مزدحم. حيث بدأ منفذ الهجوم، الذي لم تُكشف هويته بعد، بإطلاق النار بشكل عشوائي، مسبباً حالة من الهلع والفوضى. وفي تلك اللحظة الحاسمة، وبينما كان الناس يفرون، اختار المدني الشجاع – الذي لم يُكشف اسمه لدواعٍ أمنية – أن يركض نحو مصدر الخطر بدلاً من الابتعاد عنه.
تشير شهادات الشهود إلى أن البطل استخدم جسده كدرع، وتمكن من تشتيت انتباه المهاجم، بل واستخدم قطعة أثاث أو طفاية حريق لمواجهة المسلح مباشرة، مما أدى إلى إصابته بعدة طلقات نارية. وعلى الرغم من إصابته البالغة، فإن تدخله المفاجئ والمتهور أفسح المجال أمام رجال الأمن للوصول إلى المكان وتحييد المهاجم، منهياً بذلك حمام الدم الذي كان يمكن أن يكون أسوأ بكثير.
في هذا الصدد، أفاد المتحدث باسم الشرطة الأسترالية أن "بطولة هذا المواطن هي العامل الرئيسي الذي منع المأساة من التحول إلى كارثة وطنية"، مشيراً إلى أن تقديرات الأمن تشير إلى أن تصرفاته أنقذت ما لا يقل عن عشرات الأشخاص كانوا مختبئين بالقرب من منطقة المواجهة المباشرة.
إشادة ترامب والتركيز على البطولة
تُعد إشادة ترامب بحدث دولي من هذا النوع استثناءً للقاعدة.
وقد علق محللون سياسيون بأن ترامب، المعروف بتركيزه على الخطاب الداخلي، استغل هذه اللحظة للتشديد على قيمة الشجاعة الفردية والوقوف في وجه الشر. وأكد البيان الرئاسي السابق على أن "العالم يحتاج إلى تذكر أن هناك دائماً أبطالاً مستعدين لتقديم التضحية لإنقاذ جيرانهم وأوطانهم".
تضيف هذه الإشادة بعداً دولياً لقصة المواطن الأسترالي، مما يرفع من مستوى الاهتمام به وبتضحياته.
وقد أثارت تعاطفاً غير مسبوق في الولايات المتحدة، التي غالباً ما تواجه حوادث إطلاق نار جماعية، مما جعل رسالة ترامب حول "تغيير مسار العنف بفعل فردي" تلقى صدى عميقاً.
حالة البطل ودعم المجتمع
يرقد البطل الآن في وحدة العناية المركزة بأحد مستشفيات سيدني، حيث يخضع لعمليات جراحية متعددة. وعلى الرغم من أن الأطباء وصفوا حالته بأنها خطيرة، فقد أكدوا استقرارها.
وقد تحول المستشفى إلى مركز لتجمع الدعم العام، حيث وصلت آلاف الرسائل وباقات الزهور من مختلف أنحاء أستراليا والعالم.
أطلقت المجموعات المدنية الأسترالية حملة لجمع التبرعات لدعم عائلة البطل وتغطية تكاليف علاجه، وقد تجاوزت الحملة الأهداف المحددة في غضون ساعات قليلة، ما يعكس الاعتراف الشعبي بحجم تضحيته.
وتسعى الحكومة الأسترالية حالياً إلى اتخاذ إجراءات رسمية لتقديم أعلى وسام شرف مدني للشخص الذي أصبح رمزاً للتضحية المدنية في البلاد.
وبصرف النظر عن خلفيات الحادث ودوافعه، فإن رسالة ترامب، وإن كانت مختصرة، رسخت القصة العالمية للبطل الذي خاطر بحياته لإنقاذ حياة الآخرين، مؤكداً أن البطولة الحقيقية تكمن في لحظات الخطر التي يختار فيها الإنسان نكران الذات.
وفي الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى نتائج التحقيق في الهجوم المسلح، يبقى الأمل معلقاً على خروج البطل سالماً من المستشفى ليتلقى التكريم الذي يستحقه.