قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أفيقوا أيها المكفرون .. الرازي أعظم أطباء الإنسانية لم يكن كافرا ولا زنديقا


وصفته "زيغريد هونكه "في كتابها "شمس العرب تسطع على الغرب" :"أعظم أطباء الإنسانية على الإطلاق" هو أبو بكر محمد بن زكريا الرازي مؤلف كتاب الحاوي في الطب ، كتاب ضم كل المعارف الطبية منذ أيام الإغريق وظل المرجع الطبي الرئيسي في أوروبا لمدة اربعمائة عام

يؤكد الرازي أن العقل هو المرجع الأعلى الذي نرجع إليه ولا نجعله وهو الحاكم محكوما عليه ، ولا وهو المتبوع تابعا ، بل نرجع في اغلب الأمور إليه ونعتبرها به ونعتمد فيها عليه ،

- كان الطبيب في عصر الرازي فيلسوفا ، وكانت الفلسفة ميزانا توزن به الأمور والنظريات العلمية التي سجلها الأطباء في المخطوطات القديمة عبر السنين وكان الرازي مؤمنا بفلسفة سقراط الحكيم ويدافع عن سيرة سقراط الفلسفية ويبدو أن اختياره للعقل وللفلسفة هو ما جر عليه الويل والثبور وعظائم الأمور ! فعلمه وأبحاثه في الطب وعمره الذي فناه في تأليف الكتب في كل العلوم لم تشفع له عند حزب المكفرين : وعلى رأسهم الشيخ ابن تيمية الذي قال : إن الرازي وأمثاله ( يقصد ابن سينا والفارابي والكندي وابن رشد وغيرهم من العلماء الأجلاء ) : أوتوا ذكاء ولم يؤتوا زكاة . ولقد تصدى له في كتابه" بيان تلبيس الجهمية" وبين أحواله وتناقضه وقواعده التي أسس عليها بنيانه ـ وهي أوهن من بيت العنكبوت ، كما خصص له جزءا كبيرا من كتابه " درء تعارض العقل والنقل"وقالوا أيضا إن الرازي من أئمة الأشاعرة وعلماء الكلام الذين جانبوا منهج أهل السنة والجماعة في كثير من أبواب الاعتقاد وكأنه بذلك كفر كفر بين وشذ عن الطريق المستقيم !

ثم عادوا فقالوا :" تفسير الرازي يعتبر مرجعا كبيرا في علم الكلام عموما وفي العقيدة الأشعرية خصوصا ، وأنه إنشغل بذكر أقوال المعتزلة المذمومة والرد عليها " عندما قرأت هذا الكلام ظننت أنهم رضوا عنه ، لكن هيهات لأنهم واصلوا كلامهم فقالوا : "إلا أن رده على المعتزلة لم يكن كافيا ولا شافيا وأن الرازي كان يعاب بإيراد الشبهة الشديدة، ويقصر في حلها و أنه أي الرازي كان يورد شبهات المخالفين في المذهب والدين على غاية ما يكون من التحقيق، ثم يورد مذهب أهل السنة على غاية من الضعف والوهن ، ويضيف المنتقدون أن الرازي في تفسيره أكثر من الاستطراد في الفلسفة والعلوم الرياضية والطبيعية وغيرها من العلوم الحادثة في الملة ، وعرض كثيرًا لأقوال الفلاسفة بالرد والتفنيد ، و كان يصوغ أدلته على نمط استدلالاتهم العقلية لا على الطريقة السلفية المرضية . وهذا بيت القصيد والجريمة المتكاملة للرازي انه اشتغل واهتم بالعقل والفلسفة وكذلك تقديره لسقراط الحكيم وأفكاره !

ثم يستطرد صاحب الفتوى في الرازي : إن الرجل لم يكن عالما بعقيدة السلف الصالح تخبط في باب الأسماء والصفات تخبطا شديدا ولقب القائلين بمذهب السلف بلقب "المجسمة" ثم جاء النطق بالحكم بعد عرض حيثيات الإتهام وأصدروا الحكم النهائي : إن تفسير الرازي لا ينصح به طالب العلم الذي لم يتضلع من علم العقيدة !! ورفعت الجلسة دون السماع لشهود النفي ومنهم الإمام الذهبي الذي ذكر الرازي ومدحه في مؤلفه "سير أعلام النبلاء" حيث يقول :

"الأستاذ الفيلسوف أبو بكر محمد بن زكريا الرازي الطبيب ، صاحب التصانيف من أذكياء أهل زمانه وكان كثير الأسفار صاحب مروءة وإيثار ورأفة بالمرضى ، وكان واسع المعرفة ، مكبا على الاشتغال ، مليح التأليف ،،
وشهد شاهد من أهلهم ..

وبعيدا عن المدح والقدح فقد أخطأ من لم يذكر سيرة هذا العالم الجليل والطبيب البارع الذي استفاد من علومه الغرب الأجنبي بعد أن كفره الشرق العربي !

- كان الرازي مؤمنا بإستمرار التقدم في البحوث الطبية ولا يتم ذلك على حد قوله إلا بدراسة كتب الأوائل فيذكر في كتابه "المنصوري في الطب " فيقول : " هذه صناعة لا تمكن الإنسان الواحد إذا لم يحتذ فيها على مثال من تقدمه أن يلحق فيها كثير شيء ولو أفنى جميع عمره فيها لأن مقدارها أطول من مقدار عمر الإنسان بكثير "

- كان هؤلاء المفكرون أهل علم وأهل عقل ومنطق وأهل عقيدة أيضا حتى وإن اختلف معهم من اختلف أو اتفق معهم من اتفق وجب علينا إجلالهم واحترامهم وتقديرهم ولا علينا بمن كفرهم أو أخرجهم من الملة واتهمهم بالزندقة والإلحاد وعكس السير السلفي المتمسك بالنقل وإجحاف العقل ! فعلينا فقط بوعيهم وسعة افقهم ونور مداركهم وعظمة إنجازاتهم العلمية ..

إن تاريخ حروب رجال الدين للعلم والعلماء طويل وهذه القصص المحزنة التي تبين الصراع المرير بين العلم والفهم الخاطئ للدين بين إعمال العقل وتقديس عقيم للنقل وتأويل الإجماع الأوحد ! دون إدراك قول ربنا " أنما يخش الله من عباده العلماء "
والتاريخ الإسلامي لا يخلو من مثل قصص تعذيب العلماء والمفكرين وجلدهم وقتلهم في الماضي وفي الحاضر أيضا والإرهاب خير شاهد !

رحم الله الرازي وأمثاله من علماء العرب الذين أفنوا أعمارهم في البحث والاكتشاف والإبداع من أجل خدمة البشرية جمعاء ..
وكفانا الله شر المكفرين المحبطين الذين أفنوا حياتهم أيضا في فتاوى التكفير وإتهام كل من يستخدم عقله إما بالكفر أو بالألحاد أوبالزندقة أو بالثلاثة قذائف معا ..