فارس الحوار

فوجئنا وعلى غير موعد بوفاة الصديق العزيز وصديق الكل الدكتور على السمان فارس الحوار بين اتباع الأديان عن 88 عامًا قضاها فى خدمة مصر فى مواقع مختلفة أهمها إعلاميًا مستشارًا للرئيس الراحل أنور السادات وسفيره غير المعلن فى باريس وأوربا.

فى أدق مراحل الحرب والسلام وبعد أن ترك موقعه الإعلامى اتجه وعن إقتناع كامل إلى الحوار بين إتباع الأديان خاصة بين الإسلام والمسيحية فأصبح مستشارًا للإمام الأكبر شيخ الأزهر المرحوم الشيخ طنطاوى ورئيس لجنة حوار الأديان بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمصر حتى لبي ندا ربه بعد رحلة علاج طويلة بفرنسا تاركًا ذكرى عطره لشخص اَمن بالحوار.

وكون دكتور السمان شبكة من الأصدقاء العاملين فى هذا المجال وغيره على رأسهم مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث وأحبار الكنائس القبطية والأورثوذكسية والكاثوليكية والاسقفية والأنجيلية ليس فى مصر فحسب ولكن فى العالم كله.

ومع الفاتيكان بدأ لجنة الحوار المشتركة التى كانت تعقد سنة فى القاهرة فى الأزهر الشريف و سنة فى الفاتيكان إضافة لمعارفه للمؤسسات الكبرى التى تعمل فى هذا المجال.

الدكتور على السمان حلو الحديث ،سلس فى التعبير عن ما يريد شرحه وإضاحة غير تصادمى، كان يؤمن أن العلاقات الإنسانية والمحبة والإحترام المتبادل تنجح الحوار وتذيب الثلوج بين الناس هكذا عرفناه وأقتربنا منه منذ خمسة وعشرين سنة.

فكان لنا الأستاذ فى الحوار والدبلوماسية والمعلومات العامة إذا الراحل كان موسوعيا يتقن اللغات كما كان لنا الصديق الذى يتصل للأطمئنان علينا ويحزن جدًا من الأحداث الطائفية بين المسلمين والمسيحيين التى طفت على السطح فى الثمانينات وكان يرجح أسبابها للفقر والجهل المنتشر فى المجتمع .باختصار الدكتور على السمان مدرسة ياليت يتخرج منها كثرُ من المستنيرين ينهضون بمجتمعنا ويكون العيش المشترك بين الكل هى سمة مواطنى بلادنا.