قال الباحث الأثري أحمد عامر، إن تسمية النيل بهذا الاسم ترجع إلى الكلمة اليونانية "نيلوس".
وأضاف "عامر" في تصريح لـ"صدى البلد"، إن المصريين اهتدوا إلى التقويم النيلي قبل التقويم الشمسي، واعتبر خلال التاريخ المصري جميعه يوم بدء فصل الفيضان.
وذكر أن المصريين القدماء قسموا السنة إلى ثلاثة فصول هم فصل الفيضان "الآخت"، وفصل بذر البذور "برت"، وفصل الحصاد "الشمو"، ونشأة المجتمع وتطوره وتاريخه في مصر إرتبطت إرتباطًا وثيقًا بعوامل البيئة الجغرافية التي ترتبط بدورها كل الإرتباط بنهر النيل، وأنه أمد النيل مع القنوات والترع والمستنقعات والبحيرات المصريين بأنواع عديدة من الطعام، وكانت الأسماك علي وجه الخصوص مصدرًا هامًا للتغذية وكانت تنظف وتُملح من أجل حفظها لفترات طويلة، واستخدمت القوارب أو المراكب في صيد الأسماك بالشباك أو الرماح أو السلاسل المخروطية.
وتابع "عامر" أنه في تلك الفترة كان يتم الإحتفال بعيد "فيضان النيل" وهو ما يعرف الآن بعيد "وفاء النيل" الذي هو أحد الأعياد المصرية التى ترجع إلى العهد المصري القديم منذ سبعة الآف عام, لافتا إلى أنه مازال المصريون يحتفلون به حتى اليوم، لم يتغير من الإحتفال شئ سوى أن المصريين لم يعودوا يلقون بعروسِ خشبية في النيل بل إقتصر الأمر على الإحتفال على ضفاف النهر، وكان المصريين القدماء في شهر أغسطس من كل عام يقومون بإهداءه الأضاحي بأشكال وأنواع متعدده، وكان الهدف من ذلك زيادة خصوبة النيل وإنتشار الرخاء وكثرة الزرع واهبًا الحياة والأمل للأرض.
وقال إن الملوك اهتموا بالنيل وعلي أقدم قوائم الملوك حجر بالرمو حيث نجد مع ذكر أسماء الملوك نوعًا من الترتيب التاريخي للأحداث السياسية الهامه التي وقعت أثناء فترة حكم كل منهم للبلاد مع ذكر الحدث الهام في كل عام ألا وهو تسجيل إرتفاع منسوب الفيضان.
وأشار إلى أنه أُطلق علي نهر النيل في اللغة المصرية القديمة اسم "إيتورو عا"، وكانت لمياه النيل أهمية في الغسيل والتطهير والطقوس، لافتا إلى أن النيل كان محل تقديس لدي المصريين القدماء فمنحوه صفة القداسة وأسموه "حعبي"، كما نجد أن الإله "سوبك" الرب التمساح من أرباب النيل، وكان رب الفيضان والخلق هو الرب "خنوم" برأس كبش، وكانت "حكت" الربه الضفدع هي ربه المياه، وكان هناك مجموعة من الأناشيد الموجهه لمعبود النيل والتي كان يرددها الكهنه والناس في مدح معبود النيل لبيان قدرته وأفضاله علي الناس، كما كان نهر النيل يختلف عن باقي المعبودات لأنه لم تكن له معابد خاصة أو كهنه يقومون علي خدمته وخدمة طقوسه كباقي المعبودات، ولذلك فإن هذه الأناشيد كانت تردد في الإحتفالات بالفيضان.