الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أطبطب وأدلع وألبّس البامبرز


حاولت أن أجمع معلومات عن وظيفتها، اتصلت ببعض الشخصيات القريبة والبعيدة، حصلت على معلومات أقرب إلى العناوين العامة، بحثت فى الإنترنت عن الكتب المتخصصة والمعاجم والقواميس الأرشيفية وفي موسوعة "ويكيبيديا"، فعرفت أنها امرأة تنتمي إلى جهاز استخباراتي هام تقوم بثلاث مهام رئيسية، إستراتيجية، عملياتية، تكتيكية.

وظيفتها: التخطيط والتنسيق لضمان أمن المنشآت من عفش وقائمة ومحتويات النيش وسلامة أطقم الصيني والشربات وغيره، ثم تقوم بحرفية شديدة باستخدام مصادر المعلومات المتوفرة من ابنتها "بحسن وسوء نية" لمراقبة نشاطاتك مع أهلك وأصدقائك ومواعيد دخولك وخروجك، للتأكد من حسن انضباطك وولائك.

بعدها تقوم بالتعاون مع أجهزة الاستخبارات الأخرى "التليفون والماسنجر والواتس آب" لتبادل المعلومات لضمان تحقيق الأمن نحو رضوخك وخنوعك لمبدأ السمع والطاعة لها "خاتم بإصبعها"، ومدى توفيرك لكل سبل الراحة لكريمتها من مأكل ومشرب وملبس وفسح ودلع و"طبطبة" ورومانسية وهدايا وعزومات وتنظيف البيت وتلبيس البامبرز للأولاد.. إلخ

وبعد جمع الخرائط الأسرية طبعا بالتعاون مع المحروسة من العين ابنتها، تقوم بالتنسيق مع قائد الأسرة العسكرية "زوجها" بالعمل معًا على إقرار العقوبة اللازمة ومكافحة جريمة خروجك بدونها "أي الزوجة" أو تكرار أكلك خارج المنزل، أو تأخيرك في العمل، أو مصيفك مع أصدقائك، أو عودتك في وقت متأخر ليلا.

إنها أول هيئة استخباراتية عرفتها البشرية، حيث إن قيادات وأفراد هذا الجهاز هم المسئولون عن كل حالات الخراب والطلاق والزعزعة والتفككات الأسرية، إنها"الحماة" يا سادة.

فالقصة والسيناريو والحوار من الواقع المؤلم. طاقم العمل كل امرأة شاءت أن تزوج ابنتها أو ابنها وحملت لقب "حماتي"، أدوات الإنتاج: الزن على الودان أمر من السحر.. "من رادك ريديه.. ومن طلب بعدك من الجفا زيديه".. و"رجولتك أهم من أنوثتها".

يا ترى فاكرين أغنية إسماعيل ياسين في فيلم "الحموات الفاتنات"؛ "حما زائد حما يبقوا حماتين وأنا أشوف العمى ولا أشوف الاتنين!"، معقولة يبقى في مشكلة من أيام المرحوم "سمعة" لسه موجودة لغاية دلوقتي وبالدرجة دي!

فالمشاكل الزوجية أصبحت كالنار في الهشيم تشتعل مع كل نسب جديد تتحمل "الحماة" المسيطرة والمتسلطة والانتقادية الجارحة والمتعالية والمتعجرفة والشكاكة والحشرية جزءا كبيرا منه بسبب تدخلاتها غير المنطقية ومحاولة فرض رأيها وربما غشامة معاملتها.

وبالطبع هناك عوامل أخرى، منها "مياصة" الزوجة وعدم تحملها المسئولية و"خيابة" الزوج وتقاعسه عن أداء واجباته تجاه رعيته.

الغريب أن البنت وهي في بدء حياتها الزوجية تشتكي من تصرفات حماتها وعندما تكبر وتزوج ابنها أو بنتها "تعمل كل اللي كان بيتعمل فيها وأكتر" فتنتقم من بريئة أو بريء بعقابهما من فعلة لم يرتكباها  وكأنه كأس وداير.

ونفس البنت التي حلمت بزوج طيب.. حنون.. محترم، فجأة تتحول إلى "ست" تريد أن يتحكم طرفها "ابنها أو بنتها" في الطرف الآخر ويخليه يمشي على العجين ما يلخبطوش.

ولما يكون المتزوج ابنها تقول له: "لا اجمد كده وخليك راجل وادبح لها القطة".

ولما تكون المتزوجة ابنتها تقول لها: "انتفي ريشه.. اللي تعشق جوزها طول الزمان يعوقها.. قليل الأصل لا تعاتبه ولا تلومه.. ده زى البقعة لا يطلع برابسو ولا بأومو.. قالوا بلدك فين ياجحا قال اللى مراتى فيها".

هكذا تتلخص الحكاية وكأن الحياة الزوجية كلعبة القط والفار "إن غاب القط إلعب يا فار"، و"الحما حما وإن نزلت من السما".

صحيح أن من "الحموات" من تكون بلسمًا ونسمة هادئة على زوجة الابن أو زوج الابنة تعطف عليهما وتحنّ إليهما وتشتاق لرؤيتهما كما لو أنها بنت من بناتها أو إبن من أولادها، لكن هناك صنفا آخر معقّدة المزاج وصعبة التعامل قد لا أقول إنهم قلّة، لكن صارت القضية "ظاهرة مجتمعيّة"..

فى النهاية لكى نعيش حياة سعيدة لابد أن يتكاتف الجميع للعبور الآمن للأسرة التي تقف على رمال شاطئ الحياة ولديها أمل أن يسير المركب نحو الشاطئ المقابل.

يا سادة: كلمة حما من الحماية، ما داهية لتكون من الحمى"بضم الحاء" وضحكوا علينا!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط