قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

زمن الفتوات في ضاحية البهوات


شوارع المحروسة لم تعد تعرف عن الفتوة شيئا سوى ما يحكى فى الروايات ويعرض بالأعمال السينمائية، وآخر ما سمعناه عن "الفتوة والفتونة "، هو عاشور الناجي في فيلم "التوت والنبوت" ,الذي جسد شخصيته الفنان _ عزت العلايلي _ ,المأخوذ عن الرواية الأشهر" الحرافيش " للراحل نجيب محفوظ .

وعندما طل علينا أحمد زكى فى "سعد اليتيم"، وسيد رجب فى دور "المعلم فتحى العسال" فى "حارة اليهود" وعبلة كامل فى "خالتى فرنسا"، ومؤخرا سوسن بدر "بدرية" فى أفراح القبة ومحمد رمضان في "ابن حلال" اعتبرنا هذا من باب التوظيف الدرامي والسلام دون أن نعير للظاهرة أي اهتمام .

"فتوة" هذه الكلمة الذى تغير وقعها على الأذن خلال السنوات الماضية ، كانت قديما إشارة للرجولة والقوة والعدل، أما الآن فقد أصبحت مرادفا لكلمة "بلطجى".

ليطل علينا مسلسل واقعي , السيناريو والحوار لبلطجية , أبطاله رجل وزوجته يؤمنان بأنهما فوق القانون, اللوكيشن منطقة التجمع الخامس, التصوير تم تحت القوة الجبرية للمسدسات والأسلحة والأعيرة النارية , تم إخراجه بأحدث معدات التعذيب ,وبأقذر عدسات الفُجر"بضم الفاء", وبكاميرات الإهانة والذل والمهانة .

تدور أحداث المسلسل حول لواء جيش بالمعاش يلهو مع حفيدته أمام الفيلا الخاصة به بالتجمع الخامس، لتأتي سيارة جيب شيروكي سوداء مسرعة للغاية، كادت أن تدهس الحفيدة ، ما دعاه إلى أن يقول للسائق "مش تفتح يا .."، لتتوقفت السيارة على بعد 50 مترًا بعد فرملة أحدثت دويا في المنطقة بأكملها ، ثم رجعت للخلف .

وكانت المفاجأة أن سائق السيارة سيدة وقالت له "انت بتشتمني أنا، والله لحزنك على عيالك يا.. أنا هوريك مين اللي .. وهخليك تركع قدامى"، وتركته وذهبت بنفس سرعتها الجنونية.

فاستشعر المارة والجيران الخطر على اللواء وحفيدته من النبرة القوية للتهديد فالتفوا حوله وأخبروه أن هذه السيدة زوجة "إبراهيم. س" مقاول ورجل أعمال شهير بالمنطقة، وأنه من المتوقع أن يأتي إليه، وبعد طول انتظار غادروا.

وحين حل المساء وجد الباب يُطرق بشدة، وعندما فتح بادره رجل الأعمال بصفعة على وجهه وضربة بـ"البوكس"، وبعدها هجم عدد من وحوش الإجرام " البودي جاردات " مدججين بالأسلحة _ المستأجرين من شركة حراسات خاصة_ الفيلا، وقاموا بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء بطريقة مرعبة أرهبت الجميع ، ثم تعدوا على ابنه وزوجته وزوجة ابنه، ما أدى إلى إصابتهم بإصابات متنوعة، فضلا عن تكسير محتويات الفيلا بالكامل.

لتتحول مشاهد الأحداث إلي النيابة لتباشر التحقيقات .. وتقوم الشرطة بالقبض علي بعض المتهمين ومازال البحث جاريا عن الباقين.

المسلسل يدق ناقوس الخطر حول عمل مكاتب وشركات الحراسة الخاصة والتي تقوم بتصدير واستيراد الفتوات"البلطجية ".. وتعطي لنفسها حق اللجوء إلي" البودي جاردات " البلطجية وقتما تشاء وبالطبع بيكون حسب المعلوم المدفوع !وكل ما تدفع أكثر يكون من (نصيبك وهناك) بلطجي بمواصفات قياسية حاصل علي شهادة الأيزو 2017 في القتل والسحل وهتك العرض.

إلا أن السؤال الذي يفرض نفسه ويتساءله الملايين: هل تعمل مكاتب وشركات الحراسات الخاصة دون رقابة من الداخلية؟ وهل البودي جاردات لهم سجل أمني موثق؟ وهل يقتصر ترخيص مزاولة العمل من الحي فقط دون أن يكون للداخلية سلطة الموافقة من عدمه؟.

إذا كانت الإجابة (نعم)! لا يوجد للداخلية أي مهام في هذا الشأن .إذًا هذه المكاتب هي مكاتب انتقام ،مقابل حفنة من المال " المعلوم ". وأصبحت كيانا موازيا للشرطة ولكن بالقوة والعنف والبلطجة وليس بالقانون " داخلية تانية" أو بوليس شعبي ولاؤه لمن يدفع أكثر لينتقم دون هوادة من الأخرين.

عزيزتي الحكومة .. هذه الحادثة ليست حادثة عابرة، بل هى نوع من التحدى السافر لك، واختبار لهيبتك، فاتخذي قرارا شجاعا لمواجهة هذه الفئات الضالة، بسنّ مجموعة من القوانين واللوائح الرادعة .

وإلا سننتظر عاشور الناجي " اسم الله عليكي .. اسم الله عليكي" ليرفع عنا هذا البلاء!