الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المؤامرة على مصر


هل يمكن لعاقل أن يشكك في أن مصر تتعرض لمؤامرة ، تستهدف ضرب اقتصادها من خلال السياحة، خاصة بعد أن أعلنت وزارة السياحة الفرنسية عن نجاح العاصمة الفرنسية ،باريس ، في تحقيق رقم قياسي في جذب السياحة العالمية في النصف الأول من 2017 رغم العمليات الإرهابية المتعددة التي ضربت عاصمة النور خلال نفس هذه الفترة .

فعلى الرغم من تعرض باريس ل 6 عمليات إرهابية ، إلا أن هيئة السياحة الفرنسية أعلنت عن إرتفاع ملحوظ في عدد السائحين الذين زاروا باريس في النصف الأول من 2017 ليتخطى حاجز ال 16 مليون سائح، و هو رقم قياسي لم تحققه باريس منذ نحو 10 سنوات. و قد ساهم هذا الرقم القياسي في احتفاظ باريس بلقب العاصمة الأكثر جذبا للسائحين في العالم مثلما تحتفظ فرنسا بلقب الدولة السياحية الاولى في العالم بأكثر من 80 مليون زائر في العام .

والغريب في الأمر أن باريس حققت هذا الرقم القياسي في السياحة رغم أن العمليات الإرهابية الست التي ضربتها استهدفت جميعها منظومة "سونتينال" الأمنية التي تم إطلاقها سنة 2015 من 10 آلاف جندي من أفضل جنود القوات المسلحة الفرنسية في مجال مكافحة الإرهاب في أعقاب تعرض صحيفة " شارلي إبدو " الفرنسية الأسبوعية الساخرة لعملية إرهابية.

والأخطر من ذلك، أن العملية الإرهابية الأخيرة التي ضربت منظومة سونتينال و تعني باللغة العربية "الحارس ", جرت في حي لوفالوا - بيريه , الذي يحتضن المقر الرئيسي لجهاز أمن الدولة الفرنسي دي جي أس أو " .
ويعني ذلك أن الإرهاب أصبح يعرف أين يضرب فرنسا ورغم ذلك لم تصدر أية تعليمات من أي دولة لرعاياها بعدم زيارة فرنسا.

والسؤال الذي يفرض نفسه الآن ، لماذا تبادر العديد من الدول بتحذير رعاياها بعدم زيارة مصر في حال تعرضت مصر لعملية إرهابية و لا تصدر أية تحذيرات عندما تتعرض فرنسا لعمليات إرهابية متعددة . الإجابة لا تحتاج لذكاء و تتلخص في أن مصر دولة مستهدفة ممن يتحكمون في أسواق السياحة العالمية بهدف تقويض الجهود المبذولة للنهوض بالإقتصاد المصري . و يدرك هؤلاء جيدا أن الإقتصاد المصري أرتكز خلال فترة الثلاثين سنة الأخيرة على صناعة السياحة و لذلك فلا أفضل من ضرب هذه الصناعة في وقت تحتاج فيه مصر للعملة الصعبة في إطار برنامج الإصلاح الإقتصادي وزمن إقامة المشروعات القومية الكبرى.

أما الأمر المثير للدهشة فهو ما تضمنته الأرقام التي أعلنتها وزارة السياحة الفرنسية بشأن تزايد أعداد السائحين الأمريكيين الذين زاروا باريس خلال النصف الأول من 2017 . فقد تزايدت نسبة السائحين الأمريكيين الذين زاروا العاصمة الفرنسية خلال هذه الفترة بنسبة 5ر20 في المائة في وقت تبادر فيه أمريكا بتحذير رعاياها من التوجه إلى مصر في أعقاب أي عملية حتى لو كانت عملية بسيطة لا تزيد عن طعن بسكين .

ولا يوجد تفسير آخر لزيادة أعداد السائحين الأمريكيين لباريس رغم أنها الأكثر تضررا من الإرهاب في 2017 سوى أن سوق السياحة العالمي تسيطر عليه وكالات سفر تنفذ سياسات أجهزة استخبارات وسياسات دول عظمى توجه حركة السياحة العالمية وفقا لمصالحها .

وأخيرا فإن هناك سببين وراء استهداف السياحة المصرية بزعم الإرهاب ، أولهما : إفشال عمليات التنمية الهائلة بهدف زعزة استقرار مصر ما يعني زعزعة إستقرار المنطقة بهدف السير قدما في تنفيذ إستراتيجة نشر الفوضى الخلاقة فضلا عن إسقاط الدولة الوطنية للسيطرة على ثروات المنطقة .

وثانيا تغيير وجهة السائحين من مصر إلى إسرائيل التي تمتليء فنادقها حاليا بالسائحين بسبب تراجع السياحة في مصر وبقية الدول العربية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط