الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب عرفة: الالتزام بشرائع الله وترك نواهيه للفوز بالفلاح في الدنيا والآخرة

صدى البلد

توافدت جموع غفيرة من حجاج بيت الله الحرام ظهر اليوم الخميس، إلى مسجد نمرة في مشعر عرفات اليوم، الخميس، لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا؛ اقتداء بسنة النبي المصطفى محمد (صلى الله عليه وسلم) والاستماع لخطبة عرفة.

وامتلأت جنبات المسجد الذي تبلغ مساحته 110 آلاف متر مربع والساحات المحيطة به التي تبلغ مساحتها ثمانية آلاف متر مربع بضيوف الرحمن.

وتقدم المصلين الأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية ومفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ، حيث ألقى عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري، خطبة عرفة - قبل الصلاة - استهلها بحمد الله والثناء عليه على ما أفاء به من نعم ومنها الاجتماع العظيم على صعيد عرفات الطاهر.

وحث الخطيب حجاج بيت الله على تقوى الله من خلال الالتزام بشرائعه وترك نواهيه للفوز بمحبة الله ومعيته والفلاح في الدنيا والآخرة، مستدلا بما قاله الله سبحانه في محكم تنزيله "إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ"، وقوله جل شأنه "وَاعْلَمُوا أَنَّ الله مَعَ الْمُتَّقِينَ"، وبقوله "إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ، ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ"، وقوله تعالى "وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ"، لافتا النظر إلى أن من تقوى الله التزام أعظم ما أمر الله به وهو التوحيد بإفراد الله بالعباد حيث لا يصلى إلا لله ولا يدع إلا الله كما قاله في كتابه الكريم "فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ"، وفي آية أخرى و"أَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ الله أَحَدًا".

وقال الدكتور سعد الشثري: "التوحيد هو دين رسل الله جميعا صلوات الله عليهم، قال تعالى "وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ، فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ، فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ"، وقال تعالى "وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ".

وأكد أن التوحيد هو معنى شهادة أن لا إله إلا الله، فلا يعبد بحق إلا الله ، مستدلا بقوله تعالى "ذِلكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ".

كما أكد الشثري أن سبيل النجاة وطريق الجنة هو الإيمان مستدلا بقوله الله تعالى "فأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا".

ودعا المسلمين إلى الاهتمام والعناية بالصلاة، وقال: "الصلاة هي الصلة بين العبد وربه كما ورد في الحديث النبوي "إذا كان أحدكم في صلاته فإنما يناجي ربه"، مستدلا بقول الله سبحانه وتعالى "وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ"، وبقوله "حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلَّهِ قَانِتِينَ"، مشيرا إلى أن الزكاة قرينة الصلاة في كتاب الله وتكون بإخراج جزء معلوم من المال وهي طهرة للنفوس ونماء للمال وتفقد لحاجة المحتاجين كما قال الله تعالى "وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ".

-