الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وزير التربية والحرميين


لم يكتب الله له زيارة بيته الحرام هذا العام.. ولكنه قرر أن يؤدي المناسك على طريقته الخاصة داخل مصر، واختار أن يقف على جبل "أخبار اليوم"، ذلك الجبل الصحفي العتيق، ملبيا طلب الجريدة بإجراء حوار صحفي قائلا: "لبيك أخبار اليوم لبيك".

وخلال مناسك الحوار، وبعد السعي والطواف حول أسئلة الجريدة - من قبل الأساتذة عمرو الخياط، رئيس التحرير، والكاتب الصحفي الكبير رفعت فياض- والإجابة والرد من وزير التربية والتعليم لتوضيح رؤيته، قرر الوزير "ولا أعلم نيته" في يوم النحر، أول أيام عيد الأضحى المبارك، أن يضحي بالمعلمين ويكبل أيديهم وأرجلهم من خلاف بالحبال ويطرحهم أرضا، ويوجههم نحو قبلة الحوار الصحفي، ليبدأ النحر "بسكينة تلمة"، ثم يرمي الجمرات على الأبالسة من المعلمين ويصفهم بالحرامية، في زلة لسان يحاسب عليها القانون بالحبس والغرامة، وهفوة كارثية إذا صدرت من رب بيت التربية والتعليم في حق العظيمة مهنة التعليم.

الأمر الذي أصاب معلمى مصر وقيادات وزارة التربية والتعليم، بصدمة كبرى بعد تصريحات الوزير لاتهامه للعاملين بوزارة التربية والتعليم قائلا: "إن الوزارة نصفها حرامية والنصف الآخر مش كفء"، والذي عمم فيه الوزير الإتهام على كل القيادات والمعلمين على السواء، ما أدى إلى اشتعال الغضب على صفحات التواصل الاجتماعى، وتصدر هاشتاج "إحنا مش حرامية أنت اللى حرامى" جميع مواقع التواصل الاجتماعي.

لتبدأ الوزارة بإصدار بيانات إعلامية لتحسين صورة الوزير، لتجنبه الدخول في معركة مع المعلمين والمعلمات، وتؤكد أن الحوار تم تحريفه وأنه يحترمهم.

وعلى الجانب الآخر، يقول الأستاذ رفعت فياض إن الحوار المنشور مسجل وصحيح ولم يجتزأ أو تضاف إليه أي نصوص، وإنه قام بنشر نحو 75% منه، ولم ينشر البقية المتبقية لأن به تصريحات قد تؤدي إلى إقالة الوزير.

الطبيعي والبديهي في حال تحريف حوار لمسئول بدرجة وزير، أن تكون أول تصريحاته بأنه سيقاضي الصحفي والجريدة، إلا أن هذا لم يحدث أو يلمح له في البيانت الصحفية الكثيرة الصادرة عن الوزارة، أو التصريحات التي خرجت على لسان الوزير نفسه، ما يضع احتمالية كبيرة جدا لكونه رمى هذه التصريحات والاتهامات في وجه صانعي مستقبل الأمم والحامين لنهضتها وهم المعلمون.

وفي المقابل، يقف رفعت فياض، وهو من أكبر الصحفيين المتخصصين في الشأن التعليمي، كالوتد في وجهه، ملوحا بأن تسجيل الحوار خير دليل على إثبات تصريحات الوزير.

الوزير الهمام الذي ركب حصان خياله كأنه فارس مغوار جاء ليخلص الوزارة من اللصوص والحرامية، هو نفسه من يصدر بيانات يؤكد فيها أن أفعاله مع المعلمين تتنافى مع هذه التصريحات.

التناقض والشيزوفرينيا ما بين طارق شوقي الوزير المنحاز للمعلمين، وطارق شوقي الذي سب وألقى أبشع التهم عليهم، يجعلني أسأل معالي الوزير: "هو حد ضربك على إيدك لتجري هذا الحوار أو تدلي بهذه التصريحات العنترية المخيبة لآمالنا في وزير التربية والتعليم؟! وما فائدة تصريحاتك؟! غير أنك أدخلت المعلمين وديوان وزارتك في حرب شوارع معك، بدلا من أن تجعلهم سندا لبناء "بيتنا التعليمي" الذي تفاجئه كل يوم بإزالة أو تعديل عمود من أعمدته، لدينا تخوف من أن ينهار البيت على الجميع وتبقى مصر تحت حطام المنزل المنهار لا تستطيع رفع حطامه ولا انتشال جثثه".

عزيزي الوزير إما الاعتذار أو الاستقالة..
وللحديث بقية
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط