تغريدات على هامش الواقع

1- ليس كل من حف شاربه وأعفى لحيتة هو بالأخلاق ملتزم، وليس النقاب على العفة دليلا أوحدا، فالدين معاملة طيبة وأدب متداول، وسلوك حسن متبادل، وتوافق الظاهر مع الباطن، وسلامة الضمير، ونقاء السريرة من كل لؤم وخبث ومفسدة، الدين رحمة وتسامح، ثم قبول الآخر أيا كان معتقده ومذهبه، فالإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل.
٢- العلمانية لا تعني الإباحية والعري والإسفاف وبذاءة اللسان وقلة الأدب، في الإعلام وفي الشوارع والأماكن العامة أو الخاصة، وليس مقصدها التطاول على المعتقدات السماوية، وإزدراء الأديان وإهانة مقدساتها والعبث بجهل ومكر في مسلماتها وتزييف حقائقها، لكن العلمانية تعني استعمال العقل ومنطق الواقع للاستفادة من كل العلوم الحديثة، لمواكبة التطور العلمي المعاصر، والتطلع لمزيد من البحث والمعرفة مع الاحتفاظ بأخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة، وفي إطار سلوك متحضر وتعامل راق بين البشر.
3- الحرية ليست معنى مطلق يتخذه كل من هب ودب شعارا مقدسا، وليست مجرد شعارات رنانة يرددها من يجهلون معناها الحقيقي وأبعادها وتداعياتها، فالحرية ليست "علكة " يلوكها كل جاهل أو إرهابي أو حاقد ناقم، الحرية تربية والتزام واحترام حدود الآخرين، الحرية هي انتماء وإخلاص وثقافة ووعي ونظام وأمانة،الحرية أدب ومسئولية، وإحساس ورقي.
4- في رأيي أن كل المحدثات ليست بدعا وبالتالي ليست كل بدعة ضلالة، فلو قلنا بالمطلق إن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار"بنص الحديث"، الذي يلقيه كل خطيب على كل منبر، فيسمعه المتعلم وغير المتعلم، الوسطي والمتطرف، الأغلبية يفهمون المعنى هكذا بالمطلق والقليل من يفهم مقصد الحديث، فليست كل المحدثات بدع تستحق وصفها بالضلال، ولا يجب الحكم على مصير صاحبها وكل من تبعه وعمل بها في النار! لكن كل محدثة فيها مضرة وشر وأذية للمجتمع "من وجهة نظر الواقع والإنسانية" فمؤكد هي مرفوضة، وأن صاحبها سيعاقب ويحاسب ربما في الدنيا ومؤكد في الآخرة، وكل حسابه على ربه آت لا محالة. فلماذا يطلقها الدعاة والخطباء هكذا للعامة، دون أدنى توضيح يذكر؟!.
5- العتاب الجميل يطيل عمر الصداقة، فعاتب صديقك برفق وحاسبه بلين، وسامح بنية صافية واترك باب المودة مفتوحا، وتقبل الاعتذار كي تُعذَر، واعلم أن الصداقة الأصيلة ربما تمرض بفعل تعديات الواقع، وهموم الدنيا ومشاكلها، لكنها أبدا لا تموت فهي كالورد مهما دبل تبقى رائحته العطرة الزكية، فهي مستوحاة من جميل الذكريات، فما أروع من صديق يستمع لك بكل أحاسيسه حتى ولو لم يغير لك في الأمر شيئا، يكفي أنك أخرجت ما في صدرك لصديق مخلص، وعلى الأسرار يؤتمن، فالصداقة الحقيقية واضحة المعالم، لكن منا من صنع منحنيات ومفترق طرقات، فانحرفت الصداقة عن مسارها الطبيعي، ليس عيبا فيها، لكنه العيب فيمن لم يتقن إدارتها بشكل صحيح.
6- لا تستجدي إحساس الآخرين بك، كن عزيزا ولو تخلى عنك الجميع، ولا ترجو المودة ممن افتقدوها، ففاقد الشيء لا يعطيه.
واعلم أن من يعزفون ألحان واقعنا هم بشر -مننا وفينا- لكن ليس كل البشر يطربون! فلا عجب أن يؤذي أسماعنا بعض من نشاز، بعض الوقت، فصبر جميل.
كل ما قرأت صادر عن وجهة نظر خاصة قد أكون محقا وقد أكون غير ذلك.