العناد يقتل الأنوثة

أول الخناقة عناد ؛ إن عناد الزوجة في أغلب المواقف والنقاشات الزوجية واحد من أهم أسباب المشاكل الأسرية التي قد تفضي الى الطلاق، فعنادها المستمر يؤثر على نفسية الزوج وبدرجات متفاوتة وحسب درجة عنادها وصبر الزوج عليها، وقوة تحمله، وكيفية إحتواء الخلاف في حينه، والخروج الآمن من الموقف الصعب، أثناء ثورة الغضب "الأنثوي" والعناد سيد الموقف في أغلب جولات المواجهة والتصادم.
فمن المحتمل في مثل هذه المواجهات العنيدة أن تتلفظ الزوجة بالكلمة ولا تلقي لها بالا، فتترك أثرا بالغا في صدر زوجها، ليبقى مدة طويلة، وربما يكون العكس وارد أيضا ، فما من رجل شرقي يتقبل عناد زوجته المزمن، وتمسكها المستمر برأيها بكل ما أوتيت من قوة، فلا تهدأ ولا تعترف بخطئها أبدا ! مما يجعل المشكلة تتفاقم وتزداد تعقيدا، فعنادها يخرج زوجها عن شعوره، و قد يجر الأسرة إلى حافة الفشل ثم أبغض الحلال.
مؤشر خطر ؛
ففي الآونة الأخيرة بدت مؤسسة الزواج وكأنها المؤسسة الأكثر عرضة للفشل وخسارة أسهمها في "بورصة" المودة والرحمة ، فكثير من الأسر محفوفة بالمخاطر نتيجة المشاكل الزوجية المتجددة والمتعاقبة، خصوصا في ظل تلك المتغيرات الاجتماعية والأخلاقية والتكنولوجية أيضا، والتي انعكست بظلالها على كل أمور حياتنا وعلاقاتنا الاجتماعية والإنسانية، فلا تكاد أسرة تخلو من إنعكاسات تلك التحديات اليومية وأبعادها المختلفة، ومن البديهي أن تختلف أسباب ونتائج تلك المشاكل الأسرية بإختلاف وتنوع البيئات الاجتماعية والثقافية والتربوية والعقائدية للزوجين.
زوجة عنود ؛
تتصادم الزوجة العنيدة بزوجها دائما ، ويتكرر مشهد العناد كل يوم وتتحول الحياة الزوجية إلى ثورة يومية لإثبات أن المرأة كالرجل ، فتعاند وتكابر وتجادل بالتي هي أسوأ، إلى أن يصل المشهد إلى طريق مسدود، خلافات وخصام ونكد قد يصل المشهد الى حد المواجهات العنيفة واللاإنسانية.
والأطفال هم الذين يدفعون الحساب من رصيد صحتهم النفسية والتربوية وبراءة طفولتهم.
دوافع كثيرة ؛
لم يأت عناد الزوجة فجأة فدوافعه وأسبابه كثيرة ، نفسية وتربوية واجتماعية وزوجية أيضا، إلى آخر ما أشار إليه علماء النفس والاجتماع والمختصون في مجال الصحة الأسرية، ففي الغالب يكون عناد الزوجة نتيجة عدم قدرتها على التوافق والتكيف مع الظروف المحيطة بها، فيكون مؤشرا لضعفها أو لشعورها بالنقص فيكون العناد ستارا وهميا تدعي من خلاله القوة لتداري ما بداخلها،
وفي حالات اخرى يكون العناد صفة موجودة في الزوج والزوجة لكنه أكثر وضوحا عند المرأة، فهو سلاحها الوحيد الذي تدافع به عن نفسها أمام ما تعتبره قوة الرجل واستبداده، فتلجأ إلى الرفض السلبي لما تراه لا يتوافق مع أسلوبها ومشاعرها، وقد يكون صفة متأصلة في الزوجة، استمدته من مراحل حياتها الأولى نتيجة تربية خاطئة، أو أنها نشأت في بيت تتحكم فيه الأم، وتقود دفة الأمور بكل استبداد وتحكم ، فتحاول أن نسخة من امها.
ويقول البعض إن تسلط الزوج على زوجته وعدم استشارته لها وتحقير رأيها والاستهزاء بطريقة تفكيرها يدفعها في طريق العناد، كما أن المعاملة القاسية للزوجة من قبل الزوج وعدم تقديرها واحترامها قد يلجئها أيضا للعناد ، وفي حال عدم التكيف مع الزوج والشعور باختلاف الطباع وتباين الأفكار يكون العناد تعبيرا عن عدم انسجامها مع هذا الزوج، والحالات كثيرة من عناد الزوجات وكل حالة ولها أسبابها وظروفها الخاصة فالبيوت أسرار وما أكثر ما تخفيه ستائر النسيان، وعموما؛ في كل الحالات العناد مرفوض أيا كانت أسبابه ودوافعه ومبرراته.
مزيد من الحب يا رجل ؛
ولكي تسير الحياة في أمان ينصح مختصون الصحة الأسرية طرفي المعادلة الزوجية بترك الجدال والخلاف حول الأمور الصغيرة، ثم التعود على أسلوب وآداب الحوار البناء بين الزوجين واحترام الرأي الآخر، وعدم التشبث الأحمق بالرأي الفردي، والاستماع إلى حجة الطرف الآخر وتقديرها، والتعامل بروح التسامح والعفو،
فالتنازلات مطلوبة بين الزوجين حتى تسير الحياة بهدوء ، وعلى الزوج منح الزوجة مزيدا من الحب والاهتمام والتقدير والاحترام ، وأن يتصرف بذكاء وهدوء عند عناد الزوجة ويحاول امتصاص غضبها بشكل أو بآخر لتهدأ العاصفة وتدق طبول السعادة في البيت من جديد.
رفقا بالقوارير يا سبع الليل فلا تكن أسدا عليها نعامة مع الآخرين، ولا تكن العكس أيضا واتخذ بين ذلك سبيلا.