قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

لوحة من عشوائيات النفسنة


في أغلب الأوقات وبدون وعي يتغلب الطابع السيئ على منطق الواقع متجاوزا حدود ما يستوجبه العقل والثبات في أغلب المواقف ، يتجلى هذا المشهد بكل "بشاعته" عند أغلب من كانوا ذوات مناصب عالية ، وأصحاب كراسي ذات "طابع خاص" تحت نظام ما، تجدهم في أحيان كثيرة لا يمكنهم تجاوز إحساسهم بالغيظ والغيرة الناتجة من كمية أحاسيس ومشاعر ممزوجة بنفسية حقودة وغيورة ولا ترضى لنفسها إلا ما كانت عليه في العهد الفائت البائد .

- المناصب المعلبة آيلة للسقوط !

في الغالب هم المتناسون تماما لفشلهم بسبب إعتمادهم فقط على من كان يساندهم ويسندهم بأدوات مباشرة أو أساليب غير مباشرة ! فلم يتوقعوا أن يتركوا أماكنهم أبدا ولا يفارقوا كراسيهم نهائيا ! لكن منطق الواقع يؤكد مقولة : لو دامت لغيرهم ما وصلت إليهم" وبالتالي لن تستقر عند أحد طويلا، لكن طباعهم لم تتغير بعد ! وربما لن تتغير أبدا ! فهم لا يؤمنون بمقولة "دوام الحال من المحال" ولا يعتقدون في منطق دورة الحياة وصيرورتها وتقلباتها، فطباعهم متجذرة في الأعماق فسرت في شرايين معتقداتهم الخاصة ، فملأتها رعونة وغرورا وزهوة رعناء بشخصياتهم بما أوتوا "في السابق " من قوة المال والسلطة ! مما خلق بداخلهم نرجسية شديدة الحدة وغرورا مبنيا على ثقة وهمية، فلا يتقبلون وجود الآخر مهما كان شخصة وأيا كانت قدراته وتفوقه، فنفوسهم لا ترى إلا ذواتهم فقط ، ومن دونهم لا شيء .

- أطلال المجد والعلياء !

تزداد هذه الحالة سوءا ونقما بعد تغير أحوالهم ! بعد أن سحبت منهم بعض الصلاحيات أو كلها، وبالتالي فقدوا الأرضية الصلبة التي كانوا يرتكزون عليها، وكأنهم كانوا يمتلكون كل أدوات المجد والبقاء والخلود ! فتجد هذا الطابع السيئ في أعنف صوره وأكثرها وقاحة وتجاوز لكل حدود الأدب والذوق في معظم مواقفهم ومشاهد حياتهم، فلا تجد منهم من لديه القدرة على التحكم في انفعالاته وكأنه يهزي من كأس خمر في حانة وادي السكارى ، وما هم بسكارى ولكن الغل الذي بداخلهم يظهر بجلاء في تعليقاتهم وسلوكياتهم تجاه المحيطين بهم إلى حد التحول إلى شخصية عدوانية، يسب ويشتم كل الناس ساخطا عليهم وهو يتحدث عن نفسه من هو وكيف كان في السابق! والويل لمن يتواجه معهم ويكون من الذين يعرفون ماضي هذا الشخص وما آل إليه الآن ! وربما "يجاملونه" تعاطفا وشفقة ورأفة به !

راقب تصرفاتهم وتصريحاتهم على مواقع التواصل لاحظ "بوستاتهم وتعليقاتهم " لاحظ مقابلاتهم في الإعلام حتى مع أصدقائهم ، فكلماتهم تكشف ما يدور في بواطنهم ، لاحظ هفواتهم الممزوجة بغرور السفهاء سليطي اللسان ! تلك الطباع التي مازالت تتحكم في أغلب تصرفاتهم وكلماتهم وأغلب أحاسيسهم وانفعالاتهم وعلاقاتهم حتى مع الأقرب إليهم !

والأمثلة في مجتمعنا كثيرة ممن نعرفهم ومن لا نعرفهم ، وما خفي كان أسوأ ! وحتما المرء مخبوء تحت لسانه.

- دعاء : { اللهم ارزقنا السعادة مع المال، والعقل مع القوة، والتواضع مع النجاح، وعزة النفس مع التواضع ..}