"قنبلة أردوغان الموقوتة" تنفجر في ديسمبر المقبل

أكدت وسائل إعلام تركية أنه من المنتظر أن تصدر المحاكم الأمريكية خلال ديسمبر القادم حكمها النهائي فى قضية رجل الأعمال الإيراني رضا ضراب الذي يحمل الجنسية التركية، وذلك في واحدة من أكبر قضايا غسيل الأموال في التاريخ؛ والتى وصفها المحلل بموقع ''إنترناشونال بوليسي دايجست'' بأنها ''قنبلة أردوغان الموقوتة''.
ووفق صحيفة "زمان" التركية فان من المتوقع أن يعترف ضراب - خلال الجلسات - بتورط أردوغان وزوجته أمينة وابنه بلال فى القضية؛ وهو ما أكدته تصريحات نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي أردال أكسونجال الذي يتابع القضية في أمريكا، والذي أكد أن ضراب سيدلي باعترافات ستهزّ أركان قصر أردوغان الفاخر في أنقرة.
يشار إلى ضراب سبق وهدد أردوغان بضمّ اسم وصورِ زوجته أمينة أردوغان إلى ملفات القضية عندما اعتقله الأمن التركي في 2013 قائلًا: “إن لم أخرج من هذا السجن فسيدخل إلى هنا كل من له صلة معي؛ وهو ما جعل أردوغان يسرع فى إخراجه من السجن ومحاكمة القضاة والضباط والصحفيين الذين فجرو القضية".
ووفق الصحيفة؛ فأجرى محامي ضراب "رودلف جولياني" لقاء سري مع أردوغان بشأن مقايضة ضراب ببعض من المواطنين الأمريكان الموجودين داخل السجون التركية.
على جانب اخر؛ أكدت مصادر إيرانية إن كمية الأموال المنقولة إلى إيران عبر رضا ضراب في ظل الحظر المفروض عليها وصلت إلى 27 مليار دولار أمريكي مقابل حصوله على عمولة قدرها 15%، أي نحو 4 مليارات دولار امريكي، في حين يقول مقربون من ضراب أنه قام بتوزيع 2مليار دولار على أردوغان وعائلته ومسئولوه، كرشاوى لتسهيل عمليات غسيل أعمال قذرة.
ونقلت "زمان" عن سياسيون أتراك قولهم إن تورط أردوغان ووزراءه في هذه الرشاوى لا يتعلق فقط بالفساد السياسى، لكنه يرتبط بقوة بالأمن القومي التركى، حيث اعتبر المحللون أن تلك الرشاوى مكنت إيران من التوغل فى تركيا سياسيا واقتصاديا، وجعلت أردوغان يتبنى العديد من المواقف الايرانية والتى كان يرفضها فى السابق، وأبرزها الإطاحة بالرئيس السورى بشار الاسد حليف ايران، حيث يعتبر التعاون التركى الايرانى دعما غير مباشر لبشار الاسد ؛ مؤكين ان تورط وزراء أردوغان وعائلته فى قضية رضا ضراب جعلهم أسرى فى يد جواسيس إيران.
ومن المتوقع ان يتم فرض عقوبات دولية ثقيلة على البنوك التركية التي لعبت دورًا في اختراق العقوبات الأمريكية على إيران، مثل بنك “هالك” الذي اعتقلت السلطات الأمريكية رئيسه قبل عدة أشهر.
يشار الى ان السلطات الأمريكية اعتقلت رضا ضراب الذى يحمل الجنسيتين التركية والإيرانية فى مارس 2016، على خلفية اتهامات بمساعدة إيران على القيام بتعاملات بملايين الدولارات عندما كانت تواجه عقوبات أمريكية بسبب برنامجها النووى.