قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الاختيارات ليست بالاستمارات


أن يقوم بعض المتحمسين لترشيح بعض الشخصيات لشغل مواقع أو مناصب معينة، فهذا أمر قد يكون مقبولا لديهم، وتجد له عندهم تفسيرات وتبريرات كثيرة، تلخصها شعارات منها "رجل خدوم" و"الرجل المناسب لازم يكون فى المكان المناسب" و"مفيش مرة تطلبه إلا وتلاقيه جنبك" ، وكلها شعارات تعبر عن الرغبة فى الحصول على منافع خاصة أو حتى عامة، ولكن على نطاق ضيق.

تلك التفسيرات والتبريرات، على كثرتها لا تخرج، عندى، عن كونها مجرد "عربون محبة "، أو "المصلحة تحكم"، أو"حكم العشرة" أو "الجيرة" أو "الزمالة"، أو غير ذلك من التعبيرات الشائعة، وكلها تفسيرات يمكن أن يتقبلها البعض من الأشخاص الذين يسعون لتحقيق مصالح خاصة، أو يقدمون "مجاملات" من أو إلى أفراد بعينهم.

غير أن هذا العمل حينما ينسحب إلى جموع الأفراد، أو بمعنى آخر الشعب، أو حتى الأغلبية منه، وللموقع الأول فى الدولة، وهو منصب رئيس الجمهورية، فهذا أمر ، عندى أيضا، غير مقبول، ولا يمكن أن تكون له تفسيرات أو تبريرات، غير أنها حماس مفرط، يفتقد إلى الأساليب الحضارية، والنزاهة الانتخابية، تمارسه بعض الأحزاب التى تعيش على هامش الحياة السياسية، أو تنظيمات وحركات مدنية، تريد أن تلعب دورا أكثر اتساعا فى المجتمع، لتكون المصلحة الخاصة هى الهدف الأسمى فى النهاية.

فما نسمع عنه ونتابعه من استمارات يتم توزيعها على العباد، من أجل مطالبة الرئيس عبد الفتاح السيسى بالترشح لفترة رئاسية جديدة، يدخل فى إطار البحث عن دور، فضلا عن أنه لا يخدم أى عملية انتخابية، نظرا لما يمثله ذلك الأمر من تأثير على إرادة الناخبين، ونزاهة الانتخابات، وذلك أخذا فى الاعتبار العملية الديمقراطية التى تريد أن تكون عليها الدولة.

ومن أسف أن تلك الاستمارات دخلت المجال الصحفى، الذى من المفترض فيه أنه يمارس الحياد، ويعمل على تنوير الرأى العام، ويترك له حرية اتخاذ القرار، فضلا عن دخولها للمؤسسات الحكومية والأجهزة الرسمية التابعة للدولة.

ومن أسف أيضا، أنها وصلت إلى الأطفال فى المدارس، رغم عدم أحقيتهم فى الانتخابات، مما يؤكد، وكما أسلفنا الحديث، أن هناك حالة حماس مفرطة، تسيطر على حملة المباخر، وأصحاب المصالح، وكذلك على بعض المسئولين فى الدولة، الذين يمتهنون النفاق السياسى، فى وقت تعانى فيه أجهزتهم فسادا منقطع النظير، وعرقلة مقصودة للقوانين، ويتحدون بأفعالهم كل جهود تنتهجها الدولة من أجل التقدم والاستقرار.

يأتى هذا فى وقت يدرك فيه المصريون جميعا، مدى النجاح الذى حققه الرئيس السيسى فى مختلف المجالات، ويتلمس الجميع، وعن قناعة، بأنه استطاع أن يتغلب على مشاكل كثيرة واجهته خلال فترة حكمه الأولى، استطاع خلالها أن يعبر بالبلاد والعباد، إلى بر الأمن والأمان والاستقرار، وهو ما يدفع الكثيرين للتأكيد على ضرورة استمراره لتحقيق الأهداف، التى يسعى لتحقيقها من أجل إعادة البناء والاستقرار.

اختيارات الشعب، إذن، ليست بالاستمارات، وإنما بالقناعات والانجازات، التى يراها على أرض الواقع، وهى فى حقيقتها، أقوى من تأثير الاستمارات، وكفيلة بدعم الرئيس السيسى لفترة رئاسية جديدة، بشكل يعلى من شأن الديمقراطية فى البلاد.