وزير الأوقاف : أعداء الأمة حاولوا تسويق الفوضى وتجميلها

قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن هناك فرقًا بين الدولة والفوضى، فالدولة حماية وأمان، وثقة واستقرار ونظام، وهي مؤسسات وأجهزة، وبنى فكرية وسياسية واقتصادية وتنظيمية وتشريعية، منوهًا بأن الفوضى على العكس من ذلك كله، فهي اللانظام واللامؤسسات، واللا أمان، واللا استقرار، واللا أمن، وهكذا سلسلة من السلبيات لا الإيجابيات .
وأوضح «مختار» في بيان له، أن أعداء الأمة حاولوا أن يسوقوا لهذه الفوضى، وأن يجملوا وجهها ببعض المساحيق المسرطنة، فقالوا : «الفوضى الخلاقة، والفوضى البناءة ، والفوضى الفاعلة» ، في مؤامرات خسيسة ودنيئة لتفكيك دولنا، والوصول بها إلى دويلات صغيرة وعصابات متناحرة ، وبالأحرى اللادولة على نحو ما أصاب كثيرًا من دول منطقتنا والعالم.
وتابع: كل ذلك لتسهل السيطرة على هذه الدول، ونهب خيراتها والاستيلاء على مقدراتها والتحكم في قراراتها وتوجهاتها، أو التخلص من كيانها لو وجدوا إلى ذلك سبيلا، ونسج مسخ جديد منبت الصلة عن ماضيه وحاضره ، حائر متوجس من مستقبله أو لا أمل له فيه أصلا، ونسي هؤلاء أو تناسوا عِبر ودروس التاريخ من أنه لا أمان لأحد في هذا العالم ما دام ظلم الإنسان والعمل على استعباده قائما ، سواء أكان ذلك على مستوى الأفراد، أم على مستوى الأمم والشعوب.
وأضاف أن ما يحدث في شرق العالم نجد صداه في غربه وما يكون في شماله تجد أثره وصداه في جنوبه، بل إن الجهات الأربع تتداخل وتتوارى وتتقاطع في ظل أدوات التواصل الحديثة والعصرية التي جعلت من العالم كله قرية واحدة، على أن الإرهاب عابر للقارات، متجاوز للحدود، فكما نؤكد دائمًا الإرهاب لا دين له، ولا وطن له، ولا عقل له، وكما قالوا: فإن خلائق السفهاء تعدي.
ونوه بأنه لا شك أن الفوضى التي تحدث حولنا كان مخططا لها أن تدور في بلادنا ، لكن ما تقوم به قواتنا المسلحة الباسلة، ورجال الشرطة البواسل وكل أبناء الوطن الشرفاء قد أفشل وسيفشل بإذن الله تعالى كل مخططات أعدائنا.
وأكد أنه يجب علينا التصدى وبمنتهى القوة والحسم لكل ما تقوم به أو ما ترمي إليه الجماعات الإرهابية من محاولة زعزعة استقرار المجتمع من خلال عمليات التفجير والتدمير وترويع الآمنين واستهدافهم وإطلاق الشائعات للتأثير على المجتمع وخلخلة ثوابته وثقته في قيادته ، قائلًا: «وقد أكدنا من قبل وسنظل نؤكد أنه لا بد من محاكمة هؤلاء المجرمين بتهمة الخيانة الوطنية ، ففي الوقت الذي تحيط فيه بنا المخاطر من جوانب متعددة ، يحتاج منا جميعا أن نعمل وبكل حسم على تطهير جبهتنا الداخلية من الخونة والعملاء والمأجورين وأذناب الاستعمار وعملائه».
وأشار إلى أنه ينبغي أن يدرك الجميع أننا في مرحلة فارقة من تاريخنا سواء على مستوى الوطن ، أم مستوى الأمة، أم مستوى المنطقة ، وهذا يستدعي من جميع الوطنيين الشرفاء إيثار المصلحة العامة على أي مصلحة شخصية أو حزبية أو نفعية، وأن نعمل جميعا على كشف الخونة والعملاء الذين نعد كشفهم والإبلاغ عنهم واجبًا وطنيًا وشرعيًا.
واستطرد: وعلى كل واحد منا أن يبدأ بنفسه من خلال مسئوليته المجتمعية أو المؤسسية أو كليهما في أداء واجبه تجاه الحفاظ على الدولة وكيانها وبنائها المتماسك حتى لا نصير جميعًا إلى فوضى لا تبقي ولا تذر.