قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

مسجد الروضة يبكي قتلاه .. والقصاص قادم لا محالة


حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من سولت له نفسه لزهق أرواح بريئة، أناس لا ذنب لهم غير أنهم توضأوا في بيوتهم وتطهروا، سمعوا الأذان فذروا البيع واستجابوا لنداء ربهم عندما نودي للصلاة من يوم الجمعة "حي على الصلاة حي على الفلاح " فلبوا النداء وسارعوا إلى بيت الله راجين رحمته يبتغون الأجر والجزاء والمغفرة والدعاء والأمن والسكينة في ساحة ملائكة المسجد ، يستمعون لكلام الخطيب يستلهمون منها العبر ويستغفرون ربهم في رحاب السكينة تحفهم الملائكة من كل جانب ثم يقفون بين يدي الله راكعين ساجدين عبادين لله ذاكرين شاكرين .

ثم تأتي يد غادرة فاجرة معدومة الرحمة معدومة الإيمان معدومة السلام معدومة الرأفة ! يقتلوهم غدرا وفجرا وحمقا وحقدا وعداء ، لتخرج أرواحهم الطاهرة شهيدة بريئة مسافرة في رحلة أخيرة إلى السماء كي تلقى الجنة جزاء من ربها، ثم تسيل دماؤهم الزكية فوق سجادة السجود وتلقى أجسادهم الطاهرة النقية على أرض بيت الله لتتعالى أصوات الاستغاثة وتنزرف الدموع كما تسيل الدماء ، ويبكي المسجد قتلاه، ويبكي كل موحد بالله وكل معتقد بالإنسانية، وتبكي مصر شهداءها.

كيف هانت النفس على النفس كيف هانت دموع الامهات الثكالى وعويل الآباء العجزى ! كيف هان على القتلة نحيب طفل على فقد أبيه، وبكاء زوجة وأسرة رحيل عائلها الوحيد !.

أي فحش ملأ قلوب المجرمين وأي قسوة إحتوت قلوب الإرهابيين ، أي كفر بالله وصل بهم إلى هذا الفجر، أي دين ومعتقد أجاز لهم زهق الأرواح وقتل الأنفس حتى وهي بين أيدي الله في دار العبادة والاستغفار والتوبة ! إلى هذا الحد وصل بهم المشهد بلا رحمة وبلا إنسانية وبلا شفقة ! إنتحرت في قلوبهم آخر ذرة من الآدمية والإنسانية ! إن قلوبهم كالحجارة أو أشد منها قسوة وتحجرا، حتى أن الحجارة تحنو على الإنسان وينفجر منها عيون الماء لتروي ظمأه، غير أنها تخشع لله تسبيحا وعبادة ! وإن كان للحيوانات أحاسيس رحمة ومودة ووفاء ! إن هولاء القتلة لم يرقوا لمستوى الحيوانات !، بل أصبحوا أشد قسوة وتحجرا من الصخور الصماء ! أشد سوادا من بارود رصاصاتهم التي اطلقوها أثناء موت ضمائرهم، وجنون عقولهم، وكفر معتقداتهم الخبيثة.

والقوات المصرية ليست عاجزة عن قتال وسحق الإرهابيين .. لكن الجبناء خفافيش الظلام ، شياطين الإنس والجن سلاحهم الغدر والخيانة والمكر والخبث .. وهذا ما يصعب مهمة قوات الجيش والشرطة في المواجهة القتالية المباشرة في أغلب الحوادث الإرهابية.

بالطبع قواتنا المصرية أبطال فرسان شجعان وتاريخهم مشرف لكن في ميادين و ساحات المعارك التي تتبع أصول القتال، وليس في ساحات ظلام الجبناء الخونة وأنفاق الجبن والعار ! فضلا عن أن القوات تواجه أفكارا ومعتقدات سوداوية محملة بفكر إرهابي تكفيري متطرف وعقيدة القتل وغسل الأدمغة والعقول وحقد دفين مدعوم من جهات خارجية عدائية لا تريد لمصر النهوض أبدا !
رحم الله شهداء الجمعة الحزينة .

وأن يجيرنا من الإرهاب وشره ، ويعين قواتنا على إقتلاع جذور الفتن والإرهاب من بلادنا بشعبها المصري الذي كان وما زال يتوق للأمن والسلام والاستقرار .

والغدر شيمة كل نذل والكلب يحفظ عهدك الدهرا.