خبير اقتصادي مشيدا بمبادرة «صنع وصدر»: أدعو رجال الأعمال لفتح «شراكات» مع دول أفريقيا

أكد الدكتور وليد جاب الله، الخبير الاقتصادي، أن مبادرة "صنّع وصدر لـ 70 دولة" والتي أطلقها رجل الأعمال محمد أبوالعينين تحقق التفاعل والاندماج بين دول القارة في سبيل إقامة تنمية مستدامة يستفيد منها الجميع، مشيرا إلى أن الواقع أنه يمكن أن نقرأها من ضوء ما خلقه مؤتمر أفريقيا 2017 في شرم الشيخ من حالة تواصل جمعت بين المسئولين الحكوميين في القارة، ورجال الأعمال، ومؤسسات التمويل، وشباب رواد الأعمال، وكل المهتمين.
وقال جاب الله، في تصريحات لـ"صدى البلد"، إن الحالة التي سيطرت على تجمع الكوميسا كانت بمثابة الدافع لتلك المبادرة التي تقوم على الدعوة لوضع استراتيجية على المدى القصير والمتوسط والطويل لتحقيق التنمية في القارة من خلال تبادل التصدير بين دولها، حيث دعت المبادرة إلى استغلال الزخم الذي حدث في مؤتمر "أفريقيا 2017" لخلق كيان يرعى أهداف المؤتمر، ليستهدف حل مشكلات التصدير لأفريقيا، وأن يكون التبادل التجاري أساسا لنهضة في مجالات التعليم والصحة والبنية التحتيه وغيرها من المجالات.
وأضاف الخبير الاقتصادي: "لا شك أن وجود إطار يربط بين الحكومات ورجال الأعمال ومؤسسات التمويل، يمكن أن يكون أساسا جيدا لتنمية التصدير والتبادل والتنمية في القارة، إلا أننا لابد أن نبدأ من حيث انتهينا من خطوات تنفيذية، حيث قامت مصر باتخاذ خطوات فعلية لدعم صادراتها للقارة بإنشاء مناطق لوجستية في عدة دول، وكذلك العمل على دعم الطرق وخطوط النقل المتنوعة والتي منها الطريق البري "القاهرة - جوهانسبرج" وكذلك تنشيط معارض السلع المصرية في أفريقيا، وغيرها من الإجراءات التي يمكن البناء عليها لاقتحام السوق الأفريقية".
وتابع: "وبالنظر لصعوبات التصدير لأفريقيا، نجد أن أهمها هو صعوبة النقل وتمسك الكثير من الدول بطلب بضاعة حاضرة دون إجراءات بنكية، وصعوبة النفاذ لأفريقيا في ظل محدودية كميات التصدير وعدم استيراد شيء من الدول الأفريقية".
واستطرد قائلا: "تعتمد آلية النجاح للتصدير لأفريقيا على بحث إمكانية الاستيراد منها أيضا، حيث يمكن على سبيل المثال استغلال المساحات الشاسعة من الأراضي الزراعية غير المستغلة في أفريقيا للدخول في شراكات معها لزراعة تلك الأراضي بالمحاصيل الأكثر استهلاكا للمياه، وذلك لنضمن مصدرا رخيصا من الإمدادات الزراعية، نتمكن من خلاله استغلال الأراضي المصرية في زراعة المحاصيل الأكثر ربحا بحيث يتم تغطية الاحتياجات المحلية بأقل تكلفة".
وشدد على ضرورة التركيز على الصناعة لتحمل شاحنات التصدير المنتجات المصرية ذهابا إلى أفريقيا لتعود محملة بالمحاصيل والبضائع الأفريقية الرخيصة، لافتا إلى أن ذلك التصور يحتاج إلى كيانات كبيرة تديره ويمكن أن تكون البداية من تطوير مصر لشركة النصر للاستيراد والتصدير ودخولها شراكات مع القطاع الخاص للربط بين مصر والسوق الأفريقية، حيث يمكن توريد المنتجات المصرية خصوصا منتجات الصناعات الصغيرة من خلالها".
ودعا جاب الله، رجال الأعمال المصريين للدخول في شراكات مع شركاء أفارقة في مشروعات لديهم تورد منتجاتها لمصر، منوها بأن هذا التصور يمكن أن يكن أساسا لبداية تفعيل مبادرة التصدير لأفريقيا، ليتم دعمه والتوسع فيه من خلال المساندة الحكومية، والتمويل من المؤسسات المختصة.
وكان رجل الأعمال محمد أبو العينين، رئيس مجلس الأعمال المصري الأوروبي، قد أطلق مبادرة للتواجد المصري في أفريقيا تحت عنوان "صنّع في مصر وصّدر لـ70 دولة"، لتحقيق التكامل مع القارة السمراء.