الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الصحفيون.. من يحنو عليهم؟


في خضم الأزمة التى تعانى منها مهنة الصحافة، ويتعرض لها أبناؤها بمختلف المؤسسات، وتحديدا الحزبية والخاصة، والتى تتمثل فى البطالة الإجبارية، والفصل التعسفى، ومتاجرة الأحزاب السياسية بمستقبل الصحفيين، تجد الجهات المعنية، وذات الصلة بالمهنة والإعلام عموما، وعلى كثرتها، تعمل فى اتجاه آخر، كانت نتائجه مزيدا من الأزمات فى الوسط الصحفى والإعلامى.

ففى الوقت الذى تتطلب فيه الأوضاع الحالية التى تمر بها المهنة، وتشهدها الدولة، رؤية شاملة للإصلاح، وعلاج العوار الذى تسببت فيه تشريعات غير منضبطة، وسلوكيات إدارية منفلتة، ورقابة غائبة، وتتطلب فيه كذلك توجها حقيقيا من الجهات المعنية على اختلافها، ولا نعفى منها الحكومية، نحو دراسة مشاكل الصحفيين، وأزمات المهنة الحقيقية، لا نجد نتائج إيجابية من هذا المنظور.

فاكتفى الكثيرون من أصحاب القرار فى تلك الجهات، نقابية وحكومية، بإلقاء مسئولية مشاكل المهنة، وأزمات الصحفيين، على الماضى الكئيب، واعتبرته السبب فيما تعانيه الآن، وكأنها لا تملك من أمرها وإدارتها شيئا، فتم اختزال عملها فى ندب الماضى، والاكتفاء بتنظيم فعاليات، هى أقرب للسهولة واليسر، بدلا من الدخول فى أزمات صحفيين، ومهنة تتسم بالعسر.

فكانت النتيجة المباشرة، وبعد شهور عدة من تشريعات جديدة، وهيئات وليدة، أن أصبح الصحفيون مشردين، ولا يجدون من يحنو عليهم، لا تشريعيا، ولا وظيفيا، بعد أن فقد أغلبهم، وهم من الذين ينتمون إلى الصحافة الحزبية والخاصة، مورد رزقهم الأساسى، الذى يتمثل فى الراتب الشهرى، الذى توقف عنهم منذ 7 سنوات، وازداد الأمر سوءا بوقف ملفاتهم التأمينية منذ ذات الفترة، ليفقد بذلك الصحفيون وأسرهم راتب الدنيا، ومعاش الآخرة، وفى ذلك أمثلة كثيرة، لصحفيين أهلكهم الدهر، ولم تنصفهم أى جهة، حتى قضوا نحبهم، ولا يزال ورثتهم يعانون من بعدهم.

سبق وأن أكدنا مرارا وتكرارا فى مقالات سابقة، بأن أزمة الصحفيين عموما، ليست فقط أزمة مئات منهم، لا يجدون سبل العيش الكريم، وإنما هى أزمة مجتمع، فقدت فيه المهنة آليات العمل الصحيح، بسبب تجاهل حق الجميع فى المعرفة، وتأثير العوامل السلبية على كثير من العاملين بالمجال، كتعرضهم للبطالة، وما يترتب عليها من آثار سلبية، تتمثل فى مخاطر الاستقطاب، خاصة فى ظل الظروف الدقيقة التى تمر بها الدولة، والتى تحارب الإرهاب بكل صوره، والذى يجد فى وسائل الإعلام، وبعض الإعلاميين قوته، وهو ما ينبغى على الدولة التنبه له، وتقوم بمساندة الجهات المعنية، سواء كانت نقابية أو حكومية، بالعمل الفورى على علاج مشاكل الصحفيين المتعطلين عن العمل، وتأمينهم ضد تلك المخاطر.

أوضاع الصحفيين بالصحف الحزبية والخاصة، وبلا مبالغة، فى حاجة إلى من يحنو عليهم، فهم من ساعدوا وساهموا بجهودهم وأقلامهم، وعبر الصحف الحزبية والخاصة، فى إحداث التحول الديمقراطى الذى تسير نحوه مصرنا الحبيبة، وهو ما ينبغى معه، انتشالهم مما هم فيه، وأن تقوم الجهات المختلفة بحفظ كرامة عيشهم، واستمرار حبهم وولائهم لوطنهم.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط