أثار مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي جدلًا واسعًا، بعدما وثّق مشادة كلامية وحادة داخل إحدى عربات مترو الأنفاق بين رجل مسن وفتاة شابة، بسبب طريقة جلوس الأخيرة.
وهذه الواقعة أشعلت منصات التواصل بين مؤيد لرأي المسن ومعارض له، ما يعكس تصادمًا بين الأعراف الاجتماعية التقليدية وحقوق الفرد في حرية التصرف ضمن إطار الذوق العام.
_825_034538.jpg)
تفاصيل الواقعة
أظهر الفيديو المسن وهو يعترض على جلوس الفتاة بوضع ساق فوق الأخرى، معتبرًا هذا السلوك غير لائق في وجود رجال. ووجه لها انتقادات حادة، تساءل خلالها عن غياب الاحترام في المترو، بينما ردّت الفتاة بعبارة: «أنت مالك ومالي؟»، ما أدى إلى تصاعد الخلاف أمام الركاب.
الفتاة كشفت لاحقًا أنها كانت تستقل المترو قادمة من حلوان ومتجهة إلى المعادي، وكانت ترتدي سماعة الأذن (الهاند فري) ولم تركز على من حولها، مشيرة إلى أنها تعاني من مشكلة صحية في ساقها، وهو ما يفسر وضعها للطريقة التي جلست بها.
سلوك المسن والاعتداء
وفقًا لتصريحات الفتاة، فوجئت بالمسن يعتدي عليها باستخدام عصا، مستهدفًا ساقها، ما سبب لها حالة من الفزع. وعند محاولتها الاستفسار عن سبب اعتدائه، استمر بالصراخ ووجه إليها عبارات مسيئة، واتهمها بسوء التربية وعدم الاحترام، معتبرًا أن طريقة جلوسها تتنافى مع مفاهيمه للأدب.
وأشارت إلى أنها حاولت طلب دعم الركاب المحيطين بها، آملة أن يتدخل أحدهم لتأكيد حقها في التصرف بحرية ما دام لا يسيء للآخرين، وهو ما تحقق لاحقًا بعد تدخل الركاب لتهدئة الرجل المسن وإجباره على الجلوس في مكانه.
ردود أفعال المجتمع
انقسمت آراء رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول الواقعة بين فريق يرى أن الفتاة لها كامل الحق في الجلوس بالطريقة التي تراها مريحة طالما لا تخالف قواعد الذوق العام، وبين آخرين اعتبروا أن المسن تصرف بدافع النصح وفق مفاهيم اجتماعية تقليدية.
وتظهر هذه الواقعة حالة من التوتر بين التمسك بالعادات الاجتماعية القديمة وحقوق الفرد في الحرية الشخصية داخل الأماكن العامة، مما يطرح أسئلة حول كيفية التعامل مع المواقف المشابهة في وسائل النقل العام.
الوضع النفسي والتصرفات العائلية
كشفت المصادر أن الحالة النفسية للفتاة تأثرت جراء الحادثة، لكنها استعادت رباطة جأشها بعد تدخل الركاب.
وأوضحت الأسرة أنها لا ترغب في تصعيد الأمور قضائيًا، وأن الهدف من نشر التفاصيل هو التوضيح فقط، مع السعي لتثقيف المجتمع حول أهمية احترام حرية الآخرين وحق كل فرد في التصرف بطريقة مناسبة لحالته الصحية دون التعرض للإهانة أو الاعتداء.
ومن جانبه، أوضح أحمد سعودي، نجل المسن الصعيدي المتورط في واقعة مترو الأنفاق التي أثارت جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، تفاصيل ما حدث بين والده وإحدى الفتيات داخل المترو، مؤكدًا أن الحادثة تم تضخيمها بشكل كبير.
وأضاف أحمد في تصريحاته لـ"صدى البلد" أن الفتاة كانت "حاطة رجل على رجل" بما أوقع احتكاكًا غير مقصود مع والده، الأمر الذي أدى إلى مشادة قصيرة التُقِطت مقاطع منها وانتشرت سريعًا عبر الإنترنت.
وأوضح أن والده يمر بحالة نفسية غير مستقرة منذ الواقعة، مشيرًا إلى أنه يقيم حاليًا بين أصدقائه في محافظة الفيوم، حيث يشارك في حلقات الذكر، وقد أغلق هاتفه تمامًا لتجنب الضغوط والتعليقات المسيئة.
وأضاف أحمد أن الأسرة قررت عدم اتخاذ أي إجراءات قانونية، مشددًا على أن والده يرفض التصعيد أو اللجوء للقضاء، معتبرًا أن الأمر بسيط ولا يستحق تحويله إلى صراع أو قضية.
وأكد أن العائلة لا تطالب سوى باعتذار من الفتاة عما بدر منها، وأنهم سيحاولون التواصل معها لإيضاح ما حدث وإغلاق الملف بشكل ودي، بما يحفظ كرامة الطرفين وينهي الجدل الدائر حول الواقعة.
تؤكد الواقعة على ضرورة إيجاد توازن بين الأعراف الاجتماعية التقليدية وحقوق الأفراد في الأماكن العامة، مع أهمية دور الرقابة المجتمعية للحد من حالات الاعتداء والإساءة. كما تعكس التفاعلات الإلكترونية حول الحادثة وعي المجتمع المتزايد بحقوق الفرد في ممارسة حرياته الشخصية ضمن إطار الذوق العام والاحترام المتبادل بين الركاب في وسائل النقل الجماعي.