الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ما بين سقوط عينيه على القدس.. وسقوطهم!


أتعتقدون أن صورته عطاءً محبوسا لكاميرا جادة في مشهد درامي يختزل البطولة الخالية من الألم حينما تكون متخمة بالتحدي..؟

أتعتقدون أن المشهد برمته ليس إلا خيالا لفنان يتقن رسم صور الصمود عندما تتحول الطفولة إلى رجولة طاغية مبكرة..؟

ثقوا أنه لا هذا ولا ذاك.. إنما هي وقائع حقيقية تشهدها الأرض المقدسة في مواجهة الإرهاب الصهيوني الذي يتحداه الشباب الصغير هناك ويقاومه بما يمتلك من روح وجسد.

سقط على ركبتيه ليضع حدا فاصلا بين سقوطه الذي يصنع نصرا وسقوطهم الذي يصنع خزيا...!

بقي ناظرا .... ليخط في الفضاء خطا مستقيما يمنع عيونهم من اقتحام سرا ودعه في أجواء وطن مقدس بالفقراء والأبطال ينتصر..!

حمل هذا الشاب الفلسطيني قميصا طويلا ورثه من أخيه الأكبر فبدا عليه وكأنه يلبس خيوطا منسوجة بأحداث شهيد ورفقة شهداء تشع بطولة كضوء القمر فيما يرتع ثراء العرب وصبيانهم بعواصم الغرب والشرق خلف الملذات والموبقات وحولهم أكوام الثراء والمنكرات..!

إنه حظ النصر في أمة التعاسة حينما تحيط بها مذاهب سلفية تدعو للفتن وللقتال في كل أرض إلا فلسطين، والعبث بكل وطن إلا الأرض المقدسة، والنيل من كل استقرار إلا خلع صهاينة مملكة الخزر من وطن سرقوه من أهله بعدما طردوهم إلى الحتوف واستقبلوا مكانهم من عواصم العالم كل حلوف مبتز لأرض شعب لم يعد يملك على وجه الأرض ناصرا أو معينا..!

إنه الطفل الفلسطيني الذي لم يبلغ عامه الخامس عشر.
 
صورته لا تستطيع أن تترجمها كلمات العرب ولا يشرف علي قراءتها فلاسفة اليونان.. تبقى فقط ريشته بيد القدر وسره مع روح السماء التي توحى به للأنبياء والرسل..!

هذا المجد وذاك الإباء وتلك الطلقة التى سكنت أعلى صدره لم تدع في ملامحه أثرا للجذع ولا مكان لمشاعر الألم..!!

فهم يهلكون جسده وهو مشغول بأسوار القدس حين يرى كل وطنه حولها! 

يداه خاليتان .... يتقدم صفوف أبت كلها إلا أن تكون خلف بطولته فيما ظل باركا على قدميه متحديا جيشا مدججا بنظرته..!!

هي النظرة التى ستبقى طويلا تحرق عروبتكم التى لا تنتصر للحق وتطعن منابركم التى لا تفتي إلا للباطل
يوم تركته بجوعه وحيدا.. ويوم ظل باركا مستفهما وقد رفض أن يكون بكم مستغيثا..!!

هو الفلسطيني الجديد أيها العرب الذي راهنوا على نسيانه فإذا بكل ملكات النضال قد ملكته وكل تواريخ الوطن قد شحنته وكل حدود الأرض من البحر إلى النهر قد ملأت عينيه..!!

هذا الجيل الذي حاول الصهاينة أن يلهو به.. فإذا هو يلهو بهم عندما تكون هكذا نظرته إليهم.. واستفهامه لهم.. بعدما ماتت بنادقهم في صدره.. وذاب رصاصهم في دمائه.. وانقرضت دولتهم اللقيطة في عينيه..!! 

من هذا المجد التليد من هذه البطولة التى يشيدها صدره المشدود، نستطيع أن نطمئن على نصر الفقراء على الطغاة.. والأحرار على جيوش الاحتلال.. والدم الذي سال من صدره على فوهات البنادق التى صدرت بكل جحودها غدرا ألفته لتنال منه..!!

يقف باركا هكذا في وجوههم دون أن يسقطه الموت أرضا وقد أعطى كل ظهره للقرضاوي وسلفيته التى تلعب برأسه عندما يعلن للعالم بسطور واضحة هويته الصهيونية فيقول في آخر فتاويه للمخدوعين به.. إنه لا ضرورة ولا واجب شرعي لفتح باب الجهاد في فلسطين حاليا لأن الله يختبر صبر المرابطين في الأرض المقدسة ثم دعا في حوار سابق مع جريدة الوطن القطرية شباب المسلمين إلى تركيز جهودهم على الجهاد في سوريا..!!

فمتى حلمت الصهيونية العالمية بفتوى كهذه وسلفيه كتلك ممن سرقوا عمائم وقفت بمحاربينا كهؤلاء..؟

اليوم أعلن الصبي الفلسطيني البارك في وجه الاعتداء أنه قد أعلن بصدره فتح بابا للجهاد مزق فتاويهم وأسقط عمائمهم وجعل خيانتهم التي تجوب في الأثير محاصره بوقفته وطلته ونظرته التي تحكي عن يقظته بين الرصاص وموتهم إلى الأبد مع مروجي التطبيع فوق كل الموائد.!!

وليؤكد لمن خلفه أن هذه الأفكار التى شاخت هي من تقتلنا اليوم بعواصم العرب عبر منابر للضرار تبث دين أبي لهب وقد تخلت حين وجبت المواجهة الحقة لجيش كفور قد سرق الأرض وأطفأ القداس ونهب القدس ومنع فيها لله الصلاة ..!

ستبقى على ركبتيك أيها البطل ,,, تبتز في عالمنا صورتك حدود أوطان لن تأمن مطلقا حتى تقوم لتحيتك ومن حدودك تبدأ طريقها صوب نجاة فتَحَتها في الأفق نظرتك.. ستبقى شامخة بطولتك أيها الفلسطيني لتقول لشيبتهم وشبابهم وثرائهم وتقاعسهم ما تشاء حتى تشتفي ...!

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط