الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أنا والمشاهير


وأنا صغير السن لا أراهم إلا عبر شاشات التليفزيون ، أو علي صفحات الجرائد ، التي غالبا ما كان يحرص والدي علي شرائها يوم الجمعة إجازته الإسبوعية ، كان هو يتصفح الأخبار والتقارير ويحل الكلمات المتقاطعة، وأنا من بعده أتصفح الصور ، لتتحدث نفسي مع نفسي في صمت وتقول يالهم من أناس و مجتمع أبهة ! يا بختهم !

الكاميرات تلاحقهم أينما وجدوا ، الفلاش يصوب تجاههم بتلقائية وكأنه يعرفهم ، لديهم فانز من المعجبين والمعجبات يتجاوز مع بعضهم الملايين ، الصرخات وعلامات الإندهاش والتعجب تكسو الوجوه ، عندما تلتقطهم أعين العامة يسيرون في الشوارع أو يستقلون سياراتهم ، بينما يقف البعض ليلتقط معهم صورة سيلفي ليضعها في ألبوم ذكرياته ويتحاكي بها طول العمر .

إنه مجتمع المشاهير الذي حالفني القدر أن اقترب منه بحكم عملي الصحفي ، والتي  تنوعت عائلاته ما بين السياسية الشهيرة ، وعائلات تنتمي إلي عالم المال والأعمال ، وعائلات فنية وصحفية معروفة ، وجميع هؤلاء المشاهير تحتوي حياتهم علي العديد من الأسرار المظلمة ، التي يرغبون في إبقائها سرا ، إلا أن التغطية الإعلامية المكثفة التي تخضع لها حياتهم المهنية والشخصية تحول دون ذلك.

فهوس الشهرة يطولك شئت أم أبيت ، وما أدراك ما الشهرة ! إنها النعمة والنقمة علي حد سواء من حياة المشاهير ، زلة اللسان عامل مشترك مما يسبب لهم المتاعب وقد تصل للمحاكم في بعض الأحيان. ، وربما يطلقون تصريحات تنهش في جسد قيم البيوت المصرية والعربية ، ومنهم من يبيع عادات المجتمع في سوق الأضواء بدافع الشهرة أو المزيد منها أو لفت الإنتباه.

هؤلاء مستمرون معنا بحكم العصر الرقمي، فوسائل التواصل الإجتماعي فضلًا عن YouTube فتحت جميعها عالمًا جديدًا على صناعة التأثير علي الهوية ، حيث يمكن للمشاهير الإتصال مباشرة بمتابعيهم، كما يمكن للمعجبين بناء علاقات مماثلة ، وأصبح بمقدورهم الآن إحداث تأثير أكبر من أي وقت مضى ، فيما يمتلكون من متابعين ومعجبين في منصات السوشيال ميديا.

بعضهم يرسل إليك تليغرافا صادما سواء بتويتة أو بوست أو تصريح أو لقاء تلفزيوني أو إذاعي ، وتعتريك الدهشة بمانشيت جريدة يعلن القبض عليهم لإرتكابهم جرائم أو جنح كانو يناهضونها ، أو خبر التهرب الضريبي .... إلخ

ولا أذيع لك سرا إن قلت أن بعض المشاهير تجدهم يدعون للفضيلة ثم تفاجأ بالقبض عليهم في تجارة غير مشروعة ، يدعون لإحترام العادات الشرقية للمجتمع ثم تجدهم قوادين لممارسة الرذيلة بالقول أو الفعل ، يحرضون ضد تناول المسكرات ثم تفاجأ أنهم أصحاب بارات ، يتحدثون بضراوة عن أمانيهم في إرتداء الحجاب وهم بملابسهم يدعون ويروجون للعري ، يشاركون في تمثيل مشاهد تزيد من إدمان السجائر والمخدرات ويسارعون بالتبرع لعلاج المصابين بالسرطان الذي يسببه الإدمان .

وأكثر من ذلك ففي أحيان أخري يصورون للمجتمع أضرار تعاطي المخدرات والكوكايين والبانجو ثم تسمع خبر القبض عليهم لقيادتهم السيارة تحت تأثير المخدر ، يمثلون مشاهد تزيد من عنف المجتمع ثم يتبرعون للجمعيات الحقوقية للدفاع عن ضحايا الإنتهاكات ، يدافعون في أفلامهم عن حق الدولة في تحصيل الضرائب ثم تعلن مصلحة الضرائب تهربهم ، يدعون المجتمع لإحترام قواعد المرور ثم تجدهم أول من يخالف تعليمات السرعة والقيادة علي الطريق ، يناهضون تجار وتجارة المخدارت ثم تفاجأ بحقائبهم " مخبية " طربة الحشيش" .

لابد من تبليك -أي حظر- حسابات المشاهير من علي وسائل التواصل الإجتماعي ، إذا كان التوصل معهم لا يجدي !
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط