الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد الجندي يرد على ادعاء أحد الكُتاب «بوجود الجنس في القرآن»

صدى البلد

استنكر الشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، تصريحات كاتب سيناريست لأحد الأفلام، التي زعم فيها أن الجنس موجود في القرآن».

وأضاف «الجندي»، خلال حلقة برنامجه «لعلهم يفقهون»، على فضائية «dmc»، اليوم السبت، أن هذا الكاتب حل ضيفًا على أحد البرامج، وحينما سألته المذيعة عن سر تصويره مشاهد جنسية في هذا الفيلم، فادعى أن الجنس مذكور في قصة سيدنا يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز، ودلل على ذلك بقوله تعالى: «وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا»، مفسرًا الآية: «سيدنا يوسف كان خلاص سيعتدي عليها وهذا مشهد جنسي صوره القرآن».

وأكد أن البعض يظن أن معنى اَية «وهمت به وهم به» في القراَن الكريم، أن يوسف عليه السلام أراد أن يفعل معها الفاحشة، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ لأنه نبي وليس بشرًا.

وأشار إلى أم أن سيدنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، منوهًا بأن الله عز وجل قال فى كتابه الحكيم: «وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ» (سورة يوسف24)، وإذا رضى الله عن عبد صرفه عن الحرام، أما إذا أحبه صرف الحرام عنه.

وتابع: أن سيدنا يوسف مصروف عنه السوء والفحشاء، حيث إن الله عز وجل قال إنه من عبادنا المخلَصين، وليس المخلِصين، لأنه محفوظ بعناية الله تعالى، موضحًا أن الفحشاء هو الزنا «إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا».

وألمح إلى أن امرأة العزيز لم تجرؤ على اتهام سيدنا يوسف بالزنا، وقالت «مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا»، مشيرًا إلى أن القرآن به دلائل إعجازية ممتعة.

جدير بالذكر أن المفسرين ذكروا أن قوله تعالى: «وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ» سورة يوسف، فمعناه أن امرأة العزيز همت بأن تدفعه إلى الأرض لتتمكن من قضاء شهوتها بعد وقوعه على الأرض، وهو هم بأن يدفعها عنه ليتمكن من الخروج من الباب، لكن لم يفعل هو لأن الله ألهمه أنه لو دفعها لكان ذلك حجة عليه عند أهلها بأن يقولوا إنما دفعها ليفعل بها الفاحشة، وهذا معنى قول الله تعالى: «لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ» أي لولا أن رأى برهانًا من الله لدفعها، فلم يدفعها بل أدار لها ظهره ذاهبًا إلى الباب فلحقته فشقت قميصه من خلف فكان الدليل والحجة عليها ولو ضربها ودفعها لكان ضربه ودفعه إياها حجة لها عليه، لأنها تقول: «راودني فمنعته فضربني».

وورأى المفسرون: الذي يجب أن يُعتقد أن الله تبارك وتعالى عصم نبيه يوسف عليه السلام ونزهه عن الفاحشة وحماه عنها وصانه منها، كما صان وعصم سائر أنبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام لأن الأنبياء كما أجمع علماء الإسلام أنه تجب للأنبياء الصيانة، فيستحيل عليهم الرذائل والسفاهة والجبن، ولهذا قال الله تبارك وتعالى في حق يوسف عليه السلام نافيًا عنه السوء والفحشاء ومُطهرًا إياه من قصد الفاحشة والهم بالزنا: «كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ» سورة يوسف.