الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإندبندنت: عملية عفرين كشفت تخلى الأمريكيين عن حلفائهم الأكراد

ارشيفية
ارشيفية

أكدت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية أن الحملة العسكرية التي يقوم بها الجيش التركي في بلدة عفرين الحدودية وما حولها، تهدف لتأمين منطقة طولها 19 ميلًا، تدخل بالضرورة الحرب الأهلية السورية في مرحلة أكثر دموية، موضحة أن القوات التركية دخلت عفرين -الجيب الكردي في شمالي سوريا- في تحرك يعني أن الحرب الأهلية السورية التي مضى عليها 7 أعوام دخلت مرحلة جديدة.

وتابعت الصحيفة أن الحملة التركية الحالية تُعقّد المشهد في الحرب، خاصة أن تركيا دولة عضو في حلف الناتو وتزيد عمليتها من تعقيد رقعة الشطرنج السياسية والعسكرية للمشهد السوري أكثر، وهناك احتمالات مواجهة دولتين في حلف الناتو، خاصة أن الأمريكيين يدعمون قوات حماية الشعب الكردية التي قامت بدعم من الطيران الأمريكي بطرد مقاتلي تنظيم داعش من مدينة الرقة في أكتوبر 2017.

وأضافت أن تركيا ظلت ترقب صعود الأكراد السوريين على حدودها الجنوبية بنوع من الحذر ورأت منذ عام 2012 أن قوات حماية الشعب وهي فرع من حزب العمال الكردستاني تتوسع في شمال شرق البلاد، وهو ما جعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يصف المقاتلين الأكراد السوريين بالإرهابيين ووعد بسحقهم.

وأضافت الإندبندنت أن مستقبل هذه المنطقة الكردية (شبه المستقلة التي يطلق عليها الأكراد "روجافا") أصبح في مهب الريح بعد تدخل الأمريكيون في سوريا 2014 للدفاع عن بلدة كوباني التي هاجمها مقاتلو تنظيم داعش، وتساءلت عما إن كانت الولايات المتحدة ستبقى مع الأكراد وتدافع عنهم بعد استعادة الرقة ما سيثير غضب الأتراك؟.

وأوضحت أن القوات الامريكية ليست منتشرة في عفرين، وان من يتواجد هناك مراقبين روس كانوا في الجيب الكردي، مشيرة الى أن سقوط عفرين سيكون علامة على تخلى الأمريكيين عن الدفاع عن حلفائهم الأكراد.

وتابعت الصحيفة أن من يتحمل مسئولية الأزمة الحالية هم الأمريكيين لأنهم أساءوا تقدير الوضع "الهش" في الشمال وأسهموا في اندلاع الأزمة ففي بداية الشهر الحالي قالت الولايات المتحدة إنها ستدعم إنشاء قوة حدود مكونة من 30 ألف مقاتل مكونة بشكل عملي من قوات حماية الشعب الكردية.

وزعم ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأمريكي أن تركيا أساءت فهم عرضه، إلا أن الأتراك شعروا بالغضب مما يرونه سياسة خارجية مؤيدة للأكراد، وفي الوقت الذي كان يحاول فيه تيلرسون تبريد الأزمة مع أنقرة، قام بإشعال أزمة جديدة عندما قال إن الوجود الأمريكي في شرق سوريا سيكون دائمًا وأن الولايات المتحدة ستبقى على 2.000 جندي بالمناطق الكردية لأغراض لوجيستية وتدريبية ولمنع ظهور تنظيم داعش مجددا.

وأضاف تيلرسون عاملا آخر -وفق الصحيفة- وهو إضعاف موقع رئيس النظام السوري بشار الأسد وإيران وأيا كان قصد تيلرسون فإنه منح ضمانا وحماية عسكرية طويلة الأمد للأكراد.

وتابعت الإندبندنت ان تصريحات تليرسون أغضبت أردوغان والروس ونظام الأسد وإيران الذين رأوا أن قادة الأكراد السوريين رموا أنفسهم نحو تحالف مع الولايات المتحدة، وحاول الأكراد في الماضي الموازنة في علاقاتهم مع الروس والأمريكيين وعدم الظهور بمظهر العدو الأبدي للأسد الذي يحاول توحيد البلاد تحت حكمه وقدمت روسيا الدعم والحماية لعفرين التي يعيش فيها 200.000 شخص ونشرت مراقبين عسكريين وتأكدت من عدم استخدام الطيران التركي الأجواء السورية لغارات ضد الأكراد، حيث تسيطر روسيا على المجال الجوي.

وفي رد انتقامي على التحول الكردي نحو الأمريكيين أكد الروس للأتراك إنهم لن يعارضوا هجوما على الجيب وهو ما سمح لتركيا استخدام مقاتلاتها العسكرية لضرب مواقع الأكراد في عفرين.

ووفق الصحيفة، فان المشكلة تكمن فى أن المشكلة التي يعاني منها الأكراد أنهم توسعوا فوق طاقتهم، واحتلوا مناطق ذات غالبية عربية أو تركمانية بعيدًا عن مناطقهم ونفذوا استراتيجيات وأولويات الأمريكيين، حيث سيطروا على مناطق مهمة للاقتصاد السوري مثل آبار النفط في دير الزور ولن يقوم الأسد مثل الأتراك بدخول المناطق التي سيطروا عليها، ولكنه سيستفيد من العملية التركية من ناحية تعليم الأكراد درسًا أنه لا يمكنهم الاعتماد على الأمريكيين لحمايتهم.