الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

باحث يحصل على الماجستير عن أول رسالة عن الأخشاب وعلاجها بالنانو .. صور

صدى البلد

حصل الباحث كريم محمد السيد أحمد أخصائي ترميم وصيانة الآثار بوزارة الآثار على الماجستير من كلية الآثار بجامعة القاهرة، عن أول رسالة عن الأخشاب وعلاجها بالنانو فى مصر، وجاءت بعنوان "دراسة تجريبية لتقييم استخدام مواد النانو في علاج وصيانة الأخشاب الأثرية الصلبة المصابة بالتلف الميكروبيولوجي " مع التطبيق العملي علي أحد النماذج المختارة".

وضمت لجنة المناقشة والحكم أ.د.نسرين الحديدي أستاذ بقسم ترميم الآثار في كلية آثار جامعة القاهرة "مشرفا"، وأ.د.صفا عبد القادر محمد أستاذ مساعد بالقسم"مشرفا مشاركا"، وأ.د.محمود سيد عبد الصادق أستاذ مساعد علوم المواد بقسم الفيزياء في كلية علوم جامعة جنوب الوادي بقنا"مشرفا مشاركا"، وأ.د.يوسف أحمد غرباوي نائب رئيس جامعة جنوب الوادي لشئون البيئة وخدمة المجتمع "عضوا ورئيسا"، وأ.د.مايسة محمد علي أستاذ مساعد الميكروبيولوجي بكلية الآثار جامعة القاهرة "عضوا".

وقد أثنت اللجنة على الرسالة، ومنحت الباحث درجة الماجستير بامتياز مع التوصية بالطبع والتداول بين الجامعات، حيث تعتبر المكافحة الفطرية للأخشاب الأثرية من أهم عمليات صيانة وعلاج الأخشاب، والتي عند إجرائها يجب أن تتم بحرص وعناية فائقة، نظرا لطبيعة مادة الخشب كمادة عضوية،حيث تعمل الفطريات علي تحلل الخشب خاصة فطريات العفن اللين، نظرا للنسيج الإسفنجي لسطح الخشب.

كما أن المواد التقليدية المستخدمة في عملية المكافحة الفطرية أغلبها يستخدم دون دراسة وافية، لتأثيرها على خصائص الخشب وكذلك لبعضها الخطورة التامة على صحة مستخدميها، مما دعا الباحث إلى التفكير في استخدام مواد حديثة مع تقييم تلك المواد، من حيث تأثيرها على التركيب الكيميائية للأخشاب وكذلك الخصائص البصرية.

وقام الباحث بتقييم الإصابة الناتجة من الفطريات المعزولة من التابوت"موضوع البحث"،عن طريق زراعتها علي خشب من نفس نوع خشب التابوت ودراسة تأثير تلك الفطريات علي تلف وتحلل هذا الخشب، عن طريق استخدام الأشعة تحت الحمراء لتتبع التغيرات الكيميائية في الخشب،وجهاز التغير اللوني لتقييم التغيرات اللونية للعينات المصابة ومقارنتها بالعينات القياسية،وكذلك استخدام جهاز التصوير بواسطة الميكروسكوب الإلكتروني الماسح لدراسة التلف الذى حدث للخشب تشريحيا.

كذلك قام بعملية تصنيع مواد نانوية من جسيمات ثاني أكسيد التيتانيوم وأكسيد الزنك والفضة لتتناسب مع الاستخدام في عمليات المكافحة الفطرية،وقد تمت عمليات التقييم لتلك المواد في المختبر لدراسة مدى فاعلية تلك المواد ضد الفطريات،وكذلك باستخدام جهاز التحليل الطيفي للعينات الخشبية المعالجة والقياسية بالأشعة تحت الحمراء،لتتبع التغييرات الكيميائية في الخشب بعد المعالجة،وكذلك تم استخدام جهاز التغير اللوني لتقييم التغيرات اللونية الدقيقة في العينات المعالجة ومقارنتها بالعينات القياسية

وتوصل الباحث في رسالته إلي عدة نتائج،علي رأسها أن الفطريات التي تم عزلها ودراستها في هذه الدراسة تندرج تحت تصنيف فطريات العفن اللين وفطريات التبقع والعفن،وثبت أن لهما تأثير متلف علي الآثار الخشبية،كما أن بعض الفطريات لها القدرة على إحداث نوعى التلف المميزين لفطريات العفن اللين،(تكوين الفجوات،التآكل)،والبعض الآخر له القدرة على إحداث النوع الثاني من التلف"التآكل"فقط.

وثبت من الدراسة أن فطريات التبقع والعفن تؤثر على تركيب الخشب ولها تأثير متلف مشابه لتأثير فطريات العفن اللين،كما أن الجسيمات النانوية من أكسيد الزنك والفضة تتسم بخواص مضادة للفطريات كما أنها آمنة علي صحة الإنسان،ولا يوجد تغيرات ملحوظة نتيجة استخدام هذه المواد النانوية على الأخشاب حتى بعد التقادم مما يشجع على استخدامها.

وأظهرت النتائج حدوث توزيع وانتشار للمواد النانوية على سطح خشب الجميز بشكل أفضل من خشب الطرفاء بصفة عامة،كما أنه زاد بشكل كبير في وجود مادة التقوية (الكلوسيل E)،كذلك يلاحظ أن خلط المواد النانوية يعطى نتائج أفضل،كما أن نتائج هذه الدراسة خاصة بخشب الجميز والطرفاء فقط،لذلك يراعى ضرورة إجراء الفحوص والتحاليل اللازمة قبل استخدام الجسيمات النانوية من أكسيد الزنك والفضة علي الأخشاب الأخرى.

وكشفت الدراسة فعالية المواد النانوية من أكسيد الزنك والفضة،إذا تم خلطها بمواد تقوية حيث لا تؤثر عملية الخلط على خواصها،كما أن العينات الخشبية المعالجة بخليط من جسيمات الزنك النانوية وكلوسيل E أعطت أفضل النتائج من حيث المقاومة ضد الفطريات وكذلك انعدام تأثيرها على الأخشاب تقريباَّ،ورغم النتائج المرضية التي تم الحصول عليها من الفحوص والتحاليل السابقة التي أجريت على الأخشاب المعالجة بالمواد المختارة إلا أنه لا يجوز التعميم بالنسبة لباقي أنواع الأخشاب.