الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مواطن.. ومذيع.. وحاكم رشيد


الواقعة التي سأحدثكم عنها حدثت في دولة الإمارات العربية الأيام الماضية ومنها نستخلص دروس وعبر خاصة للعاملين في مجال الإعلام من أمثالي وما حدث هو كالآتي.. المواطن الإماراتي راشد المرزوعي اتصل للمشاركة في برنامج إذاعي وأخذ يشكو من ارتفاع الأسعار والغلاء، وأنه لم يعد قادرا على تلبية تكاليف الحياة ومطالب أسرته وأولاده التسعة.. فإذا بالمذيع يعقوب العوضي يقاطعه وأخذ يقلل من أهمية شكواه ولم يتعامل معه باللباقة الكافية ونفى صحة كلامه.

إلى هنا تبدو الحكاية بسيطة وتحدث عندنا في برامج التوك شو سواء على الفضائيات أو على موجات الراديو والأمر عادي.. خاصة وأن لدينا للأسف مذيعين ما أنزل الله بهم من سلطان.. يتعالون على المشاهدين والمستمعين ويتصورون أنفسهم آلهة منزلة مادام وقف أو وقفت أمام الكاميرا أو الميكروفون أو ركبت أيربيز في أذنيها.. بل يتعالون على ضيوفهم من أكاديميين وقامات فكرية كبيرة.

ولكن في الإمارات الأمر مختلف.. فمبجرد انتهاء مداخلة المواطن الإماراتي علي راشد المرزوعي وتعامل المذيع معه بجفاء.. حتى تدخل حاكم إمارة عجمان الشيخ عمار بن حميد النعيمي وسارع بإيقاف المذيع صاحب الواقعة مع الاعتذار للمواطن راشد المزروعي بل وأيضا أن تستضيفه نفس الإذاعة وفي نفس البرنامج وتعتذر له على الهواء كما أكد ولي عهد عجمان أن الإذاعة افتتحت من أجل الاستماع لشكاوى المواطنين والمتصلين وحل مشاكلهم وليس للتعالي عليهم وتكذيبهم. 

إلى هنا والأمر لم ينته بعد بل وجه حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتوفير كافة احتياجات المواطن راشد المرزوعي بشكل فوري وتلبية كافة متطلبات العيش الكريم له ولأسرته خلال الـ 24 ساعة حسب وكالة الأنباء الرسمية كما طلب من وزيرة تنمية المجتمع عرض تقرير مفصل وعاجل أمام اجتماع مجلس الوزراء القادم بكافة احتياجات المواطنين من أصحاب الدخل المحدود وعرضه بشكل مفصل مع خطة واضحة للوزراء لحل مشاكلهم.. بل وأكد الشيخ محمد بن راشد أهمية تسخير الإعلام الوطني لخدمة الوطن والمواطنين.

وصار المواطن المرزوعي حديث الرأي العام والإعلام في دولة الإمارات الشقيقة وصار درسا لكافة الإعلاميين العرب في كيفية التعامل مع مشاكل المواطنين والمشاهدين.

ومن جهته أوضح المواطن علي راشد المرزوعي (57 عاما) أن اتصاله بالإذاعة كان بهدف إيصال احتياجات المواطنين وخاصة أصحاب الدخل المحدود والمطالبة بتفعيل دور الجهات المؤسسات المعنية بالبحث عن هذه الفئة سواء من ناحية سكن ملائم يجمع فيه أسرته وأولاده التسعة. 

العبرة من قصة المواطن علي راشد المرزوعي وسرعة تدخل أولي الأمر سواء كان حاكم عجمان أو من رئيس الوزراء حاكم دبي وتعنيف المذيع وتلبية إحتياجات المواطن الذي يعاني من صعوبة المعيشة وحل مشكلته ومن يعانون مثله من المواطنين.. هو أن نفهم جميعا الدور الحقيقي للإعلام والإعلامي أن نتفاعل مع المواطنين لا أن نتعالى عليهم وألا نسخر منهم ومن مشاكلهم ومعاناتهم .. والله المستعان.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط