الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حقا أتلقى تعليمات أمنية للكتابة!


أقسم بالله العظيم أنني تلقيت تعليمات أمنية من الحكومة، بأن أهاجم هذا الرجل، وأن أشد بحبل أفكاري على عقله، وأن ألقي عليه مولوتوف قلمي وأسكب "مية نار"حبري على وجهه لتشويهه، وأن أعلق روايته الجديدة على مشانق إعدام الزُّمُورَة" قِلَّة النَّخْوَة"، وألا أكتفي بذلك بل أضع حجر مقالي علي بطنه حتى "يطرش دم" الإباحة التي بداخله، وقد جرتني التعليمات جرا إلى كتابة هذا الذم والهجاء والنقد اللاذع.

لكني فخور بتنفيذها وبتلبية أوامرها، ما طال صبري حتى استحكمت قلمي لتنفيذ تعليمات زوجتي "الحكومة" بالنيابة عن المرأة المصرية والعربية، ولتعليمات الحَكًمْ ضميري المهني والوطني.

ربما لا يستوعب علاء الأسواني – الكاتب المعروف - أنني أكتب من واقع الغيرة على العفة والعفاف والتعفف والنخوة وحفاظا على عاداتنا وتقاليدنا ومروءتنا، لا من أوامر أمنية بمفهومها المعتاد إليه والتي تلازمه كظله وإن كان وهما يبيعة بهتانا وكذبا دائما!

الأسواني يتغنى داخل كتابة الجديد "جمهورية كأن" بمعزوفة بورنو وموسيقى إباحية، ربما لو أفصحت عنها لقلت عليّ "كذاب أشر" ووصمتني "أولئك هم المفسدون"، لكن صدقني ذَكَرَ الأعضاء التناسلية للمرأة بالعامية على صفحات روايته في واقعة تعذيب ظابط لناشطة وهو يأمر جنوده بالتهامها، طبعا فاهمني!

وبعيدا عن المغالطات المحتوية عليها روايته ما تستوجب محاكمته، لكن هذه وجهة نظره ورأيه يتحمله هو دون غيره، أما أن تتبجح بالكتابة الجنسية وتستعيض باللفظ العلمي بالعامي في كتاب يوزع في الأسواق ليقرأ ويدخل البيوت وتقتنيه نساء وفتيات وشباب وشابات، فهذه دعارة فكرية وترويج لثقافة الرذيلة تستوجب الوقوف والمساءلة المجتمعية.

ألهذا الحد نضبت المفردات اللغوية عندك! ألهذا الحد نامت نخوتك على سرير دعارة الإفلاس واستمراء جني المال السريع! ألهذا الحد تلقي مهملات سلة أفكارك في مرحاض كتابك الجديد! ألهذا الحد لا تبالي بخدش حياء المرأة المصرية والعربية!

كيف أهديت هذه الرواية لزوجتك وبناتك، وكيف ستهديها لصديقتك أو زوجة صديقك أو جارتك، نريد أن نسحب عينة من دماء نخوتك، وأتمنى صادقا ألا تكون "نيجاتيف".
 
فالرواية تنادي بضرورة تطهير المجتمع من الفساد والقهر والذل، نحن معك! لكن الكاتب غارق في إثم الكتابة بالجنس الدارج والتهييج ضد عاداتنا الشرقية، يقوم بدور الواعظ في مؤلفه ومقالاته وهو "شيخ منصر" الكتابة الخارجة عن قانون البيوت المحتشمة أو حتى المتحررة! يدعو المجتمع إلى فضيلة ثورة يناير والتمسك بها وهو غارق في رذيلة تشويه الجيش والشرطة الأبطال الحقيقيين في الثورة وحاميها والذين ما زالوا يدفعون أرواحهم ثمنا لها.

فالإنسان الطبيعي يتعلم من تجاربه وأخطائه! لكن الأسواني رضي الشواذ والجهلة عنه، دائما ما يقع في المصيدة كما "الفأر" الذي يدخلها بنفس قطعة الجبن التي أوقعت أجداده من قبله، وها هو إمام الدعارة الفكرية يدخل مصيدة رفض واستهجان ألفاظه الخادشة للمروءة والحياء في "جمهورية كأن" كما دخلها من قبل في مشهد الشواذ في "عمارة يعقوبيان"، فمفتي الإباحية اللغوية يضحي بعاداتنا الشرقية ويطل برأس روايته المتبرجة مقابل دخول سرداب مصيدة زيادة أرصدته البنكية، ولكن تبقى شيكات مؤلفاته بالنسبة لنا بدون رصيد.

أعتقد لو راجع الأسواني روايته بدقة ودون تعجل، ما كان قد أفرط فى لغة الدعارة التى تفجرت فى كثير من صفحاتها، وكان سيسمع صوت نفسه وهي تقول "عيب كده يا علاء".

للكتابة أصول لا قلة أصل، للكتابة علوم لا فهلوة، الكتابة علم لا فيلم بورنو، الكتابة وجهة نظر لا وجاهة فجر "بضم الفاء"، فالكاتب الوطني هو من يقف خط دفاع عن القيم والأخلاق ولا يكون أول من يحرز هدفا في مرماهما بكرة الكتابة الساخنة، فليس بعد الدعارة الفكرية كفر!

وأخيرا لكي يتعظ كاتب نعتقد فيه رجوعه إلى صوابه واحترامه لأهله، أن نعزف عن شراء "جمهورية كأن" ونترك مؤلفه في منافسة شرسة على أرفف المكتبات مع الفئران.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط