الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"الحرحور" وجمعية الحمير .. وحامل البردعة ..


في ظل غياب حياة سياسية حقيقية ومعارضة وطنية مستقلة غير تابعة لجماعة أو أجندات خارجية ولا تابعة لأيدلوجية أو فاشية دينية سيكون من الصعب بل المستحيل بناء دولة مدنية حديثة .. ونظرا لعدم تمكن أو نجاح أي حزب من الأحزاب الورقية والتي تعدت المائة حزب ظهروا بعد يناير 2011 م، والتي لم تستطع ولم تحاول الوصول إلى المواطن في الشارع ومساعدته في حل مشاكله اليومية، وفي خلق مناخ سياسي واعي يتزامن مع ما يتحقق على الأرض من مشروعات تنموية وقومية ضخمة وإصلاح اقتصادي يُشبه العلاج المُر والذي تجرعناه جميعا كمواطنين شرفاء ومازلنا نعاني من آثاره الخانقة .. ولهذا أدعو من خلال مقالي المتواضع هذا الى إعادة إحياء جمعية "الحمير المصرية " نعم جمعية الحمير .. وقد يسخر البعض من الفكرة، ولكني أراها مناسبة جدا لظروفنا الحالية وقد لا يعرف البعض أن جمعية الحمير المصرية تأسست عام 1930 م مع إنشاء معهد الفنون المسرحية على يد الفنان الكبير زكي طليمات .. وجاء في مجلة (ذاكرة مصر) التي تصدر عن مكتبة الإسكندرية في عددها الرابع عشر وهي مجلة تهتم بتاريخ مصر الحديث والمعاصر وتستكتب باحثين ومؤرخين، وتعرض وجهات نظر مختلفة ومتنوعة، ولقد وَثَّقت في عددها لشهر يوليو 2013م واحدة من أطرف الجمعيات الأهلية التي عرفتها مصر، وهي “جمعية الحمير المصرية”، التي أسَّسها المسرحي المخرج الراحل “زكي طُليمات” وتضم ثلاثين ألف عضو يحملون ألقابًا عدة. فعند انضمام العضو إلى الجمعية يُلقَّب بالحرحور أي الجحش الصغير! ثم يحصل على رتبة أعلى بحسب جهوده، وقد يظل العضو 20 عامًا من دون أن يحصل على اللقب الأكبر وهو “حامل البردعة”! أي حمار كبير!! ولم يحصل على هذا اللقب سوى ثلاثة أعضاء من الجمعية هم: زكي طليمات، شكري راغب والمرسي خفاجي ترجع بداية تكوين هذه الجمعية إلى إنشاء معهد الفنون المسرحية في العام 1930 على يد زكي طليمات، وكان الهدف تمصير المسرح والخروج بعيدًا عن الارتجال إلى الدراسات العلمية. 

وبعد مرور عامين أوعز البريطانيون إلى الملك فؤاد أن المعهد يُمثل خطرًا على حكمه لأنه عندما يتعلَّم المصريون كتابة المسرح سيخرجون إلى الناس بمسرحيات تشير إلى الفساد والأخطاء. 

اقتنع الملك وأصدر قرارًا بإغلاق المعهد. وبرغم المحاولات المضنية من جانب زكي طليمات لإعادة فتح المعهد إلاّ أنه فشل. وبعد زواجه من “روز اليوسف”… قاد عبر مجلتها حملة لإعادة فتح المعهد، فهداه تفكيره إلى تأسيس “جمعية الحمير” لما يتميّز به الحمار من صبر وطول بال وقوة على التحمُّل. وكان الغرض من هذه الجمعية هو إعادة فتح المعهد. أنضم إلى طليمات في تأسيس الجمعية شكري راغب مدير دار الأوبرا آنذاك. 

وبفضل جهود أعضاء الجمعية أعيد فتح المعهد. وانضم إلى الجمعية عدد من أبرز المفكرين والأدباء والفنانين المصريين مثل: طه حسين وعباس العقَّاد وناديه لطفي وأحمد رجب… وعند وفاة الفنان “السيّد بدير” آخر الأعضاء المؤسسين للجمعية في العام 1986 كادت الجمعية أن تُغلق لولا أن أحياها الدكتور محمود محفوظ وزير الصحة المصري الأسبق والمرسي خفاجي.

الجمعية واجهت منذ تأسيسها مشكلة رئيسية وهي عدم اعتراف الحكومة المصرية بها بسبب اسمها، وأصاب الإحباط أعضاء الجمعية، وفقدوا أهم صفات الحمير وهي الصبر والتحمُّل، وقرروا تغيير الاسم ليتسنَّى لهم إشهارها، ولكن وزارة الشؤون الاجتماعية ظلَّت تماطل وتسوِّف في الرد على طلب الإشهار.

وتقدم الجمعية خدمات مختلفة للمجتمع منها محو الأميَّة وتشجير الأحياء وإنشاء الحدائق واستصلاح الأراضي وتمليكها للشباب وتنظيم الرحلات الداخلية والخارجية ورعاية المرضى من خلال عيادات الأطباء الذين انضموا للجمعية وتقدم أيضًا الأجهزة الطبية الحديثة كهدايا للمستشفيات الحكومية وذكر المرسي خفاجي رئيس الجمعية آنذاك الذي وصل إلى اللقب الحميري (حامل الحدوة)، ولم ينل هذا الدرجة في مصر معه إلا المؤسس زكي طليمات وشكري راغب، ثم نالته بعد ذلك نادية لطفي، وكان خفاجي يقول: يكفي الحمار فخرًا أن يكون شعارًا للحزب الوطني الديمقراطي الأمريكي .. أجدد الدعوة ياسادة لإعادة تفعيل جمعية الحمير لأن الحمار هو الأقدر على تحمل الصعاب والغلاء وكل الظروف الصعبة التي نعيشها والحمار هو الأقدر لنتشبه به لما يتميّز به من صبر وطول بال وقوة على التحمُّل .. وكما ذكرت فإن الحزب الوطني الديمقراطي الأمريكي شعاره الحمار .. ولما لا تتحول جمعية الحمير المصرية الى حزب قد يكون الأقدر على خلق حالة حراك سياسي في المجتمع المصري ويساعدنا في تحمل الصعاب التي نعيشها جميعا علاوة على ما يتميز به الحمار من محاسن وفضائل قلما نجدها في كثير من البشر للأسف الشديد خاصة فيما يتعلق بالإخلاص في العمل وعدم التململ والشكوى والقدرة على تنفيذ العمل المطلوب بمنتهى الدقة والإخلاص دون تململ وتذمر .. انضموا إلي في الدعوة لتجديد وإعادة إحياء جمعية الحمير يا سادة فقد تكون هي البداية لخلق مناخ سياسي حميري ما أحوجنا اليه في هذه الظروف الصعبة التي نمر بها جميعا .. والله المستعان

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط