الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أبو الريش الياباني 1


ربما رئيس جامعة القاهرة الدكتور محمد عثمان الخشت يتصورها [موسى] لكنها فى الحقيقة [فرعون]، يتخيلها ترتدي ثياب {المصلحين} ولكنها واحدا من أكبر {المهملين}، يتوهمها من {الخلفاء الراشدين} ولكنها {أبو لهب}، يتخيلها تتحدث مع المرضى بصوت {بيتهوفن} أو أم كلثوم لكنها تتحدث بصوت {هتلر}.

إنها إدارة مستشفى "أبو الريش الياباني"، التي أقف عاجزا أمامها! والعجز هنا ليس لعبقرية الإدارة في الإدارة أو العلاج أو الخدمة الطبية -والعياذ بالله- لكن في عبقريتها في [الاستكبار] على المرضى و[إهمال] التعبانين و[ضعف] البصر والبصيرة لذويهم الذين يعانون أكثر من المريض نفسه ويستنجدون (بقشاية) مستشفيات جامعة القاهرة لتنقذ "ضناهم" من حمله على نعش وتقديم واجب العزاء فيه.

ربما تجاربي الشخصية وآخرين مع الإدارة الحالية في غاية المرارة، فالوصول إلى مديرة المستشفى ضرب من الخيال، والحديث معها حتى عبر الواتس آب حلم يتمناه "فاعل الخير" لإنقاذ روح [بني آدم] والتي غالبا ما تبلغ الحلقوم –أي الروح- حيث إن المستشفى أما أن يرفض استقباله ويضعه على قوائم انتظار تطول ربما لأسابيع أو شهور أو سنين، أو ربما استقبلوه ولكن الإهمال أو نقل العدوى أخرجه من دار الباطل إلى دار الحق.

فلم أتوسط لدخول أحد الأطفال -بعد مرارة التواصل مع الإدارة طبعا - إلا وقد ذاق المريض وذويه وأنا معهم [علقم] الإهمال أو [نقص] الأدوية أو [غياب] الطبيب المعالج أو [عدم توافر] طاقم التمريض أو [عدم جاهزية] الأجهزة التي عفى عليها الزمن ووجب تكهينها، أو توافرها –أي الأجهزة - ولكن بها عطل أو عامل التشغيل خرج معاش ولم يتوافر البديل أو نقص في ممرضات المتابعة.

توسطت خلال الشهور الماضية لدخول الطفل الرضيع "براء محمد عبد الفتاح دويدار" استقبلوه [حيا] يعاني من ثقب في القلب، ظلت كوابيس [الإهمال] تطاردنا جميعا داخل المستشفى، ذهب النوم من عيون أمه وأبيه على أمل أن ينتهي [الكابوس] على خير، فعلا توقفت الأرض عن الدوران وأصيبت حياة أسرة براء بالشلل التام، كنا نصدق الطبيب المعالج صباحا ثم نفقد الأمل ليلا، فبراء يئن وحالته تتدهور وجسده الضعيف يزداد وهننا على وهن، ووالدته قد جفت الدموع من عينيها، فلا الطبيب ولا الممرض يستجيبان لنداء الاستغاثة أو صدى صوت بكاء وصراخ الطفل الرضيع.

كانو يستدعونني على جناح السرعة لأُنْقذ طفلهم بالتوسط لدى الإدارة، التي ظلت تطمئنني على براء إلى أن {مات} وسط صمت رهيب ممن كانوا يؤكدون أن حالته مستقرة ويؤجلون عمليته الجراحية بحجج مختلفة وكأنه سيناريو محكم لمسلسل كوميدي تراجدي، ليركب براء [سيارة تكريم الموتى] المكتوب عليها كل نفس ذائقة الموت، ليدفن في مثواه الأخير –اللهم ارحمه وصبر أسرته-.

كانت "أمنية محمود" -وقد توسطت لها أيضا- على موعد آخر مع الإهمال! وكما دخل (براء) حيا وخرج جثة! لاقت (أمنية) نفس المصير الذي ربما محتوم للكثيرون ممن فكروا في طرق باب العلاج في أبو الريش الياباني، حتي كتبت والدتها التي عانت من ضغط نفسي رهيب بسبب التجاهل والإهمال لابنتها البكرية مذكرات الأيام السوداء المعدودات التي قضاتها في المستشفى والتي لن ينساها متابعيها على الفيس بوك فدونت بوستات لا يتسع المقال لذكرها وأقتبس منها "قلب بنتي توقف والدكاترة بيتعازموا على بعض مين ينشط القلب، لأقوم أنا بالضغط عليه لتنشيطه يبقى عليه العوض! ولما يبقى فصيلة دمها نادرة وبعد ما قدرنا ربنا في توفير أكياس الدم فيفتحوها ويتركوها لتجلط وتبوظ يبقي حسبنا الله ونعم الوكيل في مستشفى أبو الريش الياباني".

لتبقى الإجابة على سؤال.. ما حجم الوفيات التي أورثتموها في سجلاتكم؟ محل انتظار للرد عليها.

وللحديث بقية..
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط