المحافظ الذي لا نريده!

[أقسم بالله العظيم] أن أحافظ مخلصا على [النظام الجمهوري] وأن أحترم [الدستور والقانون] وأن أرعى [مصالح الشعب] وأن أحافظ على [إستقلال الوطن] و[وحدة وسلامة أراضيه] يمين سيقسمه المحافظون الجدد خلال ساعات أمام الرئيس السيسي .

فالمحافظ ممثل السلطة التنفيذية –ميني رئيس- منحه قانون الإدارة المحلية الجديد من السلطات والقرارات مالم يمنح لأحد ، فهو[ مالك المملكة] رئيسا لجميع الموظفين المدنيين بالمحافظة ويمارس جميع إختصاصات الوزير، و[ يعطي من يشاء] سواء ترقية أو مكافأة أو منصب، و[ينزع ممن يشاء] بنقل الموظف –أي موظف- والإحالة للتحقيق وتوقيع الجزاءات إذا تبين أن وجوده لا يتلاءم مع المصلحة العامة و طبقا للمقرر قانونا.

[وسعت سلطاته كل شيء] التصرف في الأراضي القابلة للاستزراع والأراضي المعدة للبناء المملوكة للدولة والوحدات المحلية ويتخذ الإجراءات الكفيلة بحماية أملاك العامة والخاصة وإزالة التعديات الواقعة عليها، والتفتيش على الأجهزة التنفيذية للوحدات المحلية ، مسئولا عن الأخلاق والقيم وحماية حقوق الإنسان والأمن ، ومراقبة عدالة توزيع الموارد وتحقيق التنمية المتوازنة وتطوير العشوائيات.

[له الحكم والمرجع] فيمتلك الإعتراض على أي قرار تتخذه الأجهزة المحلية يحول دون تحقيق ما يراه للصالح العام ، له إختصاصات وزير المالية –طبقا للقانون- وذلك في المسائل المالية والإدارية داخل الهيئات والمديريات وفروع الوزارات .

ولهذا كله وغيره ! فتجب مراقبة " المحافظ ونوابه " ووضع المزيد من القوانين الرادعة في حال إستغلال سلطاته وفرد عضلاته علي أملاك ومؤسسات المحافظة ، بإعتبارها جزء من ممتلكات عائلته أو ورث يجب أن يُورثه لأقاربه وأهله بمجاملاتهم بالتعيين أو الترقي أو منح الأراضي ، فهشام عبدالباسط محافظ المنوفية السابق متهم بتقاضى رشوة بلغت أكثر من 27 مليون جنيه، والتحقيقات كشفت حصول سعاد الخولى نائب محافظة الإسكندرية علي رشوة بمبلغ 20 ألف جنيه ومأكولات تخطت الـ17 ألفا لتقنين أرض بالمخالفة للقانون .

فالكثير من المحافظات أرض " شراقي " لم يروها محافظيها الحاليون بمجهود أو إهتمام حتي إحترقت وبَارَتْ ،وملك الموت (تعديل المحافظين) يجب أن يطول ويقبض أرواحا كثيرة ، ويستبعد من نزع ثياب قسم حفظ الأرض ومصالح الشعب وإحترام الدستور، وترك عورات المحافطة من تعديات وفساد محليات إلي الترهل والغياب الأمني دون الستر ولو بورقة الحياء من المرتب الذي يتقاضاه أو اليمين الذي أقسمه .

لابد ان يراعي التشكيل الجديد الذي ينتظره الملايين ممن يعيشون بلا صرف صحي أو ماء شرب نظيف أو بين فساد المحليات في إختياره المحافظ الذي سيحلق من قرية إلي أخري ومن حي إلي مركز ثم المدينة بسرعة البرق ، وأن تنمو علي وجه السرعة شجرة "لبلاب" قدراته علي التواصل مع المواطنين والوطن لتحسين مستوى معيشة المواطنين، والعناية بمحدودى الدخل، والفئات الأولى بالرعاية، وزيادة كفاءة عمل الحكومة، وتحقيق المزيد من الشفافية، والنزاهة ومكافحة الفساد أينما وُجد، فلابد أن تمتد خيوط الصداقة بينه وبين كل شبر في محافظته .

فالمنصب لا يقبل راغبي الجلوس في المكاتب المكيفة ، ويدعوك إلي وضع ال "صن بلوك " للوقاية من حرارة الشمس الحارقة حيث أنك ستقضي ثلاثة أرباع يومك في الشارع ، كما يتطلب المنصب ترك تحيزاتك السياسية جانيا ، كما أن المنصب هادم للذات فلقاء الزوجة والأولاد بعيد المنال فقد منحك الله مواطنين أهلا وجيرانا لا تعد ولا تحصي –إسمع لمشاكلهم وحلها - كما سيحرمك المنصب من سيجارك المشتعل فلا وقت في تضييع الثواني في شهيق وزفير الدخان .

فالوطن في أمس الحاجة إلي ثواني ودقائق وساعات سيادتك ! طالما قبلت المنصب .