الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الفساد السياسي مطلب جماهيري


لا أحد ينكر أن المناخ السياسى والاقتصادى فى مصر يتحول بإيجابية شديدة الى الأفضل بالرغم من سخط الكثير من الذين لا يريدون استكمال الإصلاحات السياسية والاقتصادية التى بدأها الرئيس عبد الفتاح السيسى، ولو عدنا بالذاكرة الى الوراء قليلا سنجد أن الرجل كان صادقا فى كل كلمة قالها حينما دعاه الشعب المصرى الى النزول للمعترك السياسى وخوض الانتخابات الرئاسية، وقتها لم يدعِ أنه سيكون صاحب العصا السحرية التى ستنقذ البلد فى أسبوع، ولكنه سيكون بمثابة المدير الناجح الذى يضع يده على زمام الأمور فتصبح النتائج إيجابية.

ولو عدنا الى الوراء قليلا سنجد أن الرئيس عبد الفتاح السيسى دعا لإنقاذ مصر عن طريق إنشاء هيئات وطنية، كما دعا المواطنين للعمل من أجل الارتقاء بالوطن والاستيقاظ مبكرا , ذلك لأن الأوطان لا تبنى بالكسل والخمول بل تبنى بالفكر والبحث واستخدام النتائج فى أعمال واقعية تخدم مشاريع قومية قائمة أو ستقوم بفعل إرادة المصريين الذين علموا العالم كيف يكون الصمود .

كما دعا الرئيس لتغيير ثقافة الشعب بداية من الاستيقاظ مبكرا مرورا بإنجاز الأعمال بدقة ومهارة فى أوقات قياسية وانتهاء بتنفيذ حزمة قرارات كلها تصب فى مصلحة الوطن ويتحمل فاتورتها الجميع بدافع الوطنية والانتماء وحب الوطن، ذلك لأن الحياة لا يمكن فيها الأخذ فقط ولكن الحياة عطاء قبل الأخذ، لذلك يجب أن أسأل الجميع من المتشائمين والمماطلين والأفاقين، هل للحياة لذة دون تعب أو اجتهاد ؟!! , وهل الحياة أخذ دون عطاء ؟!!

الإجابة بالطبع لا ذلك لأن العطاء قبل الأخذ هو الذى يعطى للحياة معنى أو طعما, كما يجب أن يتحمل فاتورة البناء الجميع دون استثناء , حتى لو كانت النتائج صعبة فالنتيجة فى النهاية ستبهر العالم حينما ينظرون الى دولة تحولت من دولة كانت آيلة للسقوط الى دولة لا يستطيع أحد أن يسقطها كما سقطت بلدان من قبلها أو بعدها.

إن المحن التى تمر بها مصر الآن هى محن مدروسة لن تقصم ظهرها ولكن هى الدواء المر الذى يشفى الجروح من آلام الماضى , هذه المحن لم تكن محنا مفتعلة أو محنا أتت إلينا دون إرادتنا ولم تكن محنا غير مدروسة أو مفروضة علينا , ولكنها كانت ومازالت بمثابة درجة السلم التى يجب الصعود عليها للوصول والعبور الى بر الأمان .

ولأن مصر تتخلص من الفساد شيئا فشيئا أصبح الأمر صعبا جدا على الفاسدين الذين يسلكون طريق الخطأ على أنه الصواب فرأوا أن ما يحدث فى مصر سيكون بمثابة الشوكة فى حلوقهم , فكانت لهم دعوة من جديد , يدعون الى العودة الى زمن الفساد والفاسدين, لدرجة أنهم يريدون إيهام الناس أن السابق أفضل من الحالى بكل المقاييس من خلال بث الشائعات التى من شأنها إخلال مفاصل الدولة ليعود من جديد مطلب عودة الفساد , فحماقتهم أقنعتهم أنهم يستطيعون تصدير فكرة للعامة مفادها أن الفساد السياسى مطلب جماهيرى لإخلال نظام المجتمع الجديد القائم على إقصاء الخطأ وتقريب الصواب.

ومع ذلك فلا تستطيع هذه القلة المأجورة أن تعود بنا من جديد الى الوراء لأن مفاصل الدولة تكونت على أساس جديد يحمى بقية أعضائها فالجسد يتعافى ويُشفى من أمراض الماضى , ذلك لأن الحياة فى مصر أصبحت تستند الى دعامة من أقوى الدعائم فى بناء الأمم الحية وهى الدستور , الذى أصبح فوق الجميع ولا أحد فوقه, فبات الجميع سواء أمام القانون بداية من رئيس الجمهورية وحتى أصغر مواطن فى مصر , كما أنه بات يضمن حياة كريمة اساسها العدل والمساواة فى الحقوق والواجبات وإن كان يشوب هذه الحياة صعوبات التنقل ناحية المستقبل.

ياسادة ... أهنئكم بعيد ثورة 30 يونيه وأدعوكم للصبر الذى سيكون بعده خير وفير فالقرارات الاقتصادية صعبة ومردودها فى الوقت الحالى صعب للغاية , ولكن لا بديل عن هذه الخيارات حتى نمتلك القوة والعلم ورغيف الخبز وحتى نصل الى الحياة الاجتماعية السليمة القائمة على بنيان سليم لا يستطيع أحد أن يضعفه.

فعاشت مصر حرة مستقلة تدحر أعداءها فى الداخل والخارج .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط