الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مقال يرفع ضغطك بـ 3 ملايين


ربما تُستفز ليرتفع ضغط دمك ، فلا تقلق إنها إختبارات جهاز ضغط " وزارة الإسكان" الذي ترغب الدولة في إرتفاع مؤشره –سعر المتر- حتى أصابه الجنون والتيه – 30 ألف جنيه للمتر- فأصبح ضغط المواطن غير قابل للانخفاض وعجزت الحكومة عن كتابة روشته العلاج .

ولأن [إلتهاب] أسعار العقارات مرض إنتشر بعدوى الحُقن الملوثة التي تضربها الحكومة في أسعار الأراضي والمباني - مثل ناطحات سحاب مدينة العلمين الجديدة التى وصل سعر المتر فيها إلى 30 ألف جنيه – فأصابت – حصالة فلوس- المواطن ب [الإستئصال والبتر]

وعمت الفوضى الأسواق العقارية لدرجة أن باعة حبة [الرمل] وقالب[الطوب] وبودرة [الأسمنت] يحددون سعره حسب بورصة الدولار وليس حسب تكلفة الإنتاج ! كما أن يومية المقاول وأنفاره ترتفع حسب سعر المتر فتجدها في المناطق ذات الأسعار المنخفضة بسعر يرتفع تدريجيا كلما إزداد .

إلا أن صدي صوت إنفجار أسعار العقارات بات لا يفرق بين شبر في العشوائيات وأخر في ضواحي الأثرياء ولا بين بيت باللوح والخشب وبين برج تناطح أدواره الأخيرة السحاب ، فالكل يتأثر بشظايا " دي إن تي " تورم الأسعار بخلايا خبيثة إسمها دخول الدولة علي خط منافسة القطاع الخاص متناسية مقولتها الشهيرة " إننا نراعي محدود الدخل "

حقا سوق العقارات والمضاربة فى الأراضى هو الوحيد المزدهر فى مصر حاليًا وربما مصدر للدخل القومي لا يضاهيه فيه سياحة أو أثار أوتجارة تقليدية أوصناعة ولا حتي قناة السويس ، لذلك يلجأ إليها المواطن "المحلوب" دخله من غلاء الأسعار وإرتفاع الأدوية ودفع الضرائب وخفض الدعم بإعتبارها مشروعات ريعية يكسب منها حتي يقوي علي تقبل وتذوق الإجراءات الإقتصادية اللاذعة ل "تحويشة العمر"

وبدل أن تدخل الدولة لحماية الشعب من جشع تجار العقارات والأراضي لإحداث التوازن المطلوب ، دخلت هي الأخري لمناطحة القطاع الخاص علي إلتهام ما تبقي في جيوب الطبقة المتوسطة وفوق المتوسطة ، ولنا في أسعار المدن الجديدة خير مثال فسعر المتر في دار مصر بالشيخ زايد10300، والقاهرة الجديدة 9800، وفي العاصمة الإدارية 12000 ، وفي العلمين الغرفة ال90 متر في الأبراج الفندقية ب 3 مليون تقريبا .

مأساة أن تبيع الدولة الأرض "أم بلاش" بألاف الجنيهات - في بلد تمثل فيه الأغلبية الكاسحة التماس مع خط الفقر- ولا ننكر طبعا حقها –أي الدولة- في الحصول علي هامش ربح بعد حساب التكلفة الفعلية من دخول مرافق ورصف وطرق وتشييد وبناء ، حقا المواطن يريد من يحنو عليه بسكن ملائم وبسعر مناسب وجودة معقولة !

لقد بات ضروريا عدم رفع أسعار العقارات بهذه الصورة الجنونية حتي لا يصاب سوق العقارات ب "ساعة تروح وساعة تيجي" لكي لا نتعرض لأزمة إقتصادية مثل التى شهدتها دبى وشرق آسيا وكان سببها الرئيسي "التقدير غير المناسب لقيمة العقارات والمبالغات التمويلية لها"
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط