الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خط إنتاج أول..


في فيلم وثائقى أصدرته قناة ألمانية عن الازدهار الاقتصادى الذى يشهده الاقتصاد الصينى بعنوان "رؤية الصين 2025 " كما يطلق عليها الصينيون ، جاءت آراء المواطنين الصينيين فى صالح قرارات الحكومة الصينية ، ولكن ما استرعى انتباهى هو أن الجميع منهم يعلمون أن الترقى من مستوى معيشة لآخر لن يحدث الا بالعمل الدءوب.

فالجميع يعلم أن الاقتصاد فى حالة انتعاش وأن من يعمل بجدية سوف يستمتع وينعم فى حالة من الرغد التى بدأ الجميع يشعر بها فى آخر خمس سنوات من عمر دولة الصين ولكن دون عمل لا ينتظر أحد أى ثمار اصلاح اقتصادى على الاطلاق ، فالدولة تدعم بشكل محدود جدًا طبقة محدودة جدًا من ذوى الاحتياجات الخاصة ، ماعدا ذلك فالعمل هو الطريق الوحيد للرخاء والعيش الكريم.

الجميع يخص اليابان فى تجربتها مع النجاح ووصفها بكوكب شأنها شأن ذاتها ولو على سبيل السخرية لأنها واحدة من آلاف الدول الذى نهضت فى عقود قليلة، والجميع يخص أيضًا الصين فى التهام الأسواق المحلية والعالمية لتجربتها المتفردة فى غزو الأسواق واستغلال القوة البشرية والنمو السكانى كأيد عاملة مثمرة.

تصنع الصين اليوم السيارة والهاتف والكمبيوتر لماركات عالمية ولكن لم تكن تلك هى البداية، فالبداية كانت من المنتجات البسيطة، فمذهب الصين هو تقليل جودة المنتج مع تقليل سعره لضمان رواجه وتفضيله على المنتجات الأخرى من نفس السلعة وضمان شرائه أكثر من مرة لأن بالطبع مع تقليل الجودة ينتقص ذلك من عمر المنتج ولكن مستخدم المنتج راض!

ولكن هناك مذاهب اقتصادية كثيرة قد تتفوق على الصين إذا أتيحت الفرصة لأفكار خارج الصندوق.

ففى ظل الاصلاح الاقتصادى الذى نشهده ، لابد أن تمنع الدولة المصرية من قائمة وارداتها الأشياء البسيطة التى نستطيع أن ننتجها كالممحاة والقلم والقفازات الطبية البلاستيكية ؛ فتلك الأشياء لا نريدها بجودة عالية خاصة اذا كانت منتجات ذات الاستخدام الواحد .

فما السبب الذى يتطلب أن تكون تلك الأشياء المستخدمة لمدة دقائق ولا هى من مكونات سيارة أو هاتف أو حتى دعامات طبية للقلب أن تكون ذات جودة عالية؟ بالطبع نريدها فقط قدر ايفاء الغرض البسيط منها .

فلماذا لا يتم تصنيعها بأيادٍ مصرية حتى وان استعانت المصانع ببعض التقنيات الفنية المطلوبة من الخارج للتصنيع وطرحها بأسعار أقل من قيمتها الواردة بكثير فنوفر من قائمة الواردات الكثير والكثير من الأشياء.
 
لقد رأت الصين أن المواطن مهما اختلفت جنسيته يذهب فى أغلب الأحيان للمنتج معقول الجودة قليل السعر ويشتريه اكثر من مرة فانتهجت ذلك وحققت لشعبها الربح بدراسة متطلبات السوق لكل دولة.

فلماذا لا ننتهج نحن اليوم توفير الموارد المالية والمواد الخام فى صناعة أشياء بسيطة توفر فرص عمل وتخفف عن كاهل الدولة كخط انتاج أول يتبعه بعد ذلك خطوط انتاج السلع الأهم والدقيقة والمستلزمات الطبية الجراحية والهندسية والمعمارية؟.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط