أكد عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن قمة بكين 2018 لمنتدى التعاون الصين - أفريقيا، التي تحظى باهتمام عالمي غير مسبوق من شأنها رفع الشراكة التعاونية الاستراتيجية الشاملة بين الجانبين إلى مستوى عال جديد.
جاء ذلك في مقال ممهور بتوقيع وزير الخارجية الصيني نشرته صحيفة "الشعب اليومية" الصينية اليوم /الأحد/ في نسختها الصادرة باللغة الإنجليزية.
وقال وانغ يي: إن القمة المقرر انعقادها يومي 3 و4 سبتمبر الجاري في بكين ستكون حدثا تاريخيا للصين وأفريقيا لتعميق الصداقة التقليدية وتعزيز التعاون الاستراتيجي بينهما.. مشددا على أن الرئيس الصيني شي جين بينج يمارس وينفذ بإخلاص ما دعا إليه في زياراته الأربع لأفريقيا واجتماعاته مع حوالي 140 من القادة الأفارقة في مناسبات مختلفة خلال السنوات الخمس الماضية.
وأضاف: أن الرئيس الصيني اختار أفريقيا مرتين لتكون الوجهة الأولى لزياراته الأجنبية عندما تولى منصبه وعندما أعيد انتخابه رئيسا للصين، ما يشير إلى أن تعزيز التعاون الودي الصيني-الأفريقي كان خيارا استراتيجيا لا يتزعزع للدبلوماسية الصينية.
وتابع وانغ يي : أنه منذ قمة منتدى التعاون الصين - أفريقيا في جوهانسبرج قبل ثلاث سنوات، نفذت الصين وأفريقيا مخرجات القمة وكثفا التعاون الثنائي في كل المجالات، ما أسهم في ترجمة العلاقات الثنائية إلى تنمية سريعة المسار.
وأشار وزير الخارجية الصيني إلى أن الصين وأفريقيا شهدتا تبادلات سياسية متكررة بشكل متزايد، وأنهما يؤيدان بعضهما البعض فيما يتعلق بمسار التنمية الذي اختاره كل منهما بشكل مستقل.
ولفت إلى أنه خلال السنوات الثلاث الماضية، زار 27 من زعماء الحزب الحاكم وكبار مسؤولي الدولة الصينيين أفريقيا فيما قام 30 من رؤساء الدول والحكومات الأفريقية بزيارات أو حضروا اجتماعات في الصين إضافة إلى قيام 7 من رؤساء الهيئات التشريعية و9 نواب للرئيس أو نواب رئيس وزراء من أفريقيا بزيارة الصين.
ونوه وانغ يي بأن 24 شراكة بينها شراكة تعاونية استراتيجية شاملة، أقيمت بين الصين والدول الأعضاء في منتدى الصين-أفريقيا فيما انضمت جامبيا وسان تومي وبرينسيبي وبوركينا فاسو مؤخرا إلى المجتمع الصيني الأفريقي باستئنافهم العلاقات الدبلوماسية مع الصين.
وقال وانغ يي: "إن الصين وأفريقيا تعملان باستمرار على تحسين نوعية وكفاءة التعاون التجاري والاقتصادي الثنائي من خلال تحويل تعاونهما من تعاون مدعوم وموجه من الحكومات إلى تعاون مرتبط بالسوق".
وأشاد بالتبادلات الثقافية الأكثر تنوعا بين الحضارات الصينية والأفريقية، لاسيما مهرجان الشباب الصيني الأفريقي ومنتدى الفكر الصيني الأفريقي، ومنتدى التعاون الإعلامي بين الصين وأفريقيا، وبرنامج البحث والتبادل المشترك بين الصين وأفريقيا، والحوار رفيع المستوى بين الصين وفريقيا بشأن مكافحة الفقر من أجل الرخاء المشترك.
ولفت وانغ يي إلى أنه في السنوات الثلاث الماضية، قدمت الصين أكثر من 20 ألف منحة دراسية حكومية فضلا عن أنه في كل عام كان هناك أكثر من مليون سائح صيني يزورون أفريقيا، حيث توجد 30 دولة أفريقية على قائمة الوجهات الخارجية للسياح الصينيين.
وشدد وانغ يي على أنه في مواجهة التغيرات في الوضع الدولي والتحديات العالمية المختلفة، عزز الجانبان التنسيق في الشؤون الدولية لاسيما فيما يتعلق بإصلاح الأمم المتحدة وتغير المناخ ومكافحة الإرهاب وانتخابات المنظمات الدولية.
وخلص عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني إلى أن مصائر أكثر من مليار و300 مليون صيني ومليار و200 مليون أفريقي مرتبطة بشكل وثيق ما يشير إلى أن الجانبين سيستغلان فرصة انعقاد قمة بكين لبناء مجتمع صيني أفريقي أكثر قوة بمستقبل مشترك والانطلاق في رحلة جديدة من التضامن والتعاون الأقوى بينهما.