واحدة من حرائر مصر!

جمعة حرائر مصر كلها رجال.. ولا غرابة فى هذا بالمرة.. هم رجال يغضبون على هتك عرض مصر.. وهم رجال لأن المرأة هى الأم، وهى الأخت، وهى الزوجة.. واللاتى شاركن أيضًا «رجال».. هناك نساء بألف رجل.. لكن هل تراجع حضور النساء، فى جمعة الحرائر، يعنى عدم الرضا عن بعض الحرائر؟.. هل يعنى أن فى مصر حرائر وإماااء؟.. هل المرأة تحتاج إلى وعى بحقوقها؟!
السؤال بطريقة أخرى: هل المرأة المصرية ترفض استخدامها فى أحداث وقيعة؟.. هل قررت أن تخرج إلى العباسية، ولا تخرج إلى التحرير؟.. هل النساء فى التحرير حرائر، وفى العباسية والبيوت إماء؟.. ما معنى ألا تخرج المرأة، بنسبة وجودها فى المجتمع، رافضة إهانة السحل والهتك، وطالبة رد الشرف؟.. هل هناك وعى بأن من يستخدمها يريدها أداة فقط؟!
بداية، لا أحد مع إهانة مصرى - رجلاً أو امرأة - ولا أحد يقبل سحل مواطن مصرى، ولا يتصور ولا ينبغى السكوت على ما حدث.. ولابد أن تكون المحاكمة هى الحد الأدنى.. أيضاً لا أتصور أن الفعلة النكراء تمت بتعليمات، أو أنها عقيدة لدى الجيش.. ولا يعتبر ما جرى دليلاً على سوء تصرف وقيادة المجلس العسكرى.. هناك أدلة أخرى، ليست هذه واحدة منها بالطبع!
لا أعرف متى ينتهى صراع الميادين.. كيف تحولت مصر إلى تحرير وعباسية؟.. التحرير ثائر والعباسية مطافئ.. التحرير يهتف: «المحاكمة المحاكمة.. العصابة لسه حاكمة».. «الشعب يريد إسقاط المشير» و«إحنا الشعب الخط الأحمر».. وإن كنت لا أختلف مع مقولة "الشعب خط أحمر".. ولا عاش ولا كان من يهين مصرياً.. لكن هل هى واقعة فردية، أم عقيدة قتالية من قواعد الاشتباك؟!
هناك نكات تملأ الإنترنت.. يتندر أصحابها على ثوار العباسية، كلام من نوعية «يا عسكرى يا بو بندقية تعال اضرب البنت ديه».. «يللا يا مجلس شد الهمة.. اضرب اسحل عرى بذمة».. «يا تقلعنا زيهم.. يا هننضم فى صفهم».. «جيش.. حربية.. مصرية متعرية».. «إدينى رصاصة بسرعة.. أرجوك محتاجة الجرعة».. جائز مقبول فى إطار التنكيت، لكنه فى الواقع يدمر مصر!
المرأة المصرية تعرف أنها مصونة.. وتعرف أنها حرة فى وطن حر.. ثارت أو التزمت بيتها.. فليس الحرائر هن اللاتى فى التحرير أو العباسية.. المرأة المصرية لم تخرج حتى الآن.. بدليل أنه لا تمثيل لها فى البرلمان.. لا قبل الثورة ولا بعد الثورة.. اللاتى كن يمارسن السياسة، قبل الثورة «خَرْج بيوت».. واللاتى يمارسن الصمت الآن «هوانم وحرائر».. ومن المثير أن المرأة تختاره رجلاً!
كل سيدات مصر حرائر.. سواء خرجن ثائرات أو لم يخرجن.. وهناك نساء بألف رجل.. عندك مثلاً تهانى الجبالى.. لا يزايد عليها أحد.. قبل الثورة أو بعد الثورة.. راجعوا كلامها مع معتز الدمرداش.. «كلام من ذهب».. هناك فرق بين العمل الفردى وبين عقيدة الجيش.. بين سلوك فرد، وأوامر المجلس العسكرى.. وتعرف الفرق بين شرف الحرائر، واستغلال الحرائر لإسقاط مصر!
تهانى الجبالى واحدة من الحرائر.. دافعت عن المرأة زمان.. واليوم تدافع عنها أيضاً.. تخشى أن يستغلها أحد، باسم شرف الحرائر.. المرأة المصرية لا تحتاج جمعة لرد شرفها، وإنما تحتاج ألف جمعة لتوعيتها بحقوقها.. وأولها ألا يستغلها أحد، ولا يتاجر باسمها فى الميادين.. ألف جمعة تقطع يد من يجرح شرفها، ومن يبيعها فى سوق النخاسة.. على السواء!