من أفندينا إلى وزيرة السياحة: إنتي جاية إشتغلي إيه ؟

فالرجل لم يكن سارقا ولا فاسدا ولا منحرفا وقام ببناء مصر بمستوى غير مسبوق وفي عهده تحولت القاهرة الى أجمل عواصم العالم تضاهي لندن وباريس في الجمال والروعة .. وقام بتشييد الكثير من القصور والحدائق والمراكز الثقافية وأهمها المتحف المصري الذي يضم أكثر من 16 الف قطعة أثرية وكان يعتبر وقتها من أفضل المتاحف في العالم والأفضل في عرض الآثار المصرية وأيضا أسس دار الأوبرا التي إحترقت في بداية الخمسينيات من القرن الماضي ..

 
وها هو المتحف المصري بالتحرير يشهد على ذلك .. وفي عهده وبسبب إستثماراته الضخمة بدأت صناعة السياحة في مصر تزدهر وهو الذي أنشأ حديقة الحيوان وحدائق القناطر الخيرية والأزبكية وغيرها من المعالم التي إشتهرت بها القاهرة في وقتها .. ومن إبداعات الخديو إسماعيل أيضا وفي رحاب أهرامات الجيزة كانت له إستراحة عبارة عن مبنى صغير غاية في الجمال والابداع الزخرفي هذا المبنى الصغير صاحب الطلالة الفريدة على أهرامات مصر له تاريخ في قلب التاريخ ..

المينا هاوس حاليا وكان اسمه (إستراحة الخديو إسماعيل) .. وتاريخ إنشاؤه هو 1869 م .. كانت هذه مقدمة للخبر الذي طالعته من أيام وهو أن مجلة التايم الأمريكية والتي تقوم كل عام باختيار 100 مزار عالمي ضمن الأفضل على مستوى العالم إختارت (فندق مينا هاوس) حاليا والذي كان عند إنشائه ( إسترااحة الخديو إسماعيل) إختارته مجلة التايمز الأمريكية أفضلها الي أفضل وأحسن مزار سياحي في العالم نعم هو الأفضل كفندق أيضا وباقي القائمة مزارات أثرية وشواطيئ .. 

نعم مجلة التايم الأمريكية إختارت فندقا تاريخيا مصريا من أفضل الأماكن الي يمكن زيارتها على مستوى العالم في عام 2018 وذكرت المجلة أن الكثير من الفنادق على مستوى العالم تطل على البحار وهو أفضل ما يميزها في حين أن فندق مينا هاوس يتميز بإطلالته على أهرامات الجيزة وهي إحدى عجائب الدنيا السبع وتستند مجلة التايم الأمريكية في تصنيفها على ترشيحات المتخصصين في الأماكن السياحية على مستوى العالم وهو ما يسلط الضوء على جوهرة سياحية تمتلكها مصر صاحبة التاريخ والحضارة ..

 
والمينا هاوس يرتبط اسمه بالأحداث الهامة التي ينتج عنها قرارات مصيرية بسبب مكانته الفريدة من المشهد الذي يطل عليه بمنظر الأهرامات .. نعم إختيار مجلة التايم الأمريكية له كأفضل مزار سياحي في العالم يجب أن يدفع حركة السياحة المصرية الى الأمام ويخرجها من عثرتها التي مرت بها منذ 2011 والوضع بدأ في التحسن ولكن ليس بالشكل المطلوب والذي تستحقه مصر التي تمتلك ثلثي أثار العالم وأكثر وسواحلها وبحارها ومناخها .. وهنا يحضرني سؤال يطرح آثار ..

أين دور وزارة السياحة في الترويج لما تمتلكه مصر من مقومات تجعلها الأولى على مستوى العالم في معدلات تدفق السياحة والسائحين من مختلف دول العالم .. ومن الأخبار الغريبة أن وزارة السياحة كانت متعاقدة مع إحدى شركات الدعاية (jwt) والتي كلفت خزانة الدولة ملايين الدولارات بدون أي عائد يذكر ..

الشركة تعاقدت مع وزارة السياحة للترويج للسياحة الى مصر في الخارج لجذب السائحين الى مصر وأظنها لم تفعل ولم تجذب أي سائح من الخارج .. ولا ننسى أن الأخبار الإيجابية عن مصر وآثارها لا تستخدمها وزارة السياحة للترويج والتنشيط السياحي في الخارج .. مثل هذا الخبر الخاص بمجلة التايم الأمريكية التي إختارت مبنى تاريخيا أو فندقا له إطلالة على أهرامات مصر كأفضل مزار سياحي في العالم .. أين أنتِ يا وزارة السياحة .. رحم الله الخديو إسماعيل الذي أسس مصر الحديثة وترك معالم نفخر بها ونعتز بها رغم أن مكر التاريخ لم يرحمه .. والله المستعان