الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ابن النيل


تمر هذه الأيام الذكرى السنوية رقم 25 لوفاة الموسيقار بليغ حمدي (ابن النيل) الذي توفى في 12 سبتمبر 1993 بعد صراع مع مرض الكبد.
ولد بليغ حمدي في حي شبرا بالقاهرة في 7 أكتوبر 1931، أتقن العزف على آلة العود وهو في التاسعة من عمره، وفي سن الثانية عشر حاول الالتحاق بمعهد فؤاد الأول للموسيقي إلا أن سنه الصغير حال دون ذلك، إلتحق بمدرسة شبرا الثانوية، في الوقت الذي كان يدرس فيه أصول الموسيقى في مدرسة عبد الحفيظ إمام للموسيقى الشرقية، ثم تتلمذ بعد ذلك على يد (درويش الحريري( وتعرف من خلاله على الموشحات العربية، إلتحق بليغ بكلية الحقوق وفي نفس الوقت إلتحق بشكل أكاديمي بمعهد فؤاد الأول للموسيقي (معهد الموسيقى العربية حاليا).
ولن أحدثكم عن عبقرية هذا الملحن الفذ، حيث أن غزارة إنتاجه و تنوع أعماله وتميز أسلوبه خير دليل على ذلك، ولكني سأحدثكم فقط عن (مصر)، مصر التي عاشت في قلب بليغ حتى لحظاته الأخيرة.
فقد عُرف عن بليغ حمدي حبه الشديد لمصر، فهو من أكثر الموسيقيين تلحينا لمصر وفي حب مصر، كما كتب وغني بعض الأغاني الوطنية بنفسه ومنها) عدى النهار (والتي قدمها بعد حرب 67 وأصبحت رمزا لمرحلة النكسة، كما أصبحت أغنيه (علي الربابة بغني) لزوجته وحبيبته الفنانه وردة رمزًا لحرب أكتوبر المجيدة ومرحلة العبور، كما قدم لمصر (البندقية اتكلمت، لو عديت، عبرنا الهزيمة، فدائي، بسم الله، عاش اللي قال) وتُعد أشهر أغانيه الوطنية علي الإطلاق هي أغنيه (ياحبيبتي يامصر) للفنانه الكبيرة شادية.
وقد قام بليغ بكتابة بعض كلمات أغانيه تحت اسم مستعار هو (ابن النيل)، ويذكر المهتمون بسيرة بليغ حمدي أنه في أثناء حرب أكتوبر 1973 ذهب وزوجته الفنانة وردة إ لى مبنى الإذاعة والتلفزيون ومُنع من دخول المبنى نظرا لظروف الحرب حيث لم يكن مسموحا بالدخول لغير العاملين بالمبنى، فما كان من بليغ إلا الاتصال تليفونيا بصديقه الإذاعي الكبير (وجدي الحكيم (قائلا له (هعملك محضر في القسم يا وجدي عشان مش عاوز تخليني ادخل أعمل أغنية لبلدي) وتم السماح لبليغ بالدخول بعد ما كتب تعهدًا على نفسه بتحمل أجور جميع الموسيقيين حيث لا توجد ميزانية لتسجيل أغاني النصر، وبالفعل تم تسجيل أغنيتي (علي الربابة بغني) و (بسم الله).
رحل بليغ حمدي عن مصر بعد إتهامه في حادث انتحار المطربة المغربية الصاعدة سميرة مليان عام 1984، حيث وقعت هذه الحادثة في منزله، الذي كان بمثابة ملتقى أهل الفن الكبار منهم والصغار، بعد أن ترك المدعوين في منزله وذهب للنوم، حيث لقت حتفها أثر سقوطها من شرفة شقته بالزمالك، وقد أخذ حكما قضائيا غيابيًا بسنة سجن مع الشُغل، وفي عام 1989 تمت تبرئة بليغ من هذه القضية، حيث قدم القاضي (عمرو المرواني) مذكرة للنائب العام يطلب فيها إعادة النظر في هذا الحُكم الذي أصدره هو بنفسه بعدما تأكد من براءة بليغ حمدي، ولكن للأسف الشديد خلال هذه الفترة (فترة الاغتراب عن الوطن) نال المرض والتعب من بليغ حتى توفاه الله، ويكفي أن نقول أن بليغ حمدي عاش ومات في حُب مصر ..... دُمتم بحب وفن.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط