الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أهرامات الجميزة


يتوجه وزير الآثار الأسبوع القادم إلي قرية كوم النور للإعلان في مؤتمر عالمي عن الكشف الأثري الجديد الذي نجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة في موقع الجميزة بجوار الصينية المؤدية إلي مداخل ومخارج القرية،في الكشف عن أهرامات الجميزة والتي تعتبر أكبر أهرامات القمامة طولا وإرتفاعا، فجوانبها مكونة من العظام الحيوانية والبقايا النباتية ومخلفات الطيور،ويتوسطها تابوت مُرصّع ببقايا الطعام العفن ذي غطاء مبطن بالبامبرز المطلي باللون الذهبي أو المبلل،وبداخلها مومياء سليمة من أقراص الروث المجمدة الملفوفة بالبلاستيك، والمحاطة بهياكل وريش الطيور والطماطم والخيار والكوسة "المفعّصة" والكراتين والخردة والكانزات والصفيح والخشب.

يعتقد كثير من الناس أن عظمة الهرم المُكتشف تكمن في طريقة بنائه،وفي الواقع إن لحديثهم هذا جانبًا من الصحة،إلا أن الإعجاز الحقيقي هو في الرائحة الكريهة المنبعثة منه والتي تشمها علي بعد أمتار- لذا ننصح الوزير والزائرين بإرتداء كمامة الفم والأنف- وكذلك حديقة الحيوانات التي يجذبها هرم القمامة من قطط وكلاب وفئران وعرس وسحالي وأبراص وربما ثعابين وأفاعي.

وكل هذا تعلوه تجمعات من أسراب الذباب والناموس والهاموش التي تشكل الأوبرا المصرية لموسيقي الزن التي تُلهب الأذن الوسطي، كما أن اللغز الأكبر عندما تكتشف أن بناته ليسوا القدماء المصريين [إنما] فراعنة الوحدة المحلية، والأعجب أن هذه الأهرام لا تعود إلي العصر الحجري [ بل] إلي العصر الحديث -القرن الحادي والعشرين.

وربما من باب الإستخفاف والإسقاط والتهويل من تراكم مشكلة القمامة،أن نطالب وزير الآثار أن يعلن عنها ككشف أثري ومزار سياحي كأسوأ أثر في تاريخ البشرية،فالأثر أثر ولو كان قبيحا، وربما ما يساعد الوزير علي الترويج لهذا الأثر قرب التشابه اللغوي،حيث أن أهرامات [الجميزة] لا تختلف عن أهرامات [الجيزة] سوي بزيادة حرف الميم ، بينما الفارق الحضاري كبير فأهرامات الجيزة حضارة [أما] أهرامات الجميزة قذارة.

ربما كوم النور ترغب فى المستقبل القريب أن تصبح أكثر أهمية بإستقطاب رحلات سياحية من كل أنحاء العالم لزيارة أهرامات الجميزة، وإلتقاط صور تذكارية من فراعنة الوحدة المحلية بالقرية بناة أهرامات الزبالة في - القرن الحادي والعشرين.

لكن هذه القرية لا تختلف أحوالها عن باقي قري الجمهورية،فتتراكم القمامة في أرجائها ،ويحتل الذباب والناموس مساكنها،وتسير الفئران والسحالي والعرس في شوارعها، محلات وتكاتك وموتوسيكلات ومصانع وعيادات طبية غير مرخصة ،وسائل نقل تشبه نعوش الموتي، الأرض غير ممهدة ومحزمة بطريق الموت فالطريق حارة واحدة "رايح جاي"وتنكشف عورات طرقها مع هطول الأمطار فتتراكم المياه وتتجمع مستنقعات الطين،ما يمنع الأهالي من الذهاب إلى عملهم. وووووو

ربما لا أعرف لماذا لا تشعر الوحدات المحلية بالعار من وجود قواعد لأهرامات القمامة على أراضها؟ ولماذا لا تمنع الأهالي من زيادة عددها ؟ وما المانع لديها لمد يد التعاون مع المجتمع المدني؟ ولماذا لا تطبق قانون مخالفة إلقاء القمامة في الشارع؟ ولماذا لا تفرض الغرامات التي يحددها القانون علي المخالف؟

دعونا جميعا ننضم – أفراد وجمعيات ومجتمع مدني- كأعضاء في منظمة نسميها "متحدون ضد أهرامات القمامة" للقضاء علي هذه الظاهرة في قرانا ومدننا، لكي نلغي برنامج تخصيب القمامة الذي تجري أبحاثه الوحدات المحلية والذي تساعد إنبعاثاته علي إبادة سكان القرية بإمراضهم.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط