الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف تورطت تركيا وقطر والإخوان في قضية اختفاء جمال خاشقجي؟ مستشار أردوغان يعترف: الدولة العميقة وراء حملة الأكاذيب المضللة.. 3 أسماء مشبوهة في المسرحية الإعلامية.. ومصادر تكشف أسباب تضارب الروايات

جمال خاشقجي
جمال خاشقجي

  • الصحف السعودية تنتفض دفاعًا عن المملكة في قضية جمال خاشقجي:
  • 3 شخصيات فبركت شائعات حول اختفاء جمال خاشقجي.. ودور مهم لـ قطر والإخوان
  • مصادر للـ"شرق الأوسط": الروايات المتضاربة سببها ارتباك في صفوف الدولة العميقة التركية ومواليها
  •  مستشار أردوغان يعترف: الدولة العميقة وراء حملة الأكاذيب المضللة.. ونحن لا نتهم السعودية

على مدار الأسبوع الماضي، عكف الإعلام التركي والقطري والإخواني على شن حملة غير مسبوقة على المملكة العربية السعودية بسبب قضية اختفاء الكاتب السعودي جمال خاشقجي بعد زيارته القنصلية السعودية في إسطنبول لإنهاء بعض الأوراق الشخصية كأي مواطن سعودي.

ورغم حرص القيادة السعودية وعلى رأسها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وفريق التحقيق المسئول عن تلك القضية، إضافة إلى طاقم السفارة السعودية في إسطنبول، على التعامل مع اختفاء خاشقجي، برزانة دبلوماسية ليست بالغريبة على المملكة، وذلك في وجه حملة الأكاذيب المضللة التي يقودها إعلام تركيا والإخوان وقطر، إلا أن الصحف السعودية وطيلة اليومين الماضيين لم تقف صامتة أمام تلك الحملة وشرح دوافعها وأسبابها.

فحرصت صحيفة "عكاظ" السعودية على وصف خاشقجي بـ"المواطن السعودي"، مؤكدةً أن وسائل الإعلام القطرية شرعت في خلق افتراضات وتحليلات واهية حول قضية اختفائه ولم تقدم ربع الحقيقة، متسائلة: "لكن لماذا سارعت الجزيرة ومرتزقتها إلى حذف عشرات التغريدات المنتشرة كالذباب في تويتر، المرتبطة باختفاء خاشقجي وأحيانًا بمقتله كما يقولون؟".

وأكدت الصحيفة أن قضية اختفائه وراءها قصة استخباراتية كلمة سرها هي خطيبته المزعومة، خديجة، ومن هم على علاقة بهم من توكل كرمان وأيمن نور وقطريين، وفي تفاصيل الحكاية مسرحية هزلية، تركيا ليست في منأى عنها.

وقالت مصادر مطلعة لصحيفة "الشرق الأوسط" إن" كل السيناريوهات المختلقة التي يجري تداولها لا تستند إلى أدلة، وهناك ارتباك في صفوف الجهات التي تحاول استغلال واقعة الاختفاء لاستهداف المملكة، خصوصًا أنها تنسج يوميًا روايات متضاربة، تارة عن خطف خاشقجي ونقله إلى المملكة، وتارة أخرى عن سيناريو مقتله المزعوم في القنصلية".

وأضافت المصادر: "رغم تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن توقعاته الإيجابية فيما يخص القضية، ثم تصريحات مستشاره الذي أشار بإصبع الاتهام إلى طرف ثالث رجّح أن يكون الدولة العميقة في تركيا، فإن جهات معادية للسعودية اعتبرت ما جرى مناسبة للنيل من المملكة فاستبقت النتائج وراحت تختلق اتهامات متناقضة لا تصمد أمام أبسط تمحيص منطقي ولا سند لها من الواقع".

وتحت عنوان "اختفاء جمال خاشقجي.. مسرحية إعلامية وخداع وفوضى يمارسها الإعلام القطري"، قالت صحيفة "سبق": "منذ بداية حادثة الاختفاء، وفي حين لا تزال ملابسات القضية غامضة، وحتى قبل إعلان الأجهزة الأمنية التركية عنها رسميًا؛ تفاجأ العالم ووسائل الإعلام الدولية والسلطات التركية، بكمّ المعلومات والاستنتاجات المهولة التي أغرقنا بها الإعلام القطري الإخواني؛ كتقارير الخطف، والقتل، والتنكيل، والتعذيب، والتهريب، والتحليلات الخاطئة، ثم اتخاذها ذريعة لشنّ حملة منظمة ضد السعودية وقيادتها الشابة، وإصلاحاتها وخططها التنموية الطموحة".

وأضافت الصحيفة: "كشفت هذه الحادثة بوضوح، أن الإعلام المعادي للمملكة ذا الملامح الإخوانية والقطرية؛ هو أكبر الأعداء وأكثرهم شراسة وقذارة، ولن يتوانَ عن ضخ الأكاذيب واستخدام الوسائل "الدنيئة" لطرح المزاعم ونشر الروايات الصفراء عن المملكة قيادة وكيانًا وشعبًا؛ مستخدمًا الأقلام المأجورة وافتراءات المرتزقة وإعلاميين مضللين، والمتلونين للوصول إلى أهداف سوداء، يسعون من خلالها لتفكيك اللحمة الوطنية السعودية الداخلية، والتأثير في النسيج الاجتماعي السعودي، وإثارة البلبلة، وتخريب علاقات المملكة بالدول الشقيقة والصديقة بافتعال الأزمات والمشاكل".

وأفردت "الرياض" تقريرًا مطولًا بعنوان "حادثة خاشقجي.. هل يفعلها الإخوان؟!" رجحت فيه أن أصابع الاتهام ستوجه إلى الدولة العميقة في تركيا، ونقلت عن مستشار أردوغان، ياسين أقطاي على قناة عزمي بشارة "التليفزيون العربي" قوله: "نحن لا نتهم الدولة السعودية في قضية المواطن السعودي جمال خاشقجي وقد يكون العمل من أفراد من الدولة العميقة في تركيا ومذيع القناة بالتالي يقاطعه وينهي البرنامج!".

وعلقت الصحيفة على هذا التصريح بالقول: "وإن كانت سلوكيات وردود أفعال رموز تحالف الدولة العميقة من تنظيم الإخوان وتغريداتهم ووسائل إعلامهم قد كشفتهم إلا أن السؤال الذي نحاول الإجابة عنه: هل يفعلها الإخوان فعلًا أو تفعلها الدولة العميقة؟! ليس من منطلق أمني بحت فالموضوع هو مسئولية الجهات الأمنية وما زال العمل جاريًا على كشف ملابسات الحقيقة حتى الآن".

ونقلت "الشرق الأوسط" عن مصدر دبلوماسي رفيع المستوى، قوله: "حملة الاتهامات المختلقة ضد السعودية يمكن أن نضعها في سياق محاولة استهداف ورش التطوير التي تشهدها المملكة اقتصاديًا واجتماعيًا، بعدما فشلت الأطراف المتضررة من هذه التحولات في تعطيلها بطرق أخرى أنفقت عليها مليارات الدولارات".

ولم يستبعد المصدر الدبلوماسي "لجوء هذه الأطراف، التي يحفل تاريخها بالمؤامرات والاغتيالات، إلى أفعال متهورة لمحاولة النيل من السعودية وإلصاق التهم بها"، مضيفًا: "تنظيم الإخوان الإرهابي ومن يقفون خلفه في أضعف حالاتهم الآن، خصوصًا بعد تراجع مشروعهم في المنطقة والخسائر التي تكبدوها في دول عدة بعد فورة الربيع العربي، وقد استنفرت هذه الأطراف الشبكات المرتبطة بها في المنطقة وخارجها، ولا سيما في المنابر الإعلامية، لتوظيف ما جرى في النيل من المملكة".

غير أنه أشار إلى أن هذه الأطراف، وعلى رأسها قطر والتنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية ومنابرهما الإعلامية، قائلًا "فقدت أي مصداقية لدى الرأي العام في المنطقة وخارجها، خصوصًا بعد الأدوار المشبوهة التي لعبتها خلال الربيع العربي منذ عام 2011، ولم تعد أكاذيبها تنطلي على أحد سوى جمهورها المعتاد".

وأفردت "العربية نت" تقريرًا نشرت فيه أسماء 3 شخصيات رئيسية تصدرت المشهد الإعلامي، وأسهمت بشكل مكثف في تضخيم الرواية المزعومة حول خاشقجي، مشيرةً إلى أن الاسم الأول الذي أثار الشكوك هو خديجة جنكيز، التي ظهرت علاقاتها الواضحة بقطر كما نفت عائلة خاشقجي معرفتها بوجود خطيبة للصحفي المفقود، ولم تسمع بأمر تلك المرأة، في أي مناسبة أو اتصال مع جمال.

أما الشخص الثاني فهو توران كشلاكجي، الذي يتهافت على وسائل الإعلام مدعيًا أنه "شاهد عيان" على الواقعة التي يكتنفها الغموض.

وعلى الرغم من كونه موظفًا سابقًا في وكالة إخبارية بارزة في تركيا، وكان يعرف نفسه كصحفي، إلا أن توران بدا وكأنه ناشط أكثر منه إعلامي، حيث يخيم توران خارج القنصلية السعودية في اسطنبول منذ اختفاء خاشقجي ويتولى تحريك احتجاجات ضد السلطات السعودية هناك.

الشخصية الثالثة التي لعبت دورا رئيسيا في ترويج الأخبار المغلوطة والشائعات المغرضة حول واقعة اختفاء خاشقجي، هو مراسل الجزيرة جمال الشيال، الذي ظهر في مقطع فيديو في لندن خلال زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وكان يصرخ بأسئلة بصوت عال أثناء خروج ولي العهد السعودي من السيارة، وتم تجاهله.

كما ظهر في صور يرفع علامة "رابعة" الإخوانية، وتبين أنه يعمل مديرًا لموقع أخبار عربي جديد، بتمويل قطري، ويشرف عليه الإخوان في الدوحة، وفي لندن ويديره السياسي الفلسطيني عزمي بشارة، مستشار أمير قطر.

أما والد الشيال فهو شخصية بارزة في جماعة الإخوان الذين يعملون مع أمير قطر تميم بن حمد.