ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، اليوم كلمة فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الذي يحمل عنوان "أسبوع القاهرة الأول للمياه"، والذي يعقد تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، خلال الفترة من 14 إلى 18 أكتوبر الجارى، بحضور وكيل الأمين العام للشئون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة، ورؤساء الوفود من مختلف الدول، وممثلى المنظمات الدولية والاقليمية.
وفى بداية كلمته، أعرب الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء عن سعادته بالمشاركة فى المؤتمر، ونقل تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وتمنياته بالتوفيق والنجاح لجلسات المؤتمر.
وأشار رئيس الوزراء إلى دور المؤتمر فى دعم وتعزيز أوجه التعاون بين الدول المشاركة، فيما يتعلق بتبادل الرؤى المستقبلية ورفع الوعي بقضايا المياه وتشجيع الأفكار الجديدة لمواجهة التحديات المتعلقة بالمياه، واتخاذ الخطوات اللازمة نحو الإدارة المتكاملة للموارد المائية والمحافظة عليها، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بما يلبي احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال المقبلة على تلبية احتياجاتها الخاصة.
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي، أنه لا يخفى على أحد ما تعانيه دول العالم النامي، وخاصةً أفريقيا، من الفقر ونقص معدلات التنمية، وتدهور حالة الأحواض المائية وتردي نوعيتها ونقص إمدادات مياه الشرب ونقص الكهرباء والطاقة وعدم امتلاك القدرات التقنية اللازمة لإنتاج تكنولوجيات حديثة، مشيرًا إلى أن هناك العديد من التحديات الإنمائية الجسيمة التي يواجهها العالم خلال القرن الحالي، تتمثل فى الحصول على مياه شرب آمنة وخدمات صرف صحي للجميع، ومدن صالحة للعيش فيها، وتحقيق الأمن الغذائي، وأمن الطاقة، بالاضافة إلى توفير فرص العمل من خلال رفع معدلات النمو الاقتصادي، وبناء أنظمة إيكولوجية سليمة، مؤكدًا على أنه لن يكون بمقدور العالم التصدي لهذه التحديات إلا إذا تمكن من تحسين طرق إدارة الموارد الطبيعية.
تابع رئيس الوزراء إلى أنه فى ظل تفاقم الضغوط التي تتعرض لها الموارد الطبيعية مع زيادة تعداد السكان وارتفاع معدلات النمو الاقتصادي، فضلًا عن تزايد الآثار السلبية للتغيرات المناخية، فإن الأمر يستدعي قيام الدول بالمناطق التي تعاني من مشاكل بأنظمتها المائية إلى التخطيط الجيد المستدام لمواردها المائية وبشكل استراتيجي، وكذا مراجعة سياستها المائية لضمان الاستخدام الأمثل لكل قطرة مياه.
وأكد مدبولى أن مصر الجديدة تتبنى نهج التعاون والتنسيق والتكامل في إطار سعيها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وخاصة في محور المياه، والذي يعتبر من أهم ركائز الأمن القومي وأهم عناصر التنمية بالدولة، حيث ترتبط خطط التنمية الشاملة في جميع المجالات بمدى توافر الموارد المائية اللازمة لتنفيذ هذه الخطط، موضحًا أنه ومن هذا المنطلق وضعت الحكومة برنامج عملها خلال الفترة المقبلة مرتكزًا على ثلاثة محاور أساسية لتحقيق الأمن المائي الأول محور تنمية الموارد المائية من مصادرها المختلفة، والثاني محور ترشيد استخدامات المياه ورفع كفاءة البنية التحتية للري والصرف، والثالث محور دعم التعاون مع دول الجوار لتحقيق أقصي استفادة ممكنة من الموارد المائية.
وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى أن حكومة جمهورية مصر العربية تعمل جاهدة على تحقيق رؤية مصر 2030 وإحراز تقدم ملموس في تحقيق الأهداف الأممية للتنمية المستدامة، من خلال التحول لاقتصاد السوق المنتظم والذي يتميز باستقرار أوضاع الاقتصاد الكلي والقادر على تحقيق النمو المستدام بما يمتلكه من قدرة على التنافسية والتنوع والاعتماد على المعرفة، وبما يمكن الاقتصاد المصري من المشاركة بفاعلية في الاقتصاد العالمي والقدرة على التكيف مع المتغيرات العالمية.
كما أكد رئيس الوزراء على أن الحكومة تعمل جاهدة علي تحسين جودة حياة المواطن المصري بمفهومها الواسع ليشمل كافة الجوانب الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والسياسية حيث ترتكز خطة الحكومة على الاستثمار في المواطن المصري من خلال الارتقاء بمنظومة البحث العلمي لإيجاد حلول مبتكرة للمشاكل الحياتية، وعلى رأسها تكنولوجيات معالجة مياه الصرف الصحي وتحلية مياه البحر واستخدام تقنيات موفرة للمياه، كما تعمل الحكومة على الارتقاء بالخدمات العامة المتاحة كإمدادات مياه الشرب وخدمات الصرف الصحي، وكذا التأسيس لمرحلة جديدة، ورسم صورة لمصر المستقبل القادرة على مواجهة كافة التحديات والصعوبات.
وفى ختام كلمته توجه الدكتور مصطفى مدبولى بالشكر لجميع الحضور في أسبوع القاهرة للمياه، مؤكدًا على ثقته بأن المشاركة الفعالة من الحاضرين في الموضوعات التي سيتناولها المؤتمر ستثمر عن إيجاد حلول خلاقة ومستدامة لقضايا المياه، داعيًا أن يكلل الله جهودهم بالنجاح فى ختام المؤتمر.