الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انطلاق اجتماعات وزراء البيئة الأفارقة بشرم الشيخ.. ياسمين فؤاد: مجهودات لوضع القضايا الإفريقية ضمن أولويات مؤتمر الأطراف.. والقارة السمراء غنية بالتنوع البيولوجي ولديها مخاطر عديدة

صدى البلد

  • وزيرة البيئة: مصر ستقوم بكل المجهودات خلال فترة رئاستها 
  • ممثل لجنة الاتحاد الإفريقى: التنوع البيولوجى فى إفريقيا يساهم فى الحفاظ على الأمن الغذائى
  • كريستيان بالمر: لابد من إيجاد نظم عالمية للحفاظ على النظم الإيكولوجية العالمية



افتتحت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة اجتماعات الشق الإفريقى على هامش الإعداد لمؤتمر الأطراف الرابع عشر لاتفاقية التنوع البيولوجي للأمم المتحدة cop14 بمدينة شرم الشيخ، بقاعة المؤتمرات الدولية.

وقالت الوزيرة، إن مصر بدأت الاستعداد لمؤتمر الأطراف الرابع عشر لاتفاقية التنوع البيولوجي لاستضافته بمدينة شرم الشيخ منذ عامين، مؤكدة أن أولوية الاجتماع هى القضايا والمشاكل الإفريقية، لذا فقد تم عقد مجموعة من الاجتماعات والمناقشات، لتوضيح الاحتياجات والأولويات التى لابد أن تعمل عليها الدول فى القارة الإفريقية، لطرحها فى مؤتمر الأطراف.

وأضافت فؤاد، أن مصر ستقوم بكل المجهودات لوضع القضايا الإفريقية ضمن أولويات مؤتمر الأطراف، خلال فترة رئاستها التى تستمر لمدة عامين، كما سيتم العمل معا كأخوة، من أجل رفاهية وحماية البيئة فى إفريقيا والعالم، وتعمل مصر على توحيد وتبنى كل المقاربات الإفريقية حول تدهور الأراضى وتغير المناخ، من أجل حماية التنوع البيولوجي فى القارة. 

وأضافت أن أفريقيا غنية بالتنوع البيولوجي، لكنها لديها العديد من المخاطر التي تهدد ذلك التنوع، لذا فهناك أولوية لأفريقيا بحماية التنوع البيولوجي من أجل حماية الشعوب والوصول إلى التنمية، والتطور الصناعي، والخدمات والغذاء والأمن الغذائي، معربة عن أملها في توحيد 3 مسارات هامة خلال المؤتمر (مكافحة تغير المناخ وحماية التنوع البيولوجي والتصحر) والتي لم ننجح في الوصول لها من 1992 ولتحقيق أهداف إيشي للتنوع البيولوجي من أجل الشعوب والأجيال القادمة، لذا فإننا لابد أن نوحد كل تلك الجهود للعمل للوصول إلى الاستغلال الرشيد للموارد بالإضافة إلى ترجمة كل تلك الخطط على أعمال حقيقية، لحماية كوكب الأرض من الأنشطة الإنسانية.

وأوضحت منذ 1992 مع بداية الاتفاقية كانت تركز كل الخطط على حل مشكلات تغير المناخ وتدهور الأراضي، لافتة إلى عدم القدرة على محاربة زيادة الانبعاثات بشكل مباشر يأتي بسبب عدم توحيد المسارات، الأمر الذي تم الانتباه له الآن وسيتم اتخاذ خطوات فاعلة بشأنه، حتى لاتتفاقم السلبيات وتشكل خسارة لنا ولاولادنا.

وأضافت أن هذا المؤتمر سيكون مؤتمرا للعمليات والقرارات واتخاذ الآليات اللازمة خاصة أن أفريقيا يجب أن تتولى الريادة على مستوى العالم، ونتائج المؤتمر سيتم ترجمتها على كافة الأصعدة لإنهاء عمليات تدمير موارد الأرض.

ووعدت فؤاد بضمان تلبية كافة احتياجات الأخوة الأفارقة ليس فقط خلال فترة انعقاد المؤتمر وإنما على مدار العامين التي ستترأس بها مصر مؤتمر الأطراف.

وقال هارسين نيامب ممثل لجنة الاتحاد الإفريقى، إن التنوع البيولوجى فى قارة إفريقيا أمر فى منتهى الأهمية، حيث يساهم بشكل كبير فى الحفاظ على الأمن الغذائى، ويعزز من الاقتصاد، مشيرا إلى وجود العديد من التحديات التى تواجه القارة، أدت إلى تدهور التنوع البيولوجى، أبرزها: الفساد والطمع، والتوسع الحضرى، مشيرا إلى أن رؤساء الدول قد أعلنوا أن عام 2020 هو عام كسب الحرب ضد الفساد على مستوى القارة، خاصة أننا سمحنا للقوات الخارجية بالتخطيط للاستفادة من مواردنا كقارة إفريقية، دون استفادة شعوبنا منها.

وأضاف ممثل لجنة الاتحاد الإفريقى، خلال كلمته بفعاليات مؤتمر التنوع البيولوجى، ولكى نتمكن من إحراز التقدم نحتاج للتأكيد على إدراج التنوع البيولوجى، ضمن خططنا، فنحن كقارة نوصل لأفضل التشريعات، لكن التنفيذ هو ما ينقصنا، خاصة أن تلك السياسات غالبا ما ينتهى أمرها بوضعها فى الأدراج، ونحتاج كقارة أيضا إلى العمل على وضع حدا لتحول الغابات إلى صحراء نتيجة لسوء الاستخدام، وإلا فسنواجه مزيدا من معدلات الفقر، وهجرة شعوبنا إلى مناطق أخرى.

وأضاف: نعمل على عدد من المبادرات للتخلص من استخدام البلاستيك نظرا لأثرها السلبى على التنوع البيولوجى، والحفاظ على العالم البرى، ومكافحة الاتجار غير الشرعى فى الحياة النباتية، ونأمل أن تننتهى منها فى أقرب وقت ممكن، ونحتاج إلى تعزيز جهودنا فى ذلك المجال، والتوصل إلى استراتيجية تسمح للقارة فى توحيد الأداء فى التحضير لمؤتمر الأطراف المقبل، فى كافة المجالات المرتبطة والمتصلة بالتنمية.

كما أكدت كريستيان بالمر، الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجى، أن مصر لم تكن رائدة فى عالم الحضارة فقط، بل برهنت أن التنمية المستدامة والاعتناء بالطبيعة أمران متصلان ببعضهما، ويعتمدان على بعضهما، مضيفة: ونحن فى مؤتمر الأطراف الرابع عشر لدينا عمل هام نتطلع على عمله خلال الأسبوعين المقبلين، لعقد مجموعة من الاجتماعات، حيث يوافق العام الحالى مرور 25 عام على اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجى، والتى تهدف لتأمين مستقبل البشرية والأنواع الأخرى، حيث تمخضت تلك الاتفاقية عن مؤتمر قمة الأرض فى 95 وعدة اتفاقيات كتغير المناخ، ومكافحة التصحر.

وأضافت بالمر، خلال كلمتها، أن هناك مجموعة من التحديات الصعبة التى تواجه الاتفاقية، فإننا كما نرى أن البشرية تدمر البنية التحتية والموارد الطبيعية بشكل سريع، أكثر من 77% من الأراضى على الكوكب، تم تغييرها من قبل البشرية، ونستثنى منها القطب الشمالى، هذا بجانب أنواع تختفى بنسب مرتفعة، بالإضافة إلى تدهور مجالات البنية التحتية، وتدهور المحيطات، والتغيرات المناخية، وقريبا قد نرى أن الأرض تتغير من مستودع للكاربون إلى باعث للكربون، وكلفة هذا التدهور تكلفنا 10% من الإنتاج العالمى مما يؤثر على الصحة العامة على مستوى العالم.

وأضافت أن ممارسات الزراعة المستدامة تقدم الغذاء وسبل العيش، وبالتالى لابد من إيجاد نظم عالمية للحفاظ على النظم الأيكولوجية العالمية، وأفريقيا أكدت أنها يمكن أن تتمتع بريادة تلك الحركة العالمية للاستعادة، حيث تقدمت 27 دولة إفريقية بمبادرة لاستعادة الغابات الإفريقية، والأمم المتحدة بما فى ذلك الاتفاقيات السبعة المتعلقة بالنظم الايكولوجية، وفى جمعيتها الأخيرة هناك اعتماد قرار أن يصبح عام 2020، استعادة النظم الإيكيولوجية، والتى تحتاج إلى المزيد من الجهود.

وأشارت أن الأمم المتحدة عازمة على التعاون مع الدول الإفريقية والعالم كله، قائلة: خاصة أننا شعرنا بالآثار السلبية للتغيرات المناخية، ولا يجب أن نقوم بتقديم التضحيات لهذه المسارات، ولابد من الالتزام لوضع إطار عالمي للعمل والإنخراط عبر القطاعات المختلفة، وخلق فرص جديدة لتقديم توازن لحماية الحياة على الأرض، وسنعمل سويا حتى يشعر المواطنين الإفريقين بتلك الجهود على أرض الواقع، خلال العامين القادمين سيتم اتخاذ قرارات تؤثر على الألفية كاملة، مشيرة إلى أن إفريقيا تحمل على أكتافها ذلك الدور الهام، على المستوى الأخلاقي والبيئى والاقتصادى، حيث بدأت البشرية منذ البداية فى إفريقيا ثم سافروا إلى المناطق النائية على الأطراف.

كما أعربت السيدة باتريشيا ايسبينوزات" عن سعادتها لحضورها إلى شرم الشيخ في إطار استضافة مصر لمؤتمر الأطراف للتنوع البيولوجي، مرحبة بالأفارقة والمشاركين في مؤتمر وزارة البيئة الافارقة على هامش المؤتمر.

وقالت باتريشيا: نأتي إلى المنصة بمنظور مشترك هو العمل لتحسين جودة الهواء وصون الأرض التي نعيش عليها وحماية المياه التي تغذينا، هناك أماكن في الأرض تعاني من تغير المناخ وتغير التنوع البيولوجي مثل أفريقيا وهناك اعترافات دولية بذلك، ويجب العمل بأقصى سرعة لحل تلك المشكلة".

وأضافت: "لم نحتاج إلي هذا العمل أكثر من اليوم، ولدينا فرصة بسيطة للحد من زيادة درجة الحرارة العالمية بدرجة ونصف، وأفريقيا تستجيب من خلال مبادرة الغابات ومبادرة استعادة المناطق الطبيعية، وفوائد تلك المبادرات خفض درجة الحرارة ومحاربة فقد الأراضي، وفي اتفاق باريس لدينا 45 دولة افريقية حددت مسائل التنوع البيولوجي كخطة أساسية للعمل عليها".

كما أقرت بالدور الرئيسي والحساس الذي لعبته أفريقيا لتحقيق أهداف ناجحة للمحافظة على التنوع البيولوجي، والإقرار بدور مصر رئيسة مجموعة الـ 77 ومجموعة الاتحاد الأفريقي للقضاء على تغير المناخ".

واختتمت باتريشيا: "الدول تعكف على محاربة القضاء على تغير المناخ والتنوع البيولوجي، ونحن في حاجة لتقدم وتحقق الدول نجاح بالنسبة لتعهداتها للقضاء على تغير المناخ، نحتاج لمزيد من الأموال وتلك إشارة يجب تطبيقها على أرض الواقع، وهناك دول كثير تعول على التمويل مثل الدول الأفريقية، وإذا كان الوقت يداهمنا لكنه لم ينتهي للقضاء على تغير المناخ، خارطة الطريق واضحة ولن نصل إلى أهدافنا إلا إذا وضعنا ايدينا في ايدي بعضنا، علينا أن نعمل لنا ولأطفالنا وأحفادنا".

وأضافت ممثلة الأمم المتحدة خلال كلمتها، أن أكثر من مليار شخص هم سجناء أرض زراعية تدهورت بسبب شح المياه الذي سيستمر في التوغل، و65% من الأراضي الزراعية في أفريقيا تدهورت، كما أن 50% من مربي الماشية قد تأثروا بهذا الأمر.

وأكدت على أن تدهور الأراضي يعرض 11 مليونا من شباب أفريقيا العاملين للخطر بشكل غير مباشر، والذين بدورهم يجب أن يكافحون من أجل الموارد الطبيعية المتبقية أو الاستسلام و الهجرة.

ولفتت لأهمية وضع حدا لفقدان الأراضي الزراعية وارجاع الأنظمة الحيوية معبرة عن ذلك قائلة: " حتى أن وصل الأمر إلى أن نجازف بأنفسنا ومنافسة الأسباب والتصدي لها والغاية تبرر الوسيلة".

وأوضحت أن الدول الأفريقية تتجه خلال الفترة الراهنة إلى المشاركة في برامج ذات أهداف حيادية لحل أزمة تدهور الأراضي، مشيرة إلى أنه يجب الحرص على أن يكون الاسترجاع عمل يومي والتركيز على المناطق الشاسع والغنية بالتنوع البيولوجي، خاصة أنه من 12 ل 40% من الأراضي المتدهورة في أفريقيا يمكن إرجاعها للحياة.

وأكدت أنه عند استرجاع الأراضي التي تدهورت سيتم مراعاة المساواة والتركيز على المرأة والشباب يجب الذين يجب أن يكون لهم حصة منها، الأمر الذي ينجم عنه استرجاع 12 بلدا في أفريقيا للأراضي، وتوفير 2 مليون فرصة عمل للمستضعفين، قائلة" أن حجم الأحلام يجب أن تتجاوز قدراتنا وإذا لم تكن تخيفنا فهي أحلام ليست كبيرة لذا يجب أن نتحلي بالجرأة وعدم الاستسلام".

وأكدت أن صندوق إعادة تأهيل الأراضي يعطي حافز ب300 مليون دولار، كما سيتم وضع شروط أكثر عدلا للاستفادة.

ولفتت أن إفريقيا في أمس الحاجة لمشاريع ضخمة للتنوع البيولوجي وتحلم حلما كبيرا ولكن لديها الوسائل اللازمة للتطبيق.

جدير بالذكر أن اجتماعات وزراء البيئة الأفارقة تأتي للتنسيق والتشاور حول استراتيجيتها للحفاظ علي التنوع البيولوجي خلال العشر سنوات المقبلة وذلك لاتخاذ موقف موحد خلال مناقشة الأمر مع أطراف الاتفاقية.