الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عمرو عادل يكتب: المخرج الذي قتل الممثلين .. أسرار أبشع فيلم فى العالم

صدى البلد

سنيور "روجيرو ديوداتوا" المخرج السينمائى ؟ .. ممكن تتفضل معانا؟ .. معانا أمر قضائى باعتقالك بتهمة قتل طاقم تصوير فيلمك الأخير.

صعب أنى أعرف إحساس المخرج الإيطالى فى الوقت ده، وهما بيقبضوا عليه، لكن اللى أنا متأكد منه أنه وهو راكب معاهم العربية، بدأ يسترجع ذكريات فيلمه اللى أخرجه " كانيبال هولوكوست"، واللى كانت رؤيته فيه سبب من أسباب تصنيفه كواحد من أكثر الأفلام السينمائية وحشية فى التاريخ واللي نالت هجوم شديد من الجمهور والنقاد وتأمر بحظره فى كتير من دول العالم، واللى وصل بيه الأمر لاتهامه شخصيا بقتل الممثلين فى المشاهد الموجودة فى الفيلم نتيجة شدة واقعيتها.

كانت البداية باتصال شركة إنتاج سينمائية ألمانية بالمخرج، وطلبت منه إخراج فيلم جديد لأنه كان متخصص فى نوعية الأفلام الخاصة بآكلى لحوم البشر.. ووافق روجيرو وتم وضع القصة واختيار منطقة الأمازون كمكان للتصوير والتعاقد مع الممثلين، واللى كانوا إيطاليين، لكن أصر أنه يكون باللغة الإنجليزية لضمان حصوله على شعبية أكبر فى كل دول العالم مع الاحتفاظ بأنه يكون إيطالي.. وبدأ تصوير الفيلم فى 4 يونيو 1979.

تدور الأحداث عن عالم الإنثروبولوجيا "هارولد مونرو" واللي بيقبل مهمة للبحث عن طاقم صحفى وإعلامي كان مكلفا بعمل فيلم وثائقى عن قبائل لآكلى لحوم البشر فى غابات الأمازون، لكن الطاقم دا اختفى بدون أي أثر.. وطلع العالم على الأمازون واللى اكتشف أن الطاقم دا تم قتلهم بعد ما عملوا مشاكل كبيرة للقبائل دى وقدر يحصل منهم على أشرطة من تصوير الطاقم دا كانت محتفظة بيه القبائل وبتوثق رحلتهم دى. 

وقررت قناة تلفزيونية أمريكية عرض الأشرطة لكن " مونرو " رفض وطلب أنه يشوفها بنفسه الأول، وبدأ يتفرج عليها أو بمعنى أصح يشاهد أحداث الفيلم واللى كانت صعبة مليانة بمشاهد وحشية وهمجية من قتل وتعذيب وتقطيع لأطراف وأكل للحوم البشر ومشاهد عرى واغتصاب.. وبعد انتهائه من مشاهدتها شعر بالاشمئزاز منها وطلب من القناة عدم إذاعتها واللى وافقت أخيرا على الطلب ده.

وانتهى تصوير الفيلم وبدأ نزوله لدور العرض أو نقدر نقول بداية المعاناة لصناعه.. لأن بمجرد طرحه فى السينمات حصل جدل كبير بين مؤيد ومعارض .. المؤيد كان بيشيد بيه لشدة واقعيته، لكن المعارض كان منتقد جدا المشاهد الموجودة لوحشيتها غير المبررة، خصوصا أن مشاهد قتل الحيوانات فيه كانت حقيقية، ووصلت لدرجة حدوث خلافات داخل طاقم العمل نفسه لأنهم مش قادرين يصوروا مشاهد القتل دى لصعوبتها دا غير اتهامات للمخرج نفسه بالعنصرية لإظهار مدى تخلف القبائل البدائية الموجودة فى المكان دا.

 وبعد 10 أيام من عرضه تم إصدار أمر قضائى بحظر الفيلم فى إيطاليا ومصادرة كل النسخ الخاصه بيه، لكن اتهربت بعض النسخ منه للعرض فى الخارج وتم توجيه تهم قضائية متنوعة للمخرج.. وبمجرد عرض الفيلم فى فرنسا علقت مجلة فرنسية اسمها "فوتو"، أن مشاهد القتل الموجودة فى الفيلم حقيقية.

الموضوع ده بدأ يلفت انتباه الناس خصوصا أن الممثلين الموجودين فى الفيلم مظهروش خالص بعد نزوله.. فتم إضافة تهمة القتل للمخرج كمان لقتله الممثلين فى المشاهد.. الموضوع بدأ يكبر خصوصا بعد اعتقال المخرج بالتهمة دى، لكن أخيرا ظهر الممثلون فى الميديا، واللى أعلنوا أنهم كانوا ملتزمين بتعاقد مع شركة الإنتاج ينص بعدم ظهورهم فى أى وسيلة إعلامية، إلا بعد مرور سنة من نزول الفيلم .. وبعد التأكد من بقائهم على قيد الحياة تم الإفراج عن المخرج.

لكن رغم حصول "روجيرو ديوداتوا" على البراءة من جريمة القتل، إلا أن حظر الفيلم كان لازال مستمرا والمرة دى بسبب مشاهد قتل الحيوانات الحقيقية بشكل غير إنساني دا غير حصول بعض الممثلين على أحكام بالحبس أربعة شهور مع إيقاف التنفيذ نتيجة قيامهم ببعض المشاهد دي.. والمشاكل مكانتش فى إيطاليا بس، لكن وصلت للعالم كله واللى تم حظر الفيلم فى دول كتير وصلت لـ 60 دولة منها فنلندا ونيوزلاندا والنرويج حتى الدول اللى سمحت بيه كانت بتحط تحذير أن معدل العنف الجسدى والجنسى مرتفع وبيتم التعامل فيه مع الحيوانات بمنتهى الوحشية.

الفيلم رغم كل مشاكله إلا أنه نال شهرة كبيرة وده أهله أنه ياخد المركز الثامن فى قائمة IGN الخاصة بأفلام الزومبى وآكلى لحوم البشر وتم إدراجه فى المركز العاشر فى قائمة الأفلام السينمائية البريطانية كأكبر فيلم رعب في كل العصور.

ودا ملخص بسيط عن الفيلم المثير للجدل "كانيبال هولوكوست" ولو قدرنا نطلع منه بانطباعات يبقى ممكن نلخصها فى مجموعة من النقط .

- انا دايما مؤمن بحرية الإبداع بس لازم يكون ليها سقف .. ابدع فى الفكر بمقالاتك أو الأشعار فى دواوينك أو موهبتك فى الفنون بكل أنواعها .. لكن إيه المغزى أن يكون حرية الإبداع فى أنك تعرض مشاهد وحشية وتتفنن فيها بشكل يأذي مشاعر الناس .. كدا يبقى اسمها ساديه ودى بتتصنف كمرض نفسى وصعب أن حد يقنعنى أن السادية ممكن تكون فى يوم من الأيام حرية إبداع.

- السينما المفترض أنها ترتقى بذوق الناس .. أنت كمشاهد تستمتع بوقتك فيها فى فيلم تقدر تستفيد منه علميا أو تطلع منه برسالة هادفة اجتماعيا أو حتى تتفاعل معاه رومانسيا .. لكن إيه الهدف أنى أتفرج على فيلم كله مليان مشاهد وحشية وجرايم قتل بالتفصيل الممل .. يعنى هل اللى فى دماغ المخرج انى اتعلم اصول القتل بشكل احترافى مثلا .. زى بالظبط مشاهد بشوفها فى افلام عن تعاطى البطل للمخدرات كأن المخرج بيدى للمشاهد دروس عن الطرق الصحيحه للتعاطى بدون معلم.

- يمكن رغم أن الفيلم مقزز بس ممكن نقول أى نقطة إيجابيه فيه .. أنه بيبين أن الهمجية مش مقصورة على القبائل البدائية بس.. لكن المتحضرين نفسهم ممكن يكونوا أكثر همجية وعنصريه ودى وضحها الفيلم فى بعض مشاهد خاصة بتعامل أفراد البعثة بعنف مع البدائيين دوول.. يعنى الهمجية نزعة فى النفس البشرية ملهاش علاقه بلبسك أو كلامك أو طبيعة المجتمع المتحضر اللى انت جاى منه.