الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

آثار مصر في خطر.. ميت رهينة عاصمة الدولة القديمة التي سقطت من حسابات المسئولين

صدى البلد

على بعد 19 كيلومترا من جنوب القاهرة، وفي محافظة الجيزة، وجدت عاصمة مصر القديمة، مدينة "منف" أحد أعظم العواصم المصرية القديمة، والتي كانت من أغناها آثارا، والتي باتت تعاني الإهمال والتهميش، بعد ما تعرضت له من عمليات سرقة كبيرة للآثار.

المدينة التي تأسست عام 3200 قبل الميلاد، لتكون عاصمة مصر في عصر الدولة القديمة، والتي عرفت خلالها باسم مدينة "منف" حتى أصبحت في العصر الحديث قرية "ميت رهينة" وعدت من أشهر المدن في مصر القديمة.



عرفت قرية ميت رهينة في النصوص بالعديد من الأسماء: "إنب حدج" بمعنى الجدار الأبيض، و"من نفر" بمعنى الأثر الجميل، و"مخت تاوي" بمعنى ميزان الأرضين، وهو الاسم الذي حرفه الإغريق فصار "ممفيس"، ثم أطلق عليها العرب "منف".

أهميتها الجغرافية القديمة 
وتميزت "منف" بموقعها الجغرافي بين أقاليم الشمال والجنوب، إضافة إلى أهميتها الدينية حيث كانت تضم على أرضها عبادة الإله بتاح، والمعبود سوكر، كما انطلقت منها أحد مذاهب الخلق في مصر القديمة الذي عرف بمذهب "منف".



وكانت "من نفر" تضم القاعدة العسكرية التي ينطلق منها الجيش المصري، ويذكر عندما دخل الإسكندر مصر نُصّب فيها ملكًا، وضعفت العاصمة التي استمرت حتى نهاية الدولة القديمة من عصر الانتقال الأول.

عاصمة مصر
بعد تحقيق الوحدة بين مملكة الشمال ومملكة الجنوب على يد موحد القطرين الملك مينا والذي اختار منف عاصمة لمملكته، وأمر ببناء قلعة حربية محاطة بسور أبيض، ليحصن نصره ويحمى ظهره من غارات أصحاب الشمال، وأسماها "نفر" أى الميناء الجميل، ظلت منف عاصمة القطر المصري السياسية حتي نهاية حكم الأسرة الثامنة لمدة 535 سنة.



واحتفظت منف بقيمتها التاريخية، حتى أنه تم تحويل مجري النيل لإفساح المكان لجلالها، كما أنها لعبت دورا سياسيا ودينيا واقتصاديا هاما، فمنها خرجت إحدى نظريات خلق الكون لدى المصريين القدماء "بتاح". 

آثار ميت رهينة 
حوت منطقة "ميت رهينة" العديد من الآثار المصرية والتي تم ضمها إلى مواقع التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، أبرزها تمثال رمسيس الثاني والذي يزن حوالي 100 طن ويصل طوله إلى 11 مترا، وتمثال أبو الهول المرمري من عصر الدولة القديمة والذي يصل طوله إلى ثمانية أمتار ويزن حوالي 80 طنا.



وتضم المنطقة معبد تحنيط العجل "أبيس" المقدس والذي اعتبر رمزا للإله "بتاح" رب سقارة، وأنه ابن "أوزوريس" فى بعض الأحيان، إضافة إلى معبد رمسيس الثاني ومعبد الإله "بتاح" ومعبد الإلهة حاتحور ومقصورة "تي الأولى" وثالوث ممفيس، وهرم زوسر أو "سقارة والذي يقع غرب مدينة "منف".

إهمال ميت رهينة 
عانت قرية ميت رهينة معاناة شديدة، فبعد أن كانت عاصمة الدولة القديمة وبها آثار شاهدة على أحد أهم العصور التاريخية، عاشت القرية فترة إهمال واختفى العديد من آثارها، ولم يبق منها سوى أحجار وتماثيل متفرقة و3 تماثيل بمتحف "ميت رهينة" المفتوح.  



وشهدت "منف" بعد ثورة 25 يناير سرقة الآلاف من القطع الأثرية، كما خربت معابدها، كما اختفت 238 قطعة أثرية من مخزن منطقة "ميت رهينة"، حتى القى العديد من المسئولين الكثير من الخطط والوعود لتطويرها خاصة لكونها شاهدة على احد أهم الفترات والعصور في التاريخ القديم، ولكونها أحد أهم العواصم المصرية القديمة.

الاكتشافات لم تتوقف

القرية التاريخية لم تنضب حتى اليوم آثارها، ولم تتوقف اكتشافاتها، فقبل شهرين ونهاية شهر سبتمبر من العام الجاري، أعلنت وزارة الآثار، عن نجاح البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة آثار "ميت رهينة"، في الكشف عن مبنى أثري ضخم، بمنطقة حوض الدمرداش التي تبعد حوالي 400 متر شمال متحف ميت رهينة.



الكشف الأثري الجديد عبارة عن الكشف عن مبنى ضخم تبلغ مساحته 14.5 17X مترا، ويرجح أنه يمثل جزءا من الكتلة السكنية للمنطقة، وهو مبني من قوالب الطوب اللبن المدعمة بكتل ضخمة من الأحجار الجيرية، شيدت أساساته وأسواره الخارجية والدرج الداخلي له بقوالب الطوب الأحمر.

محافظ الجيزة يعد بالتطوير 
محافظة الجيزة كثفت من جهودها في الفترة الأخيرة للارتقاء بمستوى النظافة ورفع المخلفات والقمامة بمنطقة ميت رهينة، وخاصة في محيط متحفها المفتوح، وهو ما أكد عليه اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة، خلال زيارته لمتحف ميت رهينة، للاطمئنان على معدلات تواجد الوفود السياحية الزائرين للمتحف. 


وشدد محافظ الجيزة على أن المحافظة تعمل بخطة دقيقة لنظافة وتجميل مداخل المناطق الأثرية ورفع كفاءتها لتظهر بالشكل اللائق للزائرين، وهو ما تعمل عليه المحافظة في جميع المناطق الأثرية.