الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كشفه رأفت الهجان.. قصة إيلي كوهين أشهر جاسوس إسرائيلي خان العرب وأعدم في سوريا

الجاسوس إيلي كوهين
الجاسوس إيلي كوهين

في تاريخ الدول والشعوب العديد من الأشخاص التي أثرت في هذا التاريخ، حتى أن بينهم من سجل التاريخ بطولاته بأحرف من نور، ليخلدها ويتذكرها الأبطال، ومنهم من سجله التاريخ لتلعنه الأجيال، ومن بينهم الجاسوس الإسرائيلي الشهير إيلي كوهين.

ففي مدينة الإسكندرية في 26 ديسمبر 1924 ولد أشهر جاسوس إسرائيلي، باسم إلياهو كوهين لأسرة هاجرت إلى مصر من حلب السورية، والذي التحق في طفولته بمدارس دينية يهودية في أحضان مدينة الاسكندرية التي احتضنت كل الديانات والحضارات، حتى التحق بالدراسة بكلية الهندسة جامعة القاهرة.



أسرة كوهين علمته اللغة العبرية والفرنسية بجانب اللغة العربية التي كان يتقنها بحكم نشأته، ولم تسمح له الظروف استكمال تعليمه داخل جامعة القاهرة، أو النيل على شرف الحصول على شهادتها لكونها أحد أعرق الجامعات في العالم.

خلال فترة إقامته في مصر انضم "كوهين" إلى للحركة الصهيونية بالاسكندرية، كما التحق وهو في العشرين من عمره بشبكة تجسس اسرائيلية بزعامة ابرهام دار المعروف باسم جون درالنج، والتي كانت تنفذ العديد من المخططات الاسرائيلية حتى سقطت تلك الشبكة.


وفي عام 1957 هاجر كوهين من مصر نهائيا بعد حرب السويس، إلى اسرائيل والتي عمل بها في بداية الأمر في مجال ترجمة الصحافة العربية إلى العبرية، قبل أن يلتحق بالموساد، وبعد عمله بالموساد تم إعداده لزرعه للتجسس داخل إحدى الدول العربية.

عمل الموساد الاسرائيلي على إعداد قصة مختلقة له لزرعه في سوريا فذهب للأرجنتين عام 1961، على أنه سوري مسلم اسمه كامل أمين ثابت وقد نجح هناك في بناء سمعة كرجل أعمال ناجح متحمس لوطنه الأصلي سوريا، حتى عمل على توثيق علاقته بالملحق العسكري أمين الحافظ الذي أصبح رئيسا لسوريا بعد ذلك.


بعد مرور عام هاجر كوهين من الأرجنتين إلى سوريا، واستطاع خلالها تكوين علاقات لأعلى المستويات وخاصة بين كبار ضباط الجيش ورجال السياسة والتجار، حتى أنه اختار مقرا للإقامة بالقرب من مقر قيادة الجيش السوري، حتى عمل على تسريب تقارير الجيش السوري إلى إسرائيل بحكم شبكة العلاقات التي كونها داخل دمشق.

عملية كشف الجاسوس الاسرائيلي في سوريا قدمتها المخابرات المصرية للقيادة السورية، بعدما شاهده العميل المصري في اسرائيل، رفعت الجمال والمعروف باسم رأفت الهجان، خلال ذات مرة فى سهرة عائلية حضرها مسئولون فى الموساد عرفوه به، على أنه رجل أعمال إسرائيلى فى أمريكا، يغدق على إسرائيل بالتبرعات المالية، وخلال زيارة "الجمال" لإحدى صديقاته والتي كانت تعمل طبيبة شاهد بمنزلها صورة لإيلى مع امرأة جميلة وطفلين، فسألها عنه فأجابت بأنه إيلى كوهين زوج شقيقتها ناديا، ويعمل باحثا فى وزارة الدفاع وموفد للعمل فى بعض السفارات الإسرائيلية فى الخارج.



بعدها بفترة سافر "الجمال" إلى روما في رحلة عمل للاتقاق على أفواج سياحية لشركته، فوجد بعض المجلات والصحف التي تنشر خبر استقبال الفريق أول على عامر من الجيش السوري والوفد المرافق له بصحبة القادة العسكريين فى سوريا، والعضو القيادى فى حزب البعث العربى الاشتراكى كامل أمين ثابت، حتى تذكر صورة إيلي كوهين.

بعد كشف حقيقته لم يصمت "الجمال" حتى أبلغ المخابرات المصرية التي أبلغت القيادة السورية التي وضعته تحت المراقبة حتى تم اعتقاله وصدور حكم إعدامه شنقا في ساحة المرجة، والذي نفذ في 18 مايو 1965.

بعد إعدامه طالبت إسرائيل القيادة السورية برفاته والتي لم تسلمها لهم بحجة ان مكان دفنه غير معلوم، حتى روجت إسرائيل في شهر يوليو الماضي في عملية خاصة ساعة إدعى أنها للجاسوس إيلي كوهين.