الحوثيون يستغلون فقر الأسر اليمنية ويشترون أطفالها بثمن بخس
التحالف العربي يحرر عشرات الأطفال المجندين إجباريًا لدى الحوثيين
الحوثيون يشحنون أدمغة الأطفال بأفكار الولاء والطاعة لزعيمهم
تقذف ميليشيا الحوثي الإيرانية بأطفال اليمن إلى حروبها من دون أدنى شعور بالمسئولية أو تأنيب الضمير في واحدة من أكثر صور الإجرام وحشية وبشاعة وقد ساعدتها في ذلك الظروف المعيشية الصعبة لكثير من الأسر اليمنية.
وذكرتصحيفة "البيان" الإماراتية في تقرير لها أن ميليشيات الحوثيين نفسها كانت سببًا في وصول الأسر اليمنية إلى ذلك الحال المضني لإجبارهم على تسليم فلذات أكبادهم إليها نظير مبلغ مالي زهيد، أما الأطفال اليتامى الذين فقد أغلبهم أرباب أسرهم في حروب الميليشيا فيتحولون إلى لقمة سائغة لمحرقة الحوثي النهمة التي لا تكف عن التهام المزيد من أطفال هذا البلد المنكوب بمشروعها الإيراني المقيت.
وأضافت الصحيفة أنه لم يعد لهؤلاء الأطفال أحد يرعاهم ويبعدهم عن يد الموت الحوثية قبل أن تلتقطهم من الشوارع والبيوت والمدارس.
ومن المعلوم أن اسم المدرسة ارتبط دائمًا بالتعليم والتنوير وإخراج أجيال جديدة تتسلح بالمعرفة، إلا أن ميليشيا الحوثي الإيرانية قلبت المعادلة وغيرت هذا المفهوم تمامًا في اليمن فأضحت مدارسه مكانًا خصبًا للموت وثقبًا أسود يلتهم جيلًا بأكمله، ويقدم للمجتمع مشروعًا مشوهًا وإجراميًا لم تعرف اليمن له مثيلًا من قبل حيث تتواصل سلسلة طويلة من صور الأطفال الضحايا أو ما تسميهم الميليشيا بالشهداء، أولئك الذين تأخذهم إلى محارقها بالإكراه فيذهبون بشرًا أسوياء ويرجعون جثثًا وتوابيت وصورًا خضراء توهم من تبقى حيًا بسراب الجنة الموعودة.
ومن أكثر صور المأساة اليمنية في مناطق سيطرة الميليشيا الحوثية، والتي ستظل خالدة في الأذهان والتاريخ أن تتحول دور العلم والمعرفة والرقي إلى أماكن مخيفة وخطرة على الحياة، حيث أصبحت الأسر تودع أطفالها كل صباح في ذهابهم إلى المدارس وهي لا تعلم هل يعودون إليها أحياءً أم مجرد ملصقات لصور بلون أخضر يعلقونها على الجدران كذكرى أليمة وقاسية.
وكشفت وثيقة مسربة من مدرسة العلم والإيمان بمنطقة بني حشيش التابعة لأمانة العاصمة صنعاء عن مقتل 50 طفلًا من طلابها في جبهات ميليشيا الحوثي الإيرانية التي لا تتورع عن ممارسة مثل هذا الفعل الإجرامي دون وازع أخلاقي أو اكتراث بالمواثيق والمعاهدات الدولية التي تحرم تجنيد الأطفال دون السن القانونية.
وفي تصريح لـ«البيان» ذكر وضاح الدبيش الناطق الرسمي باسم ألوية العمالقة أن ميليشيا الحوثي الإيرانية تواصل تجنيد الأطفال دون سن الثامنة عشرة وتزج بهم في الجبهات ثم تتركهم لمصيرهم يواجهون الموت أو الأسر في أقل تقدير.
وأضاف الدبيش: «في الآونة الأخيرة من معارك الحديدة تم أسر ١٢ طفلًا في يوم واحد فقط أكبرهم لا يتجاوز عمره ١٤ سنة وخلال فترة بقائهم لدى ألوية العمالقة لم يتمالكوا أنفسهم على الصمود في الأسر فأجهشوا جميعًا بالبكاء وكأنك ترى أطفالك يبكون على شيء فقدوه فما استطعنا تحمل ذلك المشهد اليومي للأسرى الأطفال وهم يبكون بحثًا وطلبًا عن ذويهم لذلك تم التواصل مع أسرهم وترك الأطفال يتحدثون معهم وطمأنتهم على سلامتهم».
وخلال فترة أسرهم صرح الأطفال بأن الميليشيا الانقلابية استغلت فقر وإملاق أهاليهم وقامت بتغريرهم بأنهم لن يكونوا إلا في نقاط أمنية بعيدة عن الاشتباكات والمعارك مقابل إعطاء لكل أسرة ٣٠ ألف ريال يمني شهريًا.
وفي وقت سابق تم تحرير عدد كبير جدًا من الأطفال خلال استرجاع مديريات المخا والخوخة والوازعية والتحيتا وغيرها من المناطق بلغ عددهم أكثر من ١٥٠ طفلًا تقل أعمارهم عن ١٦ سنة ومنهم من تم تسليمهم إلى مراكز إعادة التأهيل وخصوصًا الأيتام. ومن خلال الحديث معهم اتضح أن هناك أطفالًا تم أخذهم من الشوارع دون علم أهاليهم، ومنهم من تم أخذهم من دار الأيتام وهم عدد كبير جدًا والبعض تم تحريف أفكارهم منذ نشأتهم بالولاء والطاعة لعبد الملك الحوثي، ومنهم من تم شحن وتعبئة أفكارهم بأن من قتل أباك أو أخاك في حروب صعدة هم «الدواعش» حسب زعمهم والموجودون في الساحل الغربي وخصوصا ألوية العمالقة.
وإن دل ذلك فإنما يدل على بشاعة وقبح الميليشيا الانقلابية الإجرامية التي لا تفقه إلا لغة الموت والقتل والتفنن في أساليبه لا غير. حيث إنها على استعداد للتضحية بالشعب كله مقابل بقائها وبقاء مشروعها المقيت والذميم وتجنيدها للأطفال ليس إلا دليلًا واضحًا على ضعفها ووهنها وانهيارها من الداخل.