الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يسري محمد يكتب: الانطواء عند الأطفال الأسباب والعلاج (2-2)

صدى البلد

تحدثنا فى المقال السابق عن الانطواء وتعريفه وأسبابه عند الأطفال وبيّنا أن أهم الأسباب تجمع بين البيت والمدرسة أو الجهات التعليمية التي تناسب عمر الطفل. 

واليوم نتحدث عن سبل العلاج وكيف نربى أولادنا تربية سوية صحيحة تضيف لهما وتغرس فيهم الصفات الصالحة والسمات الطيبة لمشروع ابن يفخر به دينه ووطنه.
• ويكمن العلاج في عدة أمور:

- أولا الاستقرار الأسري..
إن استقرار الحياة الأسرية والزوجية بين الوالدين من أهم مقومات العلاج لأي ظاهرة أو أزمة يتعرض لها الأولاد في الصغر, فلا شك أن الإحاطة العاطفية والانسجام من مقومات التربية الناجحة وآثارها على الأبناء إيجابية جدا.
لذلك فكلما كان البيت مستقرا هادئا يسوده الحب والوفاق والتوافق والمشاعر الصادقة كلما كان الأولاد في وضع أمان وسكينة وراحة بال يظهر معها قدراتهم وطاقاتهم بدلا من ظهور الأزمات والأمراض النفسية لو كان العكس هو السائد ..
- ثانيا إياكم والتحقير..
إن السخرية من مشاعر الطفل وأحاسيسه والنظرة إليه بدونية من معجلات انتشار الأزمات بداخله لذلك فالأم المربية الواعية والوالد الفاهم للتربية عليه أن يعظم من مشاعر أولاده وينصت لكلامهم ويردد على آذانهم أنه مهتم بهم ومقدر لكلامهم وياحبذا لو دون مطالبهم وكافئهم فتلك الأمور مع بساطتها يدفع الطفل لاحتضان الوالد ,وهو فعل نفهمه كمتخصصين بأنه ترجمة للسعادة الغامرة عنده ولحظة مهمة فى حياته, لذلك فيجب أن يكون هذا المسار والمسير والحذر من التقليل والاستهزاء منه.
- ثالثا عاقبه ولكن..
إن الأولاد أطفال يلعبون ويخطئون ينصاعون أحيانا للأمر وكثير لا, فلا تظن أنه ملاكا مطيعا وإياك أن تحسبه شيطانا رجيما ,هو طفل يعيش سنّه كما عشته أنت من قبل لذلك فإن أخطأ أو تمرد فناده واصطحبه لغرفته بود وابتسامة وأجلسه على قدميك ثم ابدأ انصحه برفق مصحوبا بقبلات على وجهه الباسم وإياك أن تنزل به عقاب أمام أحد فتأثيرها السلبي شديد عليه فضلا عن أنك تبعد المسافات بينك وبينه من حيث تظن أنك تبنى رجلا وتربى أسدا وسندا..
- رابعا الثقة ثم الثقة..
إن من أهم مشاكل الأطفال التي تصحبه في الكبر هي أزمة الثقة وضعف الشخصية ,فالوالدين يريدون الانصياع والتنفيذ ولا مجال للجدال أو النقاش وكأنه في الجيش يؤدى الخدمة العسكرية وهذا نمط تربوى صعب وفيه نظرات كثيرة.
لذلك فغرس الثقة فى الابن منذ الصغر مهم جدا جدا في تكوين شخصيته وبناء عقله وأحسب أنه لا يوجد أب أو أم لا تحب أن ترى طفلها نافعا يافعا قوي الشخصية متميز التفكير في الكبر,وعليه فإن غرس الثقة عبر الإحاطة العاطفية وكثرة النقاش مع الطفل والإنصات إليه ومدحه أمام أصحابه من أهم عوامل الشخصية السوية الرافضة للانطواء والعزلة القريبة من الناس ومختلطة بالأصحاب والأقران والأقارب .
- خامسا التواصل مع الأب الثاني
المدرس هو الأب الثاني والمدرسة هي البيت الثاني والمعلمة هي الأم الثانية, فالأوقات هناك كبيرة والطفل يمكث بالساعات يتعلم ويرى ويتصرف ويكتب ويبكى أيضا, وعليه فإن الحوار مع المدرسة إدارة ومعلمين ومعلمات بخصوص وضع الطفل والوصول معا لاتفاق على تذليل العقبات بينهم وتكملة الرسالة التربوية لهو أمر مهم جدا فلا يصح أن ينادى المعلم والمعلمة فى كوكب والبيت فى كوكب أخر فتنقطع بينهم مقومات التربية الصحيحة للطفل في الوقت الذي يكون الطرفان يسعوا بقوة فى الحياة لتوفير كل ما يحتاجه الأبناء والأطفال لذلك فالحوار والتواصل المستمر فرض لامناص منه وخير لابد منه .
ختاما
نحن نجتهد أن يصل أطفالنا لوضع نفسي قويم بتكاتف جميع الجهات التربوية والتعليمية بلا تقليل من شأن أحد وإلماما بعظمة دور البيت كمؤسس للشخصية والمدرسة كراعي ومكمل .