الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دينا المقدم تكتب: لا تنمية مستدامة دون توعية مستدامة‎

صدى البلد


التنمية هي ارتقاء المجتمعات والانتقال بها من الوضع الثابت إلى وضع أعلى وأفضل، وما تصل إليه من حسن لاستغلال الطاقات التي تتوفّر لديها، والموجودة والكامنة وتوظيفها للأفضل. فهي النمو وارتفاع الشيء من مكانه إلى مكان آخر. وعبارة عن تحقيق زيادة سريعة تراكميّة ودائمة عبر فترة من الزمن في الإنتاج والخدمات نتيجة استخدام الجهود العلميّة لتنظيم الأنشطة المشتركة الحكوميّة والشعبية.

ولكن لا يمكن أن يصبح هناك تنمية مستدامة دون وعى وتنوير وتوعية شعبية بأهمية التنمية وكيفية الحفاظ عليها وتطويرها .

فجميع الإنجازات التى تتم فى مصر الآن لا فائدة منها دون توعية للشعب الذى اهلكه الجهل منذ زمن 
نحن شعب جاهل بجميع مواردنا وكيفية الحفاظ والخوف على ممتلكتنا..نحن شعب مهمل جدا 
فما فائدة القضاء على فيرس الكبد الوبائى حاليا دون توعية عن أسباب المرض وتجنب الإصابة به 
ما فائدة إنشاء محطات ضخمة للكهرباء دون حملات توعوية للترشيد والحد من الاستهلاك خاصة ونحن شعب مستهلك دون وعى .

أن أبنى مجتمعات عمرانية سكنية جديدة لسكان العشوائيات دون أن أوجه ساكنيها كيفية الحفاظ عليها فهذا خطر لانه سيدمرها بالتأكيد.

حملات التوعية العامة التي تقوم بتنفيذها بعض الوزارات والدوائر الحكومية مثل حملة التوعية لمكافحة المخدرات، وحملات التوعية لتعداد السكان، وحملات التوعية المرورية، وحملات التوعية في الجوازات، وحملات التوعية لترشيد استهلاك المياه والكهرباء، وحملات التوعية ضد أضرار التدخين وغيرها من حملات التوعية المماثلة تعتبر ظاهرة اجتماعية سليمة ومطلوبة تتفق مع ما تحلم به جمهورية مصر العربية من تقدم وتطور، كما أنها تمثل تجاوبا مع ما يصبو إليه ولاة الأمر في الرفع من مستوى الوعي العام مما يدعم حركة التنمية والتقدم, وبالرغم من أن الدولة تنفق عليها مبالغ طائلة إلا أن بعض هذه الحملات يشوبها بعض النقص مما يقلل من فرص نجاحها, ورغبة في وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بحملات التوعية العامة رغبت ان أدلي بدلوي في هذا الموضوع راجية من الله سبحانه وتعالى أن يوفقني بإضاءة الطريق للراغبين في تنفيذ مثل هذه الحملات عن طريق تقديم بعض المعلومات الضرورية لنجاحها
تعتبر حملات التوعية العامة التي تتبناها الدول ضرورة ملحة في دول العالم النامية وتهدف هذه الحملات إلى الرفع من مستوى الوعي العام وتعزيز مشاركة الجماهير في العملية التنموية التي تديرها وتنفذها الوزارات والإدارات الحكومية، للتعريف بالإنجازات وتقوية الثقة بين الدولة (الحكومة) والجمهور
ولكن هناك أيضًا بعض الخصائص الاجتماعية الطيبة التي يجب أن تسُود في مجتمعاتنا، والتي لو تتبعنا الأمر لوجدنا أن لها جذورًا شرعية؛ فمثلًا حملات التوعية التي تدعو إلى النظافة: لها أصل شرعي؛ حيث إن ديننا الحنيف يحثُّ على النظافة ويعتبرها من الإيمان، وحملات التوعية التي تدعو إلى الاهتمام بالصحة التامة، والتي تركز على طرق الوقاية من الأمراض المعدية، والتي على رأسها الحملات المشكورة للتطعيم ضد الأمراض 
هذه الحملات هي تطبيق لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف
وحملات التوعية التي تدعو إلى ترشيد استهلاك المياه هي تنفيذ لما يأمر به ديننا من عدم الإسراف في استهلاك الماء ولو كنا على نهر جارٍ أيْ: مهما كانت كميات الماء كثيرة، والحملاتُ التي تدعو إلى التبرع بالدم هي ترجمة لما يجب أن يكون بين الناس من حب وترابط، وإيثار وتضحية.
وعلى الذين يندبون أنفسهم بحملات التوعية مراعاةُ حسن العرض وجمال الأسلوب، واستعمال الحكمة والموعظة الحسنة، واستخدام أفضل وسائل الإعلام ومنجزات العصر، والمجادلة بالتي هي أحسن، ومراعاة مقتضى الحال، والترغيب في السلوك المستهدف، ومحاولة ربطه بالجانب العقيدي والانسانى والاخلاقى، وكل تلك دلائل واسترشادات تنطق من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من دلَّ على خير، فله مثل أجر فاعله

حفظ الله مصر واهلها