الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بطالة الفتيات


حكايتي عن المرأة المصرية التي تواجه تحديات كثيرة في سوق العمل المصري .

فهناك ملامح كثيرة لحرمان الفتيات من سوق العمل في أوقات نحن في أمس الحاجة لوجودهن لدعم التنمية وهناك انتشار للبطالة بينهن وانخفاض ملحوظ لمشاركتهن في سوق العمل فعليا، وللأسف معدل البطالة بين الفتيات يزيد عما هو عليه بين الذكور في كافة مستويات التعليم.
 
وربما أهم الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع معدل البطالة التحدي الذي تواجهه الفتيات في طرق البحث عن الوظائف فهن يعتمدن في الغالب اعتمادا كبيرا على الحكومة في البحث عن العمل وتظل فكرة الحصول على فرصة عمل داخل الحكومة هي الرغبة الأكثر قبولا لدى الكثير من النساء المصريات.

ليس هذا فقط وإنما أيضا الفتيات أقل حظا في استخدام طرق إيجاد فرص العمل بالقطاع الخاص التي تتطلب الانتقال الي مجال العمل أو الاستفسار عن الوظائف في مكان العمل أو التعاقد مع صاحب العمل وتبقي العادات والتقاليد كقيود للانتقال وبحث هؤلاء النساء عن فرص عمل تساعدهن علي مواجهة الحياة.

الإناث يواجهن صعوبات فيما يتعلق بقدرتهن على إيجاد فرصة عمل وهي المشكلة التي تظهر بعد فترة التعليم ومرحلة الانتقال الى سوق العمل .

فما يحدث أن الفتيات الباحثات عن عمل يعانين من محدودية شبكة العلاقات الاجتماعية بالمقارنة بنظرائهن من الشباب الذكور . 

وبالتأكيد القطاع العام لا يزال جاذبا للفتيات المتزوجات العاملات حيث يعمل ما يقترب من 52% منهن في هذا القطاع وتقل حظوظ عمل الفتيات في القطاع الخاص . وأيضا واقع سوق العمل المصري يقدم ظروف عمل صعبة وغير مشجعة ويحد من رغبة الفتيات وقدرتهن على ان يكن ناشطات اقتصاديا.

وكل الدراسات والأبحاث تؤكد أنه من أجل زيادة مشاركة الفتيات في قوة العمل فإننا نحتاج لبيئة عمل وسياسات صديقة للفتيات بمعنى مساندة هؤلاء النساء حتى يتمكن من المنافسة في سوق العمل .
 
يتضمن ذلك توفير اعتبارات تساعد الفتاة المتزوجة على الموازنة بين عملها ودورها الاجتماعي كأم وربة منزل بشتي الطرق بتوفير دور للحضانة لأولادهن وتوعية الذكور بأهمية مساندة النساء للدخول لسوق العمل بالندوات التثقيفية مثلا أو عن طريق الدراما التليفزيونية وغيرها من الوسائل التي تستطيع مع الوقت تغيير العادات والتقاليد الذكورية.

وكذلك مواجهة القضايا المتعلقة بالتحرش والأمان الوظيفي وحقوق العاملات في التأمينات وغيرها .

ولمساعدة الإناث لإيجاد فرص عمل حقيقية يجب تقديم خدمات البحث عن عمل بالمدارس المهنية والجامعات لتعريف الخريجات بالمهارات المؤهلة لسوق العمل وإيصالهن بأصحاب العمل الذين يوفرون ظروف عمل جيدة. هذه الخدمات بالقطع ستساعد الفتيات في بناء المهارات التي تؤهلهن لإيجاد فرص عمل حقيقية.

ومهم جدا تحسين خيارات العمل المراعية لظروف الأسرة في القطاع الخاص وهو العامل الذي يبقي العديد من الفتيات في بيوتهن بلا عمل . فممكن العمل بدوام جزئي أو العمل في البيت.

أيضا زيادة عدد أصحاب العمل الذين يوفرون مزايا للفتيات في العمل مثل إجازات الوضع وساعات الرضاعة والتأمين الصحي من شأنه تشجيع الفتيات على الدخول لسوق العمل وإيجاد فرص عمل حقيقية تقلل من مستوى البطالة لهن.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط