الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دلدول أردوغان العبيط!


بداية أتقدم بكل الاعتذار للقراء الأعزاء على استخدام هذه المصطلحات والألفاظ، ولكنى لم أجد غيرها مناسبا للواقع المزرى الذى وصل اليه حكام إمارة الإرهاب فى قطر.

فالطفل الذى حاولت العائلة العربية تأديبه وتهذيبه وتقويم سلوكه الشاذ، يبدو أن عقله لا يستوعب الدروس سريعا فرغم كبر سنه فما زال يحمل عقل طفل صغيرا لا يعى نتائج أفعاله، فبدلا من الانصياع لنصائح الكبار ويتعلم، ارتمى فى أحضان الأعداء الطامعين فى ثروات بلاده وفى تحقيق حلم الخلافة الذى يراود إمام الإرهاب أردوغان.

الطفل الذى يحتاج إلى الحجز فى إصلاحية تعيد تقويمه وتهذيبه أخذ يبدد ثروات الشعب القطرى يمينا ويسارا دون وعى أو إدراك وأخذ يوزع الهدايا الفاخرة على أبوه الروحى فى هذه المرحلة "أردوغان" بشكل يشير إلى علاقة مشبوهة ومريبة.

فمنذ 6 أشهر تقريبا أهدى الدلدول لأردوغان طائرة فارهة، من نوع البوينج 747- 8 آي، وتعتبر أضخم وأغلى طائرة خاصة في العالم، حيث تقدر قيمتها بنحو 500 مليون دولار، فى وقت تعانى فيه البنية التحتية القطرية من الإهمال الذى ظهر جليا خلال الشتاء بغرق البلاد كما ظهر فى وسائل الإعلام.

ولم يتوقف الدلودل عند ذلك الحد فقد واصل تقديم القرابين لسيده أردوغان بمنحه "حافلة فاخرة"، وتم تقديم الهدية بشكل غير مباشر للرئاسة التركية، حيث قامت شركة "BMC" للصناعات العسكرية بتقديم الهدية،. تلك الشركة التى تمتلك فيها عائلة اوزترك 25.1% من أسهمها و25% لرجل الأعمال المقرب من أردوغان وحزب العدالة والتنمية أدهم صانجاك، بينما تمتلك القوات المسلحة القطرية 49.9% من أسهم الشركة، ووفق المعلومات فإن الجيش القطرى يتحمل كاملة القيمة المادية لهذه الحافلة الفارهة.

ولم يتوقف الدلدول عن جعل نفسه مطيه للأتراك وسلم البلد الصغير تسليم مفتاح كحديقة وحقل تجارب لأردوغان من خلال الاتفاقيات العسكرية المشبوهة والصفقات التجارية المثيرة للجدل والدعم العسكرى التركى والمالى القطرى للإرهاب والتطرف فى المنطقة العربية.

ويقوم الدلدول بشراء أسلحة لجيشه الوطنى المجنس من تركيا لدعم اقتصاد أردوغان المنهار، وآخر هذه الصفقات المشبوهة هو ما تنتظره قطر خلال أيام بتسليمها 6 طائرات محلية بدون طيار من طراز "بيرقدار TB2" تركية، وتعد قطر أول مشترٍ لها خارج تركيا، بمبالغ باهظة، ويبدو أن الطائرات سيتم تجريبها فى حقل التجارب "قطر".

وليست هذه هى التجربة الأولى للأسلحة التركية، ففي ديسمبر الماضي، أجرت شركة “أسيلسان” التركية المتخصصة في الصناعات العسكرية والإلكترونية، تجربة على الأراضي القطرية، لاختبار أحدث أسلحتها محلية الصنع، سلاح "صرب – ظفر".

هذه بجانب الصفقات التجارية التى بموجبها تستورد قطر فضلات تركيا لإشباع متطلبات شبه جزيرة الإرهاب، ناهيك عن الاتفاقية الأمنية المشبوهة بين الطرفين والتى جعلت الإمارة البترولية إحدى القرى التركية التى أصبح فيها الجندى العثمانلى الحاكم بأمره فوق أعلى الرتب العسكرية القطرية المجنسة.

لا شك أن أردوغان وجد ضالته فى الدلدول العاق لينتشله من أزماته الاقتصادية الطاحنة، حيث استغلت تركيا أزمة قطر التى قاطع العرب حكامها لدعمها الإرهاب، واستغل البلد النفطى ماديا مقابل توفير الحماية لهم عبر القاعدة العسكرية التي تم إنشاؤها عقب اندلاع الأزمة، بجانب وجود أكبر القواعد العسكرية الأمريكية هناك "العيديد".

فقد استغلت تركيا الدلدول فى أن جعلوه يبصم على عقود تسليح ومشاريع استراتيجية لصالح لأنقرة، ومن بينها فى مارس الماضي، حيث بصم الدلدول على صفقة شراء 556 آلية مدرعة، وعلى اتفاقية أخرى مع شركة تركية لإنشاء قاعدة عسكرية بحرية شمالي البلاد.

ومن بين البنود المثيرة للشفقة أن الاتفاق يُلزم الدلدول بتقديم قائمة طويلة جدًا من الخدمات المجانية للجنود الأتراك مما لم يسبق أن وافقت عليه أي دولة.

وفى الفقرة الثانية من المادة السادسة من الاتفاقية، التي تفرض على الدلدول أن يتكفل بتكاليف العقود التي يبرمها الأتراك مع أي طرف أو شركة، من أجل الحصول على الخدمات التي لا تستطيع الحكومة القطرية أن تقدمها بشكل مباشر، وهو ما يعني أن الجيش التركي قد يبرم عقودًا بملايين الدولارات مع شركات محلية أو أجنبية أو ربما تركية، ومن ثم يقوم الدلدول بسداد هذه الأموال من خزينة قطر بموجب هذه الاتفاقية.

والأخطر أن اتفاقية الذل والعار لا تتضمن ما يشير إلى تاريخ انتهاء وجود القوات التركية، وليس بها ما ينص على إطار زمني لخروجهم، وهو ما يعني أنه استغلال طويل الأمد.

مسلسل الابتزاز التركى للدلدول العاق والفار من أهله لم يتوقف، فقد تم استغلال الأموال القطرية فى مساعدة أردوغان وإنقاذه من الأزمة الاقتصادية لبلاده وانهيار سعر الليرة مقابل الدولار الأمريكي.

وبعد هجوم موجه من الصحافة التركية على الدلدول ليساعد انقرة ماديا كما وقفت بجانبه ضد عائلته العربية، أعلن من تركيا دعمًا بقيمة 15 مليار دولار في صورة استثمارات جديدة وودائع وضمانات.

كل ما مضى ليس مقلقا بقدر خطورة التحالف والتعاون بين مندوب الاخوان "اردوغان والدلدول "تميم" فى تمويل ودعم الإرهاب وعبثهم فى مقدرات الدول العربية خاصة ليبيا وسوريا والعراق واليمن، حيث يقوم حليفا الشيطان بتمويل المليشيات المسلحة الإرهابية الموالية لجماعة الإخوان الإرهابية والمليشيات الموالية لها فى هذه البلدان العربية وهو ما حذرت منه مرارا وتكرارا القيادة المصرية التى نجحت مع الشركاء بالجيش الليبى من إيقاف عدد من شحنات الأسلحة التي تم تهريبها إلى ليبيا وكذلك اكتشاف كميات هائلة من السلاح التركي المُهرب للبلاد بمعرفة "حليفا الشيطان" وبتمويلهما، فإلى متى سيظل الدلدول مطيه لأسياده الأتراك؟ وإلى متى سيظل مجرد حساب بنكى مفتوح يستخدم فى تمويل التطرف والإرهاب ومحاربة الدول العربية وحل الازمات التركية الداخلية؟ ومتى يستفيق أهلنا فى البيت القطرى؟
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط