الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الجوهرة.. حكاية قصر بناه محمد علي باشا واحترق أكثر من مرّة

صدى البلد

تزخر القاهرة بعمارتها المتنوعة ما بين منشآت دينية ومدنية، مساجد ومدارس وأسبلة وبيوت وقصور، وفي قلعة صلاح الدين بالقاهرة واحد من القصور الأثرية التي ظلت شاهدة على حوادث الزمان. إنه قصر الجوهرة.

يقول الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف، أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق: إن قصر الجوهرة واحد من منشآت الحكم ويقع ضمن مكونات القلعة. وسمي القصر بهذا الاسم لأنه كان مركز الحكم وإصدار القرارات فى عصر محمد على،وهذا القصر يقع جنوبى جامع محمد على باشا بالقلعة،وكان فى مكانه أبنية قديمة بناها كل من الملك الأشرف قايتباى والسلطان قنصوه الغورى ثم هدمها محمد على كلها فى سنة 1812م ليشيد فوقها قصر الجوهرة الذى شرع فى بنائه سنة 1813م.

وأضاف: الجوهرة قصر كبير يشرف على ميدان صلاح الدين بحى القلعة،ومن خلاله تستطيع أن ترى مدينة القاهرة بأكملها من أقصاها إلى أقصاها، استُخدِم فى استقبالات محمد على، حيث توجد به قاعة كبيرة عرفت بصالة العرش وهى أكبر حجرة بهذا القصر. ‏ولقد استقبل محمد على فى هذا القصر كبار الزائرين من الأجانب، ومن أهم الشخصيات التى أقامت بقصر الجوهرة السلطان عبد العزيز خان الذى زار مصر فى عام 1862م، وأقام بالقصر سبعة أيام وكان ذلك فى عهد سعيد باشا.
وعن بناء هذا القصر، يشير إلى أنه ظهر من دراسة الوثائق المتعلقة بالقصر أن المهندسين الذين عملوا فى قصر الجوهرة كانوا من الأجانب، ما بين الروم والأتراك والبلغاريين والأرناؤوط، ومن هنا جاءت التأثيرات المعمارية والفنية الأوروبية. ويحتوى القصر على حمام من الرخام المرمرى المعروف باسم الألبستر والمجلوب من محاجر بنى سويف,وبوسط الحديقة فسقية من الرخام على حافتها أسود رابضة تتدفق من أفواهها المياه.
ويقول عبد اللطيف: يحتوي القصر على قاعة تمثل طريقة حكم محمد على باشا بين الرعية وبجانبه الأشراف والضباط والجنود، وفى قصر الجوهرة أيضًا توجد حجرة الكسوة الشريفة التى تعرض نموذجا حقيقيا لكسوة الكعبة والتى تضم نماذج من الأقمشة المزركشة بوحدات خطية ونباتية غاية فى الروعة والجمال.
ولقد تعرض قصر الجوهرة لخطر الحرائق أكثر من مرة كان أولها فى عصر محمد على باشا نفسه، وأخرها الحريق المدمر الذى شب فى القصر عام 1972م،حيث قضى على مقنيات عدد من قاعات القصر وشملت الترميمات والتجديدات التى قامت بها هيئة الآثار فى قصر الجوهرة وقصر الضيافة المجاور له عددًا كبيرًا من التحف التى تعرضت لخطر حريق سنة 1972م.

حتى عاد كل من القصرين لحالته الطبيعية كما كان عليه سابقا وتجدر الإشارة إلى أن قصر الضيافة المجاور لقصر الجوهرة توجد به قاعة بها كرسى العرش الخاص بمحمد على باشا وهو الكرسى المذهب الذى صممت ذراعية على هيئة أسدين وكسيت مقاعده وظهره ومسانده بقماش من القطيفة الفخمة.