الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عَرٌاب خراب الشرق الاوسط


يبدو أن الأمر الوحيد الذي نجح فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو إضافة المزيد من التوتر والزعزعة والإضطراب والخراب الى الشرق الأوسط ومزيد من التأييد السافر والمنحاز الى إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني .. وها هو مؤخرا يوقع في حضور رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو على مرسوم يقضي بإعتراف أمريكي بالسيادة الاسرائيلية على الجولان المٌحتلة منذ عام 1967 وطبعا مُستغلا الوضع السوري المتأزم أصلا بعد أن تقطعت أوصال سوريا تحت دعوى التغيير والربيع العربي 

ورغم ردود الفعل الدولية الرافضة والمنددة بموقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من مرتفعات الجولان السورية والذي يٌعتبر دعما قويا لرئيس الوزراء الاسرائيلي في الانتخابات الاسرائيلية المقررة في شهر ابريل المقبل ..

ونتنياهو ظل يطالب بهذا الاعتراف بشدة حتى يكون داعما له في الانتخابات التشريعية الاسرائيلية والتي يصعب التنبؤ بنتائجها .. فجاء هذا الاعتراف الأمريكي بالسيادة الاسرائيلية على الجولان الاسرائيلية ليزيد من فٌرص نتنياهو وحزبه في هذه الانتخابات ..رغم أن الاعراف الامريكي بضم اسرائيل لهضبة الجولان يتعارض مع القانون الدولي .. ولكن ما هو الجديد في ذلك 

فإسرائيل اعتادت على خرق القانون الدولي على مدار العقود الماضية والتي هي عمر دولة إسرائيل .. فهي دولة قامت وتأسست على خرق القانون الدولي وانتهاكه .. ورغم ذلك ستظل الجولان أرض عربية احتلتها إسرائيل عام 1967 م والمؤسف ان الاعتراف الترامباوي أو الامريكي الاخير بالسيادة الاسرائيلية على الجولان سيتعارض مع القانون الدولي وبخاصة الالتزام بأالا تعترف الدول بوضع غير مشروع وفقال لقرارات الشرعية الدولية التي تنص بشكل واضح وصريح على عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة .. 

وهذا الاعتراف الأمريكي يهدد بشكل صارخ فرص السلام الشامل والدائم والذي يتطلب انسحاب اسرائيلي من جميع الاراضي العربية المحتلة والجولان السوري جزء لا يتجزأ من هذه الأراضي المحتلة وقرار مجلس الأمن رقم 497 يرفض بشكل واضح قرار اسرائيل بضم الجولان المحتل وعدم شرعية فرض اسرائيل قوانينها وإداراتها على الجولان السوري المحتل .. والخلاصة وكما ذكرت في البداية أن قرار ترامب الأخير سُيشعل الشرق الأوسط ويزيده التهابا وتوتر والمشكلة هي أن هناك دول أخرى ستحذوا حذو الولايات المتحدة الامريكية كما حدث عند اعترافها بالقدس عاصمة لاسرائيل .. رغم أن الاعتراف الامريكي بالسيادة الاسرائيلية على الجولان لا يٌنشيء حقوقا أو يرتب التزامات ويعتبر غير ذي حيثية قانونوية من أي نوع .. 

وقرار مجلس الامن 497 لعام 1981 م مازال ساريا ويؤكد بدون اي لبس عدم الاعتراف بضم اسرائيل للجولان السوري .. ونتمنى على الادارة الامريكية العودة عن هذا النهج الذي يدمر ما تبقى من رصيد ضئيل لوساطة امريكية قد تنهي النزاع العربي الاسرائيلي سياسيا والموقف المصري كان واضح من البداية في بيان الرئاسة الذي أكد على موقف مصر الثابت باعتبار الجولان السوري ارضا عربية محتلة وفقا لقرارات الشرعية الدولية ..
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط